”الممارسة الحسينية” في فكر الشيخ الشهيد نمر النمر والشيخ حسين الراضي (١-٢)
البحرين اليوم – متابعات
في السنوات الخمس الأخيرة، شكلت الأحداث السياسية الجارية في المنطقة العربية اختباراتٍ جديدة وقاسية للعديد من الأفكار والعقائد التي يؤمن بها الناس وقادة المجتمع، وكان من الطبيعي أن يراقب البعض العلاقة العملية بين هذه الأفكار والسلوك الخارجي، وخاصة لدى القادة وأصحاب التأثير العام الذين يتولون بأنفسهم رعاية تلك الأفكار والتبشير بها ودفع المجتمع للإيمان بها، وربما تشجيعهم على الاستعداد للدفاع عنها والتضحية من أجلها.
في الخليج، ولأن هناك إشكالات عديدة واقعة بين الأنظمة الحاكمة والقواعد الشعبية، فقد كان هذا الاختبار أكثر من عسير، ولكن نتائجه ليست إيجابية في العموم، ولاسيما بالنسبة للنخب الديمقراطية وطبقة المثقفين الذين لم يكن لأغلبيتهم أي إسهام “فاعل” في الأحداث الجارية في مجتمعاتهم، بل ذهب البعض إلى القول بأنهم كانوا “أسوأ” النماذج الثقافية في العالم العربي، وتحولوا إما إلى أدوات – مباشرة وغير مباشرة – بأيدي الأنظمة المعروفة بالقمع والاستبداد في الخليج، أو أنهم (أي المثقفون والنخب العامة) كانوا جزءا من أسباب تخلف المجتمع وإشراكه في “المعارك الخاطئة”.
النخبة “العبء” في السعودية
في السعودية، مثلاً، تحول أمثال عبد الله الغذامي إلى دعاة للحرب، ومروِّجين “متطفلين” للقاموس العنصري والمذهبي، وتخلوا عن نقدهم الثقافي والليبرالي الجذري لصالح النقديّات الملطفة التي ترفد – في نهاية المطاف – لصالح النظام الحاكم في بلاد الحرمين. لا يختلف الأمر كثيرا مع تركي الحمد، أو أحمد بودهمان، وغيرهم كثيرون. الصورة ذاتها يمكن سحبها مع النخبة المثقفة في شرق السعودية، في منطقة القطيف والأحساء مثلا، والتي كانت أمام أكثر من استحقاق “مصيري” في السنوات القليلة الماضية مع بدء الثورات العربية، ولكن “قادة المجتمع” لم يكونوا على قدر “الحمل الثقيل” الذي تكون مع انخراط الناس في الحراك المطلبي في العام ٢٠١١م، وشعورهم بأن الوقت قد حان لإنهاء الزمن “الأسود” الذي حولهم إلى “مجموع بشري منقوص الحقوق”، ومعرَّض على الدوام للانتقاص والانتقام من النظام السعودي أو من أدواته الظاهرة والخفية.
النمر والراضي: نموذجا الاختبار “العاشورائي”
في المقارنة، سيكون من المهم للجيل الحالي في شرق السعودية أن يعيد استذكار الشهيد الشيخ نمر النمر (1959- 2016)، والشيخ المعتقل حسين الراضي باعتبارهما أبرز نموذجين معاصرين خرقا هذا السائد، وكسرا – بوسائل مختلفة، ولكن خارقة – الإرث العميق من “الصمت المدجن” و”الولاء للأمر الواقع” الذي اجتهدت نخب مثقفة ودينية ورجالُ دين من أجل إضفاء فذلكات تبريرية عليه، وتقديمه بصور وعناوين ومفاهيم و”مدارس” تجميلية بقصد تسويقه بين الناس، وإظهاره وكأنه منسجم مع الأفكار والعقائد التي يتربون عليها تحت منابرهم وفي مساجدهم.
يمكن اختيار ذكرى أو حادثة عاشوراء الإمام الحسين بن علي مثالا لتوضيح درجات الاختبار التي قطعها الشيخان النمر والراضي وهما يواجهان الإرث المذكور، والطريقة التي سلكها كلٌّ منهما في الخروج على هذا الإرث، وكيف كان “الظرف الموضوعي” ل”خروجهما” محكوما بطبيعة المفهوم المدرسي لثورة أو خروج الإمام الحسين وعدم تقديم الولاء للحاكم “الجائر” في عصره. وسوف نبدأ هذا الجزء بتقديم إطلالة لفكر الشيخ النمر حول عاشوراء، والدروس المستفادة من ثورة الإمام الحسين، والنظر إلى أي مستوى “عملي” بلغه النمر في تمثل هذه الدروس.
الإطار النظري: الفكر والسلوك.. “نموذج الممارسة”
قبل ذلك، من المفيد اقتراح تخطيط توضيحي للعلاقة بين الفكر (العقيدة) والسلوك (الممارسة)، والوقوف على المشهد الذي يكون فيه سلوك المرء منسجما مع فكره، أو مضطربا ومتهافتا.
يتأسس الفكر عادةً من النص المؤسِّس. هذا النص المقدس يتكفل بتقديم الأفكار والعقائد التي تملأ دائرة الإيمان الفكري لدى الإنسان. هناك نصوص واضحة في تقديم الأفكار والعقائد بحيث يكون من العسير إجراء تفسيرات أو تأويلات تبتعد عن ظاهرها البيّن. مثال على ذلك: الموقف من الظلم والظالمين. القرآن الكريم (النص المقدس الأول) يحذر من “الركون إلى الذين ظلموا” وينهى عن ذلك بوضوح. ويقدّم النص النبوي تحذيرات شبيهة بذلك، مؤكدا بأن “الظلم ظلمات يوم القيامة”.
هذا فكر وعقيدة لا تأويل فيها، وسيكون من الطبيعي أن “الانسجام” معها يقتضي سلوكا خارجيا ينبذ الظلمة، وينأى عنهم، وقد تستلزم “الظروف الموضوعية” الخروج عليهم بالثورة والاحتجاج العلني. قد تختلف درجات “هذا السلوك”، بين احتجابٍ عن الظلمة، واحتجاج عليهم، أي بين الرفض السلبي (الانسحاب والعزلة عنهم)، أو الرفض الإيجابي (المواجهة المباشرة)، وهو اختلاف في الغالب يؤثر في اختياره جملة من العوامل الذاتية والموضوعية، وبينها طبيعة الشخص ومستوى إيمانه بالنصّ، وأيضا فهمه للظرف الخارجي وهوية الذهن التحليلي والاجتماعي الذي يتميز به. ولكن، في المجمل، ستظل كل هذه المستويات “السلوكية” الرافضة للظلم والظلمة؛ تقترب وتنسجم – كثيرا أو قليلا – مع محتوى النص المؤسس المناهض لأي تعاط إيجابي مع الظلم، بكلّ أشكاله. سيبدأ الخلل في العلاقة بين “الفكر” و”الممارسة” حينما يغيب هذا الرفض كليا، ويحل محله القبول، والتعاطي (والأفدح من ذلك: التبرير والترويج) للمؤسسة أو الجهة أو الشخص المتلبس بالظلم، الفردي أو الاجتماعي.
قدّم الإمام الحسين بن علي، ومن خلال سيرة الخروج على مؤسسة الظلم الأموي، وطبيعة الموقف العملي (الممارسة) الذي خطّه على امتداد مسيرة النهوض والخروج، وحتى وصوله كربلاء؛ (قدّم) ممارسة كاملة توضح الانسجام الخاص بين العقيدة المناهضة للظلمة، وبين أشكال السلوك الخارجي المطلوب تقديمها لتأكيد هذه العقيدة، وإثباتها. من الممكن أن تكون هناك “ممارسات” أخرى لخلق هذا الانسجام، ولكن “الممارسة الحسينية” – على الأقل في الفكر الشيعي – سيظل لها حضورها المركزي على مدى الأجيال، ليس لدى النخب وقادة المجتمع، ولكن بالنسبة لعموم الناس، وبكل مستوياتهم وطبقاتهم، وذلك على النحو الذي يظهر من “الإحياء الخاص” واللا محدود لعاشوراء في كل عام، والحرص الاستثنائي على إظهار هذا الإحياء باعتباره محورا أساسيا في تكوين هوية الناس، وتشكيل وعيهم للخارج، وتحديد أنماط سلوكهم مع الظروف الشبيهة التي تُفرض عليهم.
الشيخ الشهيد النمر: صدى الممارسة الحسينية
كيف قرأ الشهيد النمر ثورة الإمام الحسين؟
بالرجوع إلى خطب وكتابات الشيخ النمر؛ يبدو هناك إصرار واع على تقديم “الممارسة الحسينية” في مواجهة الظلم؛ بوصفها النموذج الذي يلائم الواقع القائم. لا يقتصر الأمر، بالنسبة للنمر، عند حدود الظلم السياسي أو الظلم المرتبط بالحكام، ولكنه يمتد إلى كل ألوان الظلم العام. ولكن، من الطبيعي أن يتركز في خطابه اللون السياسي للظلم، ولاسيما وهو بصدد الحديث عن دورة كربلاء في “بناء القادة الرساليين”، بحسب مقال نُشر في التاسع من محرم ١٤٢٤ هجري، ويحدد فيه الشيخ النمر دور هؤلاء القادة في “إحداث زلزال ثقافي اجتماعي سياسي عقائدي”. هنا صدى واضح لطبيعة الممارسة الحسينية التي أحدثت بدورها “زلزالا” في حينه، وبكل المستويات. يرافق الشيخ النمر “هاجس” إحداث الزلزال في الحياة الراهنة، كلما تطرق للإمام الحسين وثورته.
يقدم الشيخ النمر ملامح “القائد الرسالي” بناءا على الدور الذي قدمته “الثورة الحسينية”، والتي يرى بأنها “نزعت كل الأقنعة المزيفة، وفضحت كل قائد وصولي، وزعيم متهالك”. ومن بين هذه الملامح؛ يتحدث عن “القائد المضحي”، الذي يقدم نفسه “فداءا للقيم”. كما يؤكد على صفة “القائد المتصدي”، الذي يسعى للتغيير، و”لا يتقوقع بين الجدران”. صدى هذه الملامح تبدو جلية في سيرة النمر، وتحديه لكل التعقيدات التي أحاطت به، سواء تلك التي تفرضها طبيعة النظام السعودي “المتوحش”، أو تلك التعقيدات التي ترسخت في مجتمع القطيف والأحساء في العقدين الماضيين، حيث شيوع التيار المحافظ “الشيعي” الموالي للنظام، والذي عززه لجوء تيار “الإصلاح” لذات هذا الخيار، والذي انتهى به في خاتمة المطاف لأن يكون أقرب إلى توجهات النظام السعودي وتوجيهاته، وليس الخروج عليها. وهو ما كان الشيخ النمر (والشيخ الراضي، كما سنرى لاحقا) يرفضه، بالقول والفعل.
في مقال آخر نُشر في ٨ محرم ١٤٢٤ هجري، يوجه النمر حديثه للأجيال الجديدة التي يرى بأنها “الفئة القادرة إحداث التغييرات الكبرى، وكسر طوق الجمود الذي يكبل المجتمع”، ويؤكد بأن هذه الأجيال لا يمكن أن تنال “النهوض والكرامة” إلا في حال استهلمت “من جيل القاسم والأكبر ومسلم (…) الذين أثبتوا أنهم قادرون على التغيير والانتصار”. في هذا المقال يضع الشهيد النمر أمام الأجيال “الممارسة الحسينية” باعتبارها “المنقذ” من الوضع الراهن الشبيه بما كان عليه الوضع المحيط بالإمام الحسين. يستنهض النمر الجيل الجديد، ويراه أملا ممكنا لإنارة الطريق نحو المستقبل. لم يكن بعيدا عن هذا الجيل، أو يكتفي بمتابعته من بعيد، وتقديم التوجيه له فقط، بل كان وسطه، وحاضرا معه في الميدان.
في خطبه، يكرر الشيخ النمر الحديث عن ضرورة “الوقفة الحسينية” (نصطلح عليها هنا ب”الممارسة الحسينية)، ويقول بأن هذه الوقفة يُراد لها أن “تنزع القناع” الذي يصفه ب”الصلب والمتمكن” الذي كانت تلبسه دولة بني أمية باسم الإسلام، وفي حين كانت نتيجة تلك “الوقفة” هو وقوع “مصيبة” كربلاء، إلا أن هذه “المصيبة هي التي حافظت على ديمومة القيم”، ويضيف بأن هناك حاجة دائمة لمثل هذه “الوقفة”، ولو أدت لمصيبة شبيهة بما حدث في كربلاء، ويحدد هذه الوقفة في مسارين، الأول “تعرية الظلمة والطغاة”، والثاني “تعرية منْ يستغل الدين”. في المشابهة بين الصورتين، من المعروف حجم “القناع” السميك الذي يضفيه آل سعود على نظامهم، ودفعهم الأموال لأجل إسباغ “الإسلام” عليه، وتمثيله له في العالم. كان وقوف الشيخ النمر في وجه هذا “القناع” مكلفا جدا، ونزلت بسبب ذلك “مصيبة” عظمى في يناير 2016م حينما أُعدِم بعد سجن دام عامين، تخلله التعذيب والتشويه وكل أشكال المضايقة. ولكن المصاب هنا “كربلائي” أيضا، وكان بمحض إرادة النمر وتصميمه المسبق.
يضع الشيخ النمر نموذج “الممارسة الحسينية” في العناوين التالية: “العطاء، الشهادة، التضحية، الجرأة، الإقدام، العلم، التقوى، الإنسانية”. وهي مفاهيم أو قيم شدد عليها النمر في كل خطبه وكلماته ومقالاته التي نشرها حول الإمام الحسين، وكان يضع الاقتداء بالإمام الحسين وإحياء عاشوراء مساويا للأخذ بهذه القيم، والعمل بها، ويرى بأن “تصحيح المسار” لا بد أن يبدأ ب”اقتفاء أثر هذه القدوة” اليوم، ولذلك كان يكرر القول بأن “الحسين مدرسة متكاملة لكل الأجيال”، وهو “ملهم الثوار، والأحرار، والأخيار والمصلحين والشهداء”.
يؤمن الشيخ النمر بأن أكثر منْ يخشى عاشوراء وقيم الإمام الحسين هم “الطغاة”. يقول “الطغاة يرهبون ويخافون يوم عاشوراء في كل العالم”، وذلك لأن عاشوراء هو “يوم القوة”، كما أن الممارسات والشعائر الحسينية تقدم رسائل “تحدٍّ” لما يصفها النمر ب”الحالة الاستكبارية المتعجرفة”، ولذلك يؤكد الشيخ النمر بأن “الحسين لم يُستشهد من أجل أن تُسكب دمعة”، وإنما “استشهد من أجل إحياء فكرة، ومن أجل إعطاء عبرة”، والتي نصطلح عليها هنا ب”الممارسة”، أو المنهج العملي الذي أرساه الحسين في التعاطي مع الظلم الشمولي، ليس في دفْع الظلم، وإنما في عدم الركون إليه أيضاً. على هذا المنوال؛ يقول الشهيد النمر: “كلّ منْ يُشارك في أمن الظالم حينما يكون المظلوم فاقدا لأمنه؛ فإنه شريك للظالم في ظلمه، والنار تنتظره”.
وفق هذه الرؤية، فإن الشيخ النمر يعلن بأن الدروس التي يتعلمها المرء من مدرسة الإمام الحسين هي “ضرورة الإباء والمدافعة والمقاومة، إباء الظلم والظالمين، ومدافعة الجور والجائرين، ومقاومة التجبر والمتجبرين”، كما يضع دروس “الإقدام والتضحية” على رأس العناوين التي رسخها الإمام الحسين. يقول الشيخ النمر: “تعلمتُ من الحسين أهمية المسؤولية والمبادرة”. وعلى هذا المنوال يعلن بكلمات واضحة: “مطالبنا تغيير كامل للأنظمة، والقوانين، وتبديل المسؤليين، كل من يُشارك في الظلم والفساد يُقتلع”.
في الخطب التي ظهر بها الشيخ النمر، وفي نصّ المرافعة التي كتبها وقدّمها أمام المحكمة السعودية والتي طُبعت بعد استشهاده؛ يُجسد “شيخ الشهداء” تلك القيم والمفاهيم والدروس التي قال بأن ثورة الإمام الحسين تقدمها للناس وللأجيال المقبلة لتكون “نبراساً” للخروج من الظلم والظلام. كان موقفه من الحراك المطلبي في القطيف واضحا ولا تلوين فيه، وأصر على أن يكون متصديا لهذا الحراك، وحاضنا له، ومدافعا عن كوادره الشابة، ومنظرا لمطالبه. وفي موضوع البحرين جسّد أيضا الشيخ الشهيد تلك الرؤية، أو “الوقفة” الحسينية، فكان مناصرا لثورة أهلها، ومصرا على تقديم النصح والنقد لضمان استمرارها على خير وحتى نيل الانتصار.
لم تتأثر هذه “الوقفة النمرية/ الحسينية” بقلة الناصر، أو بالحصار المعنوي الذي تعرّض له الشهيد النمر من محيطه الخاص والعام. كان يدعو للاقتداء بأصحاب الإمام الحسين في نصرة “القائد المضحي”، ولكنه لم يكن يرهن فكره وعمله بحصول تغيرات “موضوعية” في سلوك المحيطين، أو في الوضع الإقليمي، وصرّح أكثر من مرة بأنه يُقْدِم على هذه “الجرأة في طريق الشهادة” لكي يُحدِث تلك “اليقظة” التي أشعلها مصابُ كربلاء وتفجُّرُ الدماء في عاشوراء.
من غير المسبوق أن يقدّم أحد، مثل الشيخ النمر، درجاتٍ متقدمة من الاقتداء الكامل بالممارسة أو الوقفة الحسينية وحتى آخر لحظات حياته وهو يقف أمام قضاة آل سعود ويكشف ظلمهم ويدافع عن مواقفه الحاسمة دون تراجع أو تلعثم في البيان. هذا الاكتمال في الاقتداء بالحسين وثورته جعل من الشهيد النمر “أيقونة” بشرية لها تأثيرها اللا محدود، ليس في حدود شرق السعودية، أو في المجال “الميداني” للحراك المطلبي، ولكنها أصبحت “أيقونة” ملهمة خارج الحدود، وفي أبعد الأزمان، ولعل هذا السبب “الفعلي” الذي دفعَ آل سعود لمحاولة تشويه صورة الشيخ الشيخ النمر بكلّ السُّبل، وتجييش “العمائم” ضده، أو منعهم من اللحاق به على الأقل، إلى أن أقدم على جريمة إعدامه وإخفاء جثمانه، للحيلولة – كما يظن آل سعود – دون يكون قبره مزارا للناس، يُذكّرهم بالقيم التي تعلمها من الإمام الحسين وسعى لتطبيقها على نفسه حتى تجسدت فيه الشهادة التي تمنّاها وأخبر المقربين منه بأنه يراها “الحلّ الحسيني” لكشف الأقنعة، وإيقاظ الضمائر، وتعبيد الطريق نحو الحرية واقتلاع الظلم.