يا رجب أنت النبيل ورمزُ الإنسان.. وقاضيك المرتزق ليس إلا جزّار
البحرين اليوم – (خاص)
ما ضرّوك شيئاً، ولا أفقدوك المعانيَ والرموز التي بها نحيى. كنتَ نبيلاً قبل الحكم الجائر، وأصبحتَ أكثر نُبلاً بعد الحكم الذي بصمَ عليه قاضٍ يحمل من اسمه الكثير.
القاضي المرتزق، جابر السعيد يوسف الجزار، دخلَ التاريخ، ومن البوّابة التي يعرف شرفاءُ مصر كيف يصفونها: بوّابة السقوط في الفظاعة الأبديّة.
منذ أن توّجكَ الناسُ تاجَ الثورة ولؤلؤتها؛ دخلت القلوبَ بلا استئذان، وأشرقَ عَرَقُك لاليءَ في العقول والسّاحات. كنتَ صوتاً يوم أن توارت الأصواتُ واختبأت، وكنتَ متراساً للمستضعفين والضحايا وأولئك البسطاء الذين يقتبسون من شهامتك الشجاعةَ، ومن إقدامك ضياءاً يشعّ في الميادين.
حبسوكَ لأنهم فشلوا، مرةً تلو الأخرى، في حبْسك داخل الأدراج وخلف الأبواب. فشلوا في ضمّك إلى صفوف العار، وعجزوا عن تليين موقفك وتنعيمه على شاكلة الحقوقيين الذين لا يفرّقون بين الجلاّد والضحية، ولا يغادرون مكاتبهم المكيّفة إلا لقبض صُرّة الأموال النتنة.
تعلّمنا منكَ وأنت في محبسك الإنفرادي. الأمراضُ لم تفترس روحَك ولا هزّت انحيازك لحقوق الإنسان. من خلف القضبان فعلتَ ما كنتَ تفعله وأنت خارجها. أسمعتَ صوتك إلى كلّ العالم، وفضحتَ النفاقَ الذي يتنفّسُ منه صُنّاعُ القرار في الغرب، وقدّمت لهم الدّليلَ القاطع على أن أيديهم لا تزال ملطخةً ببحور الدماء المحرَّمة. اهتزّ العرشُ، وانقلب الكرسيّ على صاحبه، وزبّد الجلاّدون وأرعدوا. وأنتَ، كما أنت، صامداً مثل أوّل يوم وُلدتْ فيه الثورةُ التي أحببتَ، وحسمتَ قرارَ أن تكون معها، ولو أمطروا عليك حكماً بعد الآخر، ولو أتَوْك بجزّار يتلوه جزّار.
لك التحية يا رمز الإنسان وحقوقه.. ولكَ الوفاء يا صوتنا، وقُرْبتنا التي نسقي بها العالمَ أنصعَ الحقوق وأصدقها.
وبانتظارك قريباً.. بانتظار قبضة النصر التي لوّحت بها مراراً.. تلك التي تمدّنا بقوّة الانتظار.