متابعات: “مهلكة آل سعود” في بيروت إلى أين؟
البحرين اليوم – (خاص)
متابعات
ما وراء الخبر
رفع محتجون على سياسات النظام السعوديّ في لبنان، اليوم الأحد 3 أبريل، لافتةً مناوئة لآل سعود على إحدى الجسور في الشارع الرئيسي في محلة أنطلياس شمال بيروت، وحملت عبارة “مهلكة آل سعود”. وهي منطقة لا يتواجد فيه أي حضور لحزب الله أو حركة أمل.
السلطات الأمنية اللبنانية بادرت إلى إزالة اللافتة التي لم تتبناها جهات سياسية أو حزبية، فيما أكدت مصادر بأنها مبادرة من أفراد رافضين للسياسة السعودية في المنطقة، وخاصة في لبنان.
التوتر القائم، والذي يحمل مؤشرات تصعيد متتالية، بين السعودية وحزب الله، من الأرجح أنها ستأخذ خطاً متصاعدا في الفترة المقبلة، لاسيما مع الخطوات الأخيرة التي قام بها النظام السعوديّ على مستوى إغلاق مكتب قناة العربيّة في بيروت، والإساءة التي افتعلتها صحيفة “الشرق الأوسط” السعوديّة بنشر رسم كاريكاتوري اعتبر لبنان بمثابة “كذبة أبريل”، وهو الأمر الذي دفع نشطاء إلى اقتحام مكتب الصحيفة في بيروت للاحتجاج على هذه الإساءة، فيما بدا أن هناك تعمّدا لنشر الرسم المسيء لاستدعاء ردود أفعال غاضبة بقصد استثمارها في الحملة ضد لبنان، وذلك كما بدا من التصريحات التي صدرت عن السعودية ومجلس التعاون الخليجي “تضامناً” مع الصحيفة السعوديّة.
صحف سعودية رسمية ألمحت قبل أيام إلى أنّ “مشاكل أمنية” قد يتعرض لها لبنان في الفترة المقبلة، وهو ما اعتبره مراقبون “أمرَ عمليات” إلى مجموعات أمنية وميليشيات مسلحة ترتبط بالسعودية في لبنان، للاستعداد لتنفيذ عمليات ذات طابع أمني أو اغتيالات.
يربط محللون “الانسحاب السعودي التدريجي” من لبنان، باحتمال أن تشهد بيروت حوادث أمنيّة بتدبير سعوديّ، وهو أمر يتعزّز مع ما يُقال عن نية “الإعلام السعوديّ” في لبنان الخروج منها، ربْطا بخروج “هاديء” للأموال السعودية والخليجية، وحض المواطنين لعدم السفر، على الرغم من أن لبنان لا تشهد أيّ توتر أمني مؤخراً.
آل سعود تدرجوا في مخططها التصعيدي ضد لبنان، منذ الإعلان عن وقف الهبة العسكرية، إلى تصنيفِ حزب الله منظمةً إرهابية من قبل دول مجلس التعاون الخليجي، وصولا إلى تحريض الدول العربية ضد الحزب في اجتماعات الجامعة العربية.
وفي حين فشل السعوديون في إرغام الحزب على التوقف عن التصدي لسياساتهم العدوانية في اليمن وسوريا ولبنان والبحرين، فإنّ الفشل السعودي في “تسويق” البيان الخليجيّ داخل عدد من الدول العربية؛ فرضَ العمل على إعادة حسابات لدى آل سعود في طريقة المواجهة، حيث تبدو أن الخطة السعوديّة ضد الحزب تتجه إلى الضغط عليه من داخل لبنان، وإشعال أدواتهم، والتي يمثلها تيار الحريري، والجماعات المسلحة المنتشرة في مخيمات اللاجئين وفي الأحياء المظلمة بطرابلس وبيروت.
الضغط السعودي على لبنان يتحرك من خلال الاقتصاد وترحيل اللبنانيين من الخليج، وقد يتطور إلى سحب الودائع البنكية في مصرف لبنان، وبما قد يؤدي – بحسب التخطيط السعودي – إلى تحريك “قوة ضاغطة” ضد الحزب في أوساط الاقتصاديين والتجار اللبنانيين.
رزمة الانتقام السعوديّ ضد لبنان لم تنتهِ بعد، والجنون الذي يغرس أكثر من فتنة سعودية يجعل كل الاحتمالات مفتوحة.