قنّاص المعامير: فنون في الاستهزاء بأسلحة القمع و”الجبروت” الخليفي
المنامة – البحرين اليوم
بلدة المعامير، مثلها مثل عشرات البلدات في البحرين، شاركت – دون تأخرّ أو تردّد – في فعاليات العصيان المدنيّ، وهي تضيء شمعة ثورة 14 فبراير، كما تفعل بقية البلدات في هذا المساء الذي سيكون طويلاً، ويسهر البحرانيون بانتظار ذلك الفجر الذي يُذكّرهم بأقمار الثورة، وبتيجانها.
أهل البلدة على أهبة الاستعداد لخوْض العصيان في الغد، وبما يليق بثورةٍ لم تركع طوال 5 سنواتٍ من القمع والتنكيل.
قوات آل خليفة تحمل “كرْهاً” أسودَ على أهالي المعامير. والأسباب كانت حاضرةً خلال يومين من “عصيان النمر”.
ردّت القواتُ على التظاهرات في المعامير بسلاح الشّوزن. فيما الأهالي فضّلوا أن يواصلوا الطريقَ، ويفترشوا الأرض، ويسخروا من أسلحة الخليفيين، ويُشهروا في وجوه القتلة أسلحتهم الخاصة.
التّحدي والإرداة: السّلاح الذي يتشارك فيها أهلُ البلاد، في كلّ أرجائها.
سلاحٌ يُعبّر عنها المعاميريوّن بأشكال مختلفة، وبما يتناسب مع الفئات والمقامات. يعتصمون أمام منازلهم، ويحتلفون بمجد الثورة الخامس، وكأنهم يستقبلون مولوداً جديداً، أو يُشعلون شمعة وضّاءة أمام منازلهم تخليداً لأوّل شهيد في الثورة. يتقدّمون إلى أقربِ نقطة أمام القوات الخليفية، رافعين رموزاً يعرفون كيف تُنزِل الرّعب في قلوب آل خليفة ومرتزقتهم.
ينتشر الثّوار في الميادين، جنباً إلى جنب. يأكلون ويتسامرون، ثم يزحفون بلا عجزٍ نحو الميادين.
يهزأون بالمدرّعات وأسلحتها. يرصدون الآليات العسكرية وهي تقتحم البلدة لتنشر الرّعب وتزيل حواجز الأمان. ثم يباغتونها، ويصنعون الحدثَ الثوري.
هذه هي مشهديّة الثورة والعصيان في بلدة المعامير.
ولأن البلدة معروفة بقدرتها على معالجة المعاناة بفنّ السخرية، فإنّ هناك منْ يفضّل أن يشهر هذا السلاح في وجه أسلحة القمع التي تقاطرت على البلدة وأهلها.
أحد أبنائها الطيبين، ممّن يُعانون من مشاكل ذهنيّة، لديه حقّ في أن يسخر من “الجبروت” الخليفيّ الذي وطأته أقدامُ الشّبان والنساء والأطفال والعجائز.
يسخر “قنّاص المعامير” من قنّاصة آل خليفة الذين لا يجيدون غيرَ البشاعة والوقوع في الخزي.
يرتدي الشّاب الطّيب سلاحه. يُشهره واثقاً باتجاه الموت الذي يتهدّد أهله وبلدته، وكأنه يتوعد القتلة بأنّ سلاحهم “الفاسد” لا يساوي شيئاً أمام سلاح “التحدي”، والرّغبة العارمة، والعامرة بالحياة.
“قنّاص المعامير”، قد يراه البعض طيّباً إلى حدّ “لا يحتمل فعله أي تفسير أو تأويل”.
ولكنّ الجنون الذي يُبديه آل خليفة، وانفلات هذا الجنون دون تحقيق أيّ هدف أو غاية، يستحقّ أن يدفع للبحث عن ردود أفعال ساخرةٍ على النحو الذي يقترحه علينا حامل الكلاشنكوف/ اللعبة في بلدة المعامير.