في مقابلة مع “البحرين اليوم” النائب في البرلمان الأردني طارق خوري: أطالب الحكومة الأردنية بسحب “الدرك” من البحرين
البحرين اليوم – (خاص)
يأخذ النائب الأردني طارق خوري حيثية مثيرة للجدل لجهة دعمه صراحة لحركات التحرر في العالم، وتأييده الصريح لمقاومة إسرائيل، ولا يكل أن يجدد دعوته لتصحيح الأوضاع في بلده خصوصا وفي العالم العربي عموما، يرى خوري أن على الأردن أن لا تضع بيضها في سلة واحدة كما يصف، ويعتقد بصحة اللعب المتقن على توازن المحاور، وفي نفس الوقت يؤكد أن المحور السعودي بكل قدرته لا يمكنه احتواء بلد كالأردن، في الشأن البحراني أكد النائب طارق خوري أن “الدرك” الأردني لا يزال موجوداً في البحرين ، وجدد مطالبته من خلال “البحرين اليوم” الحكومة الأردنية بسحب “الدرك” من البحرين لأن مهمته حماية الأردن وليس قمع شعب آخر، وهذا نص المقابلة:
· كيف استقبل الأردنيون خبر اعتقال السعودية للملياردير الأردني الفلسطيني صبيح المصري، والذي يمثل أحد أعمدة الاقتصاد في المملكة الهاشمية؟
بلا شك أن الأردنيين بكل اطيافهم وشرائحهم الاجتماعية أبدت امتعاضاً واستياءً عند سماعها خبر اعتقال القامة الاقتصادية خاصة وأنه مشهود له بالنزاهة ونظافة اليد بالإضافة أنه رجل متقدم بالسن ولم تشوبه شائبة طوال سني عمره الذي يزيد عن 80 عام والأهم من ذلك أن هناك استهداف واضح وعلني لضرب الاقتصاد الأردني والفلسطيني الذي يعاني ظروف قاسية لحمل البلدين على قبول مشاريع سياسية لا تحتمل.
· من المعروف أن النائب طارق خوري داعم لأي حركة تحررية من الهيمنة والتسلط في المنطقة، ترى كيف يمكن مجابهة محور الهيمنة التابع لأمريكا عربياً، سواء على مستوى الشعوب أو على مستوى بعض الحكومات؟
أعتقد أن تجربة أميركا اللاتينية والتي قادتها نخبة وطنية ملتزمة أمثال جيفارا وكاسترو ولاحقا شافيز واورتيغا وحالة الوعي التي نشأت بفعل مثقفي ومفكري تلك الدول هي ما يلزمنا لتحقيق انتصار على الذات اولاً ومن ثم الانتصار على العدو المتربص بنا كما أن على شعبنا تحديد معسكر الأعداء بدقة وبناء تحالف واضح مع نقيض هذا العدو لتحقيق النصر الذي أصبحنا نرى ملامحه من حالة الصمود المذهلة لسوريا أمام آلة الإرهاب الدولي الذي تقوده أمريكا بشكل مباشر وعبر وكلاء بعباءة دينية وهي من الدين براء كما ان محور المقاومة حقق نتائج واضحة وصريحة منذ عام 20000 عندما سطر حزب ألله ملحمة بطولية أدت الى دحر جنود الاحتلال الصهيوني عن كامل الأراضي اللبنانية . وما تحقق من طرد داعش في العراق يؤكد أن هذا المحور المدعوم من الحليف الروسي والصيني ودول البركس المعادية لأمريكا يحقق تقدم بكل الاتجاهات ولكن ما يؤخر عملية التحرر والانعتاق تلك الدول التي تشكل قوة شد عكسي بحكم العلاقة العضوية والتي تؤمن وتحمي أمريكا أنظمة حكم هذه الدول على حساب شعوب وأبناء الأمة المقهورين ويسهم ذلك بنهب خيراتها وثرواتها .
· هل تعتقد أن المحور السعودي قد احتوى الأردن، أم أن الأردن خارج احتواء الرياض؟
سياسة الاحتواء تمارسها دول كبرى قادرة على ذلك ولا أعتقد برغم أن السعودية تمتلك مقومات الدولة الإقليمية قادرة على احتواء الأردن خاصة وأن السلوك السياسي والنهج الجديد المتبع في السعودية يعتبر طارد ومنفر وليس جاذب وما التحركات الرسمية الأردنية نحو روسيا وايران وتركيا وقطر فضلاً عن التحركات الشعبية ممثلة بمجلس النواب والأحزاب والنقابات حول مجمل القضايا التي ترى فيها انتقاص من دور الأردن إلا دليل طلاق إذ يعتبر المُعظم ان المحاولات السعودية المحمومة للنيل من الدور الأردني بقيادة الهاشميين على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفلسطين والذي بدى واضحاً وجلياً للمتابعين وعامة الشعب.
· لا شك أن عمّان بين تجاذبات المحاور، هل يمكن للمملكة الهاشمية أن ترسم خطاً جديداً يعيد بعض التموضعات في المنطقة، ويعيد التوازنات الجيوسياسية؟
قد أختلف مع الحكومة حول وضع البيض في سلة واحدة فأنا من باب المسؤولية الوطنية ولو تكتيكياً على الأردن أن يبحث عن مصالحة بعيداً أو مستفيداً من سياسة المحاور في المنطقة وبذلك تتحقق مصلحة الأردن في زمن طغت عليها سياسة ونهج المصالح على حساب القيم والمبادئ ولو قُدر الأمر لي لكان خياري الانضمام لمحور المقاومة فخسارة الأردن بقربه من محور الهيمنة والاستعباد لا يعرف صديق ولا يشبع من النهب اليومي لثروات وخيرات الشعوب على عكس محور المقاومة الذي وأن كان له مصالح فإن المصالح مشتركة ويستفيد منها كل الشركاء فنجد روسيا وإيران حلفاء حقيقين لسوريا في الوقت الذي تبتز أمريكا كل حلفاؤها في المنطقة باستثناء ربيبتها الكيان الصهيوني .
· ما موقفك مما سميت صفقة القرن بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟
هي كثيرة الصفقات والاتفاقيات والمعاهدات المذلة ولكن شاء أم أبى من يخطط لمثل هذه الصفقات أن تتحطم هذه الصفقات على صخرة صمود شعبنا الفلسطيني الذي سطر مثلاً ولا أروع عبر قرن من الزمان في مقارعة المحتلين على اختلاف جنسياتهم وليكن معلوم لديكم بأن شعبنا الفلسطيني إذا كان مأزوماً بسبب الاحتلال الجاثم على صدره منذ ما يقارب السبعين عاماً فإن المحتل ايضاً مأزوم وبدرجة أكبر إذ وبعد هذه السنوات لم ينعم المحتل بيوم من الراحة والطمأنينة بفعل المقاومة الفلسطينية اليومية فأي حياة هذه وهم في حالة حرب دائمة ومستمرة ليل نهار ويتوهم من يعتقد غير ذلك.
· هل أنت مؤيد للرأي القائل بوجود اتفاق أمريكي عربي أدى لاعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل؟
طبعاً هناك يد عربية خبيثة كان لها دور مؤيد لقرار ترامب ولكن برأيي الشخصي أن القدس محتلة ويجب تحريرها كما يجب تحرير كل شبر فلسطين ويتوهم من يعتقد أن القدس وحدها مقدسة ففلسطين من النهر إلى البحر مقدسة وطنياً وقومياً ودينياً وانسانياً وعلى الأمة مسؤولية تحريرها وعلى العالم الحر دور دعم الحق مقابل الظلم والطغيان المتمثل بالكيان الصهيوني وداعميه الغرب الاستعماري وعلى رأسهم أمريكا وبتواطؤ من بعض الدول العربية .
· النظام في البحرين وللسنة السابعة يقمع الشعب، وأنت لك مواقف مشرفة في أكثر من محفل بانتقاد الدرك الأردني في قمعهم للمواطنين، هل لديك معلومات فيما إذا سحبت الأردن دركها من البحرين أم لا يزال موجودا؟
من المؤسف أن الدرك الأردني ما زال يقوم بمهام بما يخص شأن داخلي بحريني وهذا منافي لفلسفة تشكيل هذه القوات المعنية بالتعاون مع الأمن العام حفظ الأمن الداخلي والمساهمة مع القوات المسلحة حامية الحدود في المشاركة بقوات حفظ السلام لذلك من موقعي كنائب في مجلس النواب الأردني أطالب الحكومة وخاصة بعد تنكر بعض دول الخليج لدور الأردن إعادة ابناءنا من قوات الدرك إلى الأردن مكانهم الطبيعي .