عوالم خفية: فضحية الممثل المصري عادل إمام مع جهاز الامن الوطني في البحرين
البحرين اليوم – (خاص)
فضيحة جديدة تلاحق جهاز الأمن الوطني في البحرين بعد أن تداول نشطاء مقطعا صغيرا من المسلسل المصري “عوالم خفية” تظهر فيه بعض صور المعتقلين في البحرين وتصوريهم على أنهم “إرهابيون” خطرون. حيث يظهر في الدقيقة 22.40 من (الحلقة 24) كل من احمد علي من قرية سند، ومحمد علي جعفر البياع من قرية بني جمرة، وكلاهما محكومان بأحكام قاسية في البحرين.
المقطع الذي أثار حفيظة النشطاء والموطنون يظهر اجتماعا أمنيا لرئيس النيابة في مصر مع مجموعة من الضباط يناقشون فيه تقريرا أمنيا عن الأنشطة الإرهابية التي يقوم بها من ستظهر صورهم، ويظهر الإجماع الأمني على متابعتهم وملاحقتهم حيث يتم استعراض صور المطلوبين، وأنهم يحملون معهم كمية متفجرات كبيرة، ويطلب “الزعيم” من الضباط تحديد هويتهم السياسية وحركاتهم.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توظيف الصور التي تنشرها وزارة الداخلية في البحرين لمعتقلين في عمل فني ضخم مثل مسلسل ” عوالم خفية”، والذي يقوم الممثل المصري المعروف عادل إمام بدور البطولة فيه، ويحظى بمتابعة واسعة من المشاهدين في العالم العربي.
حقوقيون استنكروا هذه الحادثة، واعتبروها مثلا على انتهاك خصوصية المعتقلين والمواطنين والتعرض لحقوقهم الاجتماعية، فضلا عن انتهاك أخلاقيات الإعلام. وفي هذا السياق، قالت الناشطة الحقوقية ابتسام الصائغ بأن ما نُشر في المسلسل العربي المُشار إليه وجوها من وجوه التشهير الذي يتعرض له المعتقلون في البحرين، وتساءلت عن موقف الجهات الرسمية في البحرين، بما في ذلك وزارة الإعلام والخارجية.
إلا أن مراقبين يرون أن هناك شكوكا واضحة في تعاون جهاز الأمن الوطني الخليفي مع طاقم الإخراج والإنتاج القائم على المسلسل، إن لم يكن هناك تعاون استخباراتي أوسع أصلا. وهذا يعني أن جهاز الأمن الوطني ووزارة الداخلية في البحرين ستخوض مجالا جديدا من أجل كسب معركتها “الشيطانية” ضد المواطنين الذين يطالبون بالحرية والديمقراطية وحق تقرير مصيرهم السياسي في البحرين. وبرأي بعض المختصين، فقد عمد مخرج المسلسل على توظيف صور البحرانيين دون وجود أي إطار فني سوى محاولة التشهير بالضحايا، حيث كان بإمكانه استخدام صور لشخصيات تظهر في المسلسل أو شخصيات كومبارس كما هي عادة الإخراج والمونتاج في مثل هذه الحالات. وهذا يدفع بالعديد من الشكوك إلى الواجهة، خصوصا تورط جهاز الأمن الوطني في البحرين مع طاقم الإخراج والإنتاج لتسويق وجهات نظر النظام في البحرين، ويؤكد هذا الشك ويزيده وجاهة عند ربط محاولات النظام الخليفي شيطنة المعارضة في البحرين، وربطها الدائم بالإرهاب، وهو ما يؤكد وجود ربط استخباراتي بين الطرفين.
يشار هنا إلى أن قطاع التلفزيون في مصر واجه أزمة مشابهة بداية عرض مسلسل آخر هو ” أبو عمر المصري” على خلفية إحدى الحلقات التي أثارت حفيظة السودان، والتي تم الاشارة فيها إلى أن السودان معقل للجماعات الإرهابية المتطرفة. وقتها هاجم وزير الاعلام السوداني أحمد بلال عثمان، المسلسل وكشف أن سفارة الخرطوم لدى القاهرة قدمت احتجاجا رسميا لدى وزارة الخارجية المصرية، كما استدعت الوزارة السفير المصري بالخرطوم، وأبلغت سفارته احتجاجا رسميا كما سلمت مذكرة بذلك لسلطات بلده.
وإذا كانت السودان تحترم هوية شعبها وتدافع عنه أمام كل هجوم، ولو كان خفيا، فإن سفارة الخلفيين في القاهرة لا تزال تلتزم الصمت وكأن شيئا لم يحصل. ولكن إذا عُرف السبب بطل العجب. فالسلطات الخليفية متورطة، ولا شك، في توريد المقاطع للمخرج أو المنتج، حيث إن السائد مهنيا ألا يتم عرض أي صور تلفزيونية قبل أخذ الموافقة عليها من المصدر الناشر لها، وهو تلفزيون البحرين ووزارة الداخلية في البحرين.