علي صنقور روحٌ عصية على الإنكسار وسط جسد مهشّم
من المنامة-البحرين اليوم:
يوما بعد آخر تتضح معالم الجريمة التي يرتكبها الخليفيون بحق المعتقلين في سجون جو, والتي بدات فصولها يوم ١٠ مارس الماضي. تعذيب متواصل, حرمان من الطعام والعلاج, اهانات حاطة من كرامة الإنسان, وظروف سجن لا يحتملها بشر في مملكة آل خليفة.
هذا ماكشفت عنه وجوه المعتقلين الذين تمكنوا من مقابلة عوائلهم في سجن جو. عباس السميع المحكوم بالإعدام قابل والدته وهو مكسور الأنف ومهشم الأسنان والدم ينزف من اذنه كاشفا لأمه انه يُعدم كل يوم, لكنه وكما ربته امه قوي الإرادة لا يعرف الإنكسار. المعتقل علي السنكيس لم يتعرف اليه أهله اذ كان هزيلا شارد الذهن من شدة التعذيب.
واما ابن النخلة و كما سمى نفسه البطل علي صنقور المنحوت اسمه باحرف من نور في سفر ثورة الرابع عشر من فبراير , وهو الذي ارتدى الكفن حاملا للقرآن الكريم عند انطلاق الثورة, فقد ضجت قاعة الزيارة في سجن جو بالبكاء لدى رؤيته . دخل صنقور محمولا على اكف اخوته من المعتقلين فيما تزحف اقدامه على الأرض بلا شعور, فتعالت أصوات النسوة بالعويل.
ياإلهي ماذا يفعل هؤلاء الوحوش بأبنائنا خلف قضبان السجون, تلك كانت صرخة احد الحاضرين, اي وحوش بشرية تلك التي ترتكب مثل هذه الأفعال التي لايقدم عليها انسان سوي , سوى من انتزعت الرحمة من قلبه وباع ضميره وانسانيته للخليفيين مقابل حفنة من الدنانير.
أخبار صنقور ابن المنامة المحكوم بالسجن لمدة ٣٠ عاما,انقطعت عن أهله منذ الهجوم الخليفي البربري على سجن جو في ١٠ مارس الماضي, وكانت عائلتة في قلق شديد على وضعه الصحي خصوصا بعد انتشار اخبار الاحداث في سجن جو المركزي في كل مكان, حتى تلقت عائلته اتصالا منه بعد ١٧ يوما حيث طمأنها على وضعه شاكيا من ضعف سمعه لحرمانه من العلاج.
غير انه وفي مكالمة اخرى له وبعد اسبوع كان صوته مثقلاً بالوجع و الألم ,كان لا يقوى على الكلام, اذ افاد بانه يعاني من كسر في الحوض و الرجل وانه في الم شديد, لم يكن بيد العائلة من حيلة سوى الدعاء له بالشفاء و جبر كسوره و آلامه.
ولما حان موعد الزيارة كانت العائلة تترقب بشوق و لهفة رؤيته ،الا انها أُجبرت على الانتظار ما يقارب الثلاث ساعات ولكن بلا طائل, حتى بدا القلق يساور العائلة حول مصيره, وأما جواب السجانين فادعوا انهم يبحثون عنه في مباني السجن, ادعاء لم يقنع العائلة التي انتابها قلق شديد عليه سرعان مانقلب صراخا حين رؤيته.
صرخت امه كسروك يا ولدي كسروك فيما القت أحد اخواته بنفسها على يده شبه المشلوله وهي تلثمها, وتنتحب . لاتوجد كلمات تستطيع وصف الأم والوجع الذي أصاب الحاضرين لدى رؤيته. الا ان جواب صنقور ظهر على قسمات وجهه برغم الالم اذ كان ضاحكا مستبشرا وهو يقول إن الله يحبني ولو لم يحبني لم يبتليني.
إنه أبن النخلة التي لا تنكسر وإن قطع سعفها الظالمون, فعلي صنقور كأمه النخلة يعيش ويموت واقفا شامخا واما الطغاة والظالمون فيبقون صغارا ومكانهم الطبيعي في مزبلة التاريخ.
https://youtu.be/jiMfe0paboI