طيبة درويش ….حكاية المرأة البحرانية في ظل نظام آل خليفة
من المنامة-البحرين اليوم:
اعتقال النساء في البحرين ظاهرة شاعت في البلاد منذ اندلاع الحراك الثوري في الرابع عشر من فبراير 2011. إذ تعرضت العديد من النسوة الى الإعتقال والتعذيب على خلفية ممارستهم لحقهن في حرية الرأي والتعبير. شملت الاعتقالات النساء في مختلف القطاعات من طبية وهندسية وعمالية وتعليمية وحقوقية
فضلا عن ربات المنازل.
كانت آخر تلك النسوة اللواتي تعرضن للاعتقال هي طيبة درويش ابنة المالكية. أم لثلاثة أطفال , اكبرهم سنا يبلغ من العمر 11 عاما وهي تتولى تربيتهم واعالتهم نظرا للحالة الصحية المتردية لزوجها. الا ان النظام الذي نُزعت منه الرحمة لايقيم وزنا لتلك الأوضاع الإنسانية وهو الذي بلغت به القسوة حدا يعتقل فيه عائلة بكاملها ويزج بها في السجن ألا وهي عائلة زهراء الشيخ المؤلفة منها وزوجها وطفلها الرضيع الخديج.
طيبة درويش ذات 41 عاما وصلتها إحضارية في شهر ابريل الماضي ولدى ذهابها الى مبنى التحقيقات الجنائية في 14 مايو الماضي جرى احتجازها منعت من افتصال بذويها وحتى المساء, وتم نقلها لاحقا الى مركز مدينة عيسى الذي لازالت معتقلة فيه.
تعرض منزلها الى التفتيش وأُخذت سيارتها فيما تلقت تهديدا من السلطات بسحب بيتها. لفقت السلطات لطيبة تهمة كيدية وهي واثقة من براءتها منها, الا ان السلطات مددت اعتقالها لمرتين. ساءت أوضاعها في السجن في الأيام الأولى من شدة حزنها لفراق أبناءها ولحال المرأة البحرانية في بلادها وهي تتعرض للقتل والاعتقال والتعذيب.
حال اطفالها ليس بأفضل منها وهي التي كانت ترعاهم وتحنو عليهم وتوصلهم للمدرسة كل يوم, لكن وثوقها من براءتها من التهم الموجهة لها يجعلها قوية العزيمة وبانتظار يوم الإفراج عنها.
قضية طيبة درويش جزء من قضية اكبر الا وهي اعتقال النساء في البحرين, فهناك زهراء الشيخ وريحانة الموسوي ونفيسة العصفور, فيما تنتظر المعتقلات أخريات كزينب الخواجة وآيات الصفار.
نظام لايقيم وزنا للقيم الإنسانية ولا للقيم الإسلامية بل وحتى للقيم العربية والقبلية التي يدعي آل خليفة تمسكهم بها, فهذا النظام يضع كل تلك القيم تحت قدميه عندما يتعلق الأمر بحقوق البحرانيين أهل البلد الأصليين, معاملة ليست بالغريبة على كل غازٍ ومحتل قدم للبلاد من وراء الحدود.