سليم الحسني لـ “البحرين اليوم” : المعارضة تحتاج لجهد خارجي مكثف والقضية البحرانية معقدة لوجود اتفاق دولي على إهمالها
البحرين اليوم – (خاص)
يرى الكاتب والمحلل العراقي سليم الحسني أن البحرين لها خصوصية في المنطقة، لذا لا يعتقد بأي تغيير على الساحة البحرانية حتى بعد سقوط مشروع الإرهاب في المنطقة، لوجود اتفاق دولي-وفق الحسني-على إهمال القضية البحرانية، وأن السعودية على خط ثابت في نهجها في تصدير الموت والإرهاب، وعليه فإن المعارضة البحرانية تحتاج وفق ما يرى الحسني لجهد خارجي مكثف، للتأثير على الوضع في الداخل، وهذا نص المقابلة:
* هل يوجد تغير دراماتيكي على قضية البحرين في اعتقادك في ظل سقوط المؤامرة في سوريا وفشل داعش في العراق وتراجع دور السعودية؟
– لا أعتقد أن وضع البحرين سيتغير بعد سقوط مشروع الإرهاب في سوريا والعراق، لأن البحرين لها خصوصيتها في المنطقة، بحكم الأغلبية الشيعية للسكان، وبحكم موقع البحرين في المنظومة الخليجية التابعة للسعودية، بمعنى أن حكومة آل خليفة يُراد لها أن تقوم بدور القمع والتغيير السكاني لكي ينتهي الوجود الشيعي في هذه الدولة.
وعليه فان مشكلة البحرين عميقة وصعبة لوجود التوجه الطائفي الذي يدعم آل خليفة. وقد تم الاتفاق دولياً على إهمال الثورة البحرينية، مع أنها النموذج الحقيقي للربيع الجماهيري، نظراً لمطالبها الواقعية وحركتها السلمية.
* أرسلت السلطة في البحرين وفداً إلى إسرائيل، وأثار ذلك ضجة عربية كبيرة، خصوصا بعد اعتراف دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما الدواعي التي تجعل النظام الخليفي متشبثاً بإسرائيل بهذه الطريقة؟
– ليس هذا أمراً جديداً على حكام البحرين، وهناك علاقات قديمة تعود الى أكثر من عشر سنوات بين حكام آل خليفة وبين مسؤولين إسرائيليين. ولقد كان من المخطط أن تكون البحرين هو المبادرة الى التطبيع الخليجي مع إسرائيل، لكن الأمر تغير نتيجة الأحداث المفاجئة التي شهدتها المنطقة.
إن حكومة آل خليفة تجد في إسرائيل السند لها في البقاء في السلطة، وكذلك الحال بالنسبة للسعودية، فاعلان ترامب هو بمثابة وثيقة الولاء المكشوفة التي يتميز من خلالها الداعين الى السير خلف إسرائيل من غيرهم.
وقد جاءت مواقف حكومة آل خليفة سريعة في هذا الاتجاه، لأن وجود العائلة الحاكمة يعتمد على واشنطن وتل أبيب، أما الشعب فلا اعتبار له عند هذه الحكومة.
* كيف تقرأ تجربة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟ وهل هو يساهم في إضعاف الدور السعودي أم يقويه؟
– أتصور أن ابن سلمان يقوم بدور تعديلي شكلي في السياسة السعودية، فهو يريد تحسين الصورة الداخلية لمملكة آل سعود، من خلال بعض الاجراءات ذات الشكل الإصلاحي، أما على مستوى السياسية الخارجية فإن صناعة الأزمات وتصدير الموت والإرهاب فهذا خط ثابت لا تحيد عن السعودية، ولعل في حربها على البحرين وازمتها مع قطر وكذلك الأزمة التي أرادت إشعالها في لبنان؛ كل ذلك يشير إلى أن ابن سلمان رجل أزمات خارجية وبتوجهات وهابية صرفة.
* ما القراءة التي يمكن أن تقدمها في تقييمك للمعارضة البحرين من زاويتك كمتابع ومحلل؟
– تحتاج المعارضة في البحرين إلى نشاط خارجي أكثر من نشاطها الداخلي، فهذه هي النقطة المهمة، لأن ثورة الشعب البحراني وقضيته الوطنية، محاصرة من الخارج قبل الداخل. وهذا واجب ومسؤولية الكوادر البحرانية وهي كوادر تتمتع بكفاءات عالية وقدرات ثقافية مشهودة، وبذلك يجب ان يكون تحركها الخارجي هو المساند للصوت المخنوق في الداخل البحراني.
* ما العامل الحقيقي المساعد الذي من الممكن أن يدعم القضية البحرانية في اعتقادك؟
– كما ذكرت قبل قليل، لا بد من نشاط اعلامي دولي، وتحرك على مستوى المنظمات الدولية، تقوم بالتعريف باهداف الثورة البحرانية، لأنها مطالب واقعية جداً وهي من أبسط الحقوق التي يطالب بها شعب يعيش تحت حكم دكتاتوري عائلي.