حينما توج “الوزراء الخليجيون” محمد بن سلمان ملكاً على السعودية.. وزعيماً للعرب
الرياض- البحرين اليوم
كانت لحظة لافتة، حينما دخل ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشكل مفاجئ القاعة التي تقام فيها فعاليات مؤتمر “مغرودن” في الرياض أول من أمس الاثنين، فهو حوّل وزراء خمس دول خليجية، جميعهم أكبر منه سناً وأكثر خبرة وحتى تعليمياً؛ إلى مطبلين “لصحاب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أمير الشباب العربي”.
وزراء خارجية البحرين والسعودية والإمارات والكويت، ووزير دفاع قطر، كانوا يتحدثون عن تجاربهم في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وكان مدير الجلسة المذيع السعودي داوود الشريان، انتهى من طرح السؤال الأخير على ضيوفه، لكنه فجأة أعلن عن صدور “قرار” بتمديد الجلسة، وما هي إلا ثوان، حتى عُرف السبب، إذ دخل محمد بن سلمان القاعة فجأة، وسط موجة تصفيق من مئات الحضور.
ويبدو أن ابن سلمان جاء ليسمع “المدح” له مباشرة، إذ أن السؤال الذي طُرح على وزراء الخارجية بعد وصوله، كان عن رأيهم في مؤسسة مسك الخيرية التي يملكها الأمير ومنظمة المؤتمر، لتتحول الجلسة إلى سلسلة من المدح للأمير “زعيم الشباب العربي”.
مسألة أن يُجلب الوزراء إلى الرياض للحديث في مؤتمر خُصص لموضوع “تافه” أو على الأقل “غير مهم ولا فائدة ترجو منه” كما قال مثقفون سعوديون، هو مؤشر على سطوة ابن سلمان التي تجاوزت السعودية لتشمل دول الخليج.
ليس من المبالغة القول، إن ابن سلمان نجح في “شراء” المعارضين لتعيينه ولياً ولياً للعهد وإدارته الحكم في البلاد، فالأمراء المعارضون له “علناً” عبر مواقع التواصل الاجتماعي اختفوا فجاءة، وهو ما لفت نظر صحيفة الغارديان البريطانية في مارس الماضي.
وتحول الأمراء “الشعراء” إلى “مادحين في بلاط ابن سلمان” الذي هو في عمر بعض أولادهم، فهم لا يحرصون على كتابة القصائد فقط، بل حولوها إلى أغانٍ “وطنية” أدى بعضها مطربون كبار، مثل محمد عبده.
ومع هذا المديح الهائل، من الواضح جداً أن الأمير “المدلل” أو “الطفل المتهور” كما وصفته صحف غربية، هو مستهتر بشكل فظ، فهو أول وزير دفاع في العالم، تخوض بلاده حرباً، ولا يكلف نفسه بزيارة الجبهة إلا بعد خمسة أشهر، وفي الوقت الذي قُتل فيه ما بين 3 إلى 4 آلاف جندي وفقاً لإحصاءات غربية؛ فهو يقضي وقته في رحلات سياحية باذخة، جلب في واحدة منها مغنيات غربييات مثل شاكيرا والليدي غاغا، حيث أقاموا حفلة كلفت 20 مليون دولار، كما كشفت وسائل الإعلام المالديفية.
يقول كثيرون إن ابن سلمان هو نسخة طبق الأصل من عبدالعزيز بن فهد، الذي حكم البلاد بين عامي 1995 و2005 حيث كان والده عاجزاً صحيًّا بعد إصابته بجلطات متعددة بالمخ، ابن فهد كان خلال تلك السنوات حديث الإعلام المحلي والعربي، “فهو موسوعة ثقافية ورجل حكم يشبه جده عبدالعزيز مؤسس البلاد”، لكن السعوديين اكتشفوا بعد سنوات أن ابن فهد الذي يُقال إنه سرق عشرات المليارات من الدولارات من أموال الدولة هو “مجنون ومختل عقلياً” فحينما فتح حساباً في موقع “تويتر” موثق رسمياً، صار يكتب من خلاله “هلوسات” غير مفهومة، زعم في إحداها أنه أعاد بناء الكعبة.
لكن “جنون” ابن فهد لم يؤثر على قرارات الدولة الكبرى، فهو كان محاصراً بأعمامه الأقوياء، مثل ولي العهد عبدالله حينها، لكن ابن سلمان جاء في مرحلة مات فيها جميع الأمراء الكبار، ما سمح له أن يمارس “جنونه” بشكل فاضح ويقود البلاد إلى “كارثة” كما قال الأمراء المعارضون قبل أن يتم شراؤهم، فآخر قراراته التي أرعبت السعوديين، هو بيع شركة البترول الوطنية أرامكوا، وأصول النفط تحت الأرض.