تقارير
تقرير: قبل نحو أسبوع من “معركة فيفا”.. آل سعود يُصارعون لفوْز الجلاد الخليفي سلمان
البحرين اليوم – (خاص)
عشرة أيّام فقط تفصل عن الحدث الذي ينتظره المهتمون بالشأن الرياضي في العالم، وخاصة لعبة كرة القدم.
يوم الجمعة ٢٦ فبراير الجاري يُفترض أن يكون الموعد لشغل كرسي رئاسة الاتحاد الدّولي لكرة القدم (فيفا)، وهو الكرسي الذي يبدو أنّه سيظل مُحاطاً بملفات الفساد والجدل، حتّى بعد إبعاد رئيسه السابق جوزيف بلاتر ونائبه ميشيل بلاتيني، في ظل “اهتزاز” الثقة بالمؤسسة العالمية الأولى للّعبة الشعبية الأكبر في العالم.
“الكرسي” تتوجّه إليه الأنظار، ومعها كلّ الخطط و”عمليات” الصراع المعلن وغير المعلن من أجل اختطاف لقب “رئيس الفيفا” والذي يتنافس عليه عدد من المترشحين، أبرزهم الإيطالي/السويسري جياني إنفانتينو، والجلاّد الخليفي سلمان إبراهيم الخليفة، والأمير الأردني علي بن الحسين.
آل سعود كرّسوا دعماً متواصلاً، وبوسائل مختلفة، لترجيح كفّة سلمان، والذي استطاع النشطاء البحرانيون أن يُحيطوا اسمه بملف انتهاكات حقوق الإنسان، حيث اقترن اسمه في تقارير الوكالات الدولية ووسائل الإعلام العالمية؛ بالبيانات والرسائل والشكاوى التي رفعتها منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين، ومعهد البحرين للديمقراطية والحقوق، والتي تم إيداعها إلى اللجان والجهات المختصة بفحص ملفات المترشحين لمنصب رئاسة “الفيفا”.
هذا النشاط الحقوقي نجح في إظهار “المخاوف الجدية” إزاء الخطر الذي قد يتعرّض له الرياضيّون في حال كانوا تحت إدارة سلمان، المتهم بانتهاكات”ثابتة” بحقّ الرياضيين البحرانيين في الأشهر الأولى من ثورة ١٤ فبراير ٢٠١١م، وذلك كما يؤكد مدير منظمة “أمريكيون”، حسين عبد الله، ومدير معهد البحرين سيد أحمد الوداعي. وقد باتت تصريحات كلّ منهما “مورداً” للاستشهاد والإحالة في أغلب التقارير الخبرية التي صدّرتها الوكالات العالمية وهي تغطي حدث انتخابات رئاسة “الفيفا”.
أثار هذا النشاط قلقاً في أوساط آل خليفة وآل سعود والداعمين لترشّح الجلاد سلمان، وهو ما دفع لخوْضهم سلسلة متتابعة من محاولات “تحسين صورة”سلمان، وتكتيل الدعم الإضافي له من جانب الاتحادات الإقليمية.
سلمان اضطر للردّ على الاتهامات الموجهة ضده، وحاول – دون جدوى – أن ينفي تورطه بانتهاكات لحقوق الإنسان، وخاصة ضد رياضيي البحرين، وهو نفي لم يصمد أمام الوثائق التي رفعها النشطاء البحرانيون لدى الجهات المختصة في الاتحاد الدولي.
ول”توسيع” حملة الرد على النشطاء، زايدَ سلمان الخليفة في ادّعاء تمسّكه ب”حقوق الإنسان” وتعّهد بالدفاع عن حقوق “المثليين” في السباقات الرياضيّة الدولية، وهي “مزايدة” كانت محلّ سخرية النشطاء الذين أعادوا التذكير بالمواقف الموثقة التي ارتبطت بالمسؤولين الرياضيين من آل خليفة، وبينهم ناصر(نجل الحاكم الخليفي حمد) وفواز الخليفة (السفير الحالي لآل خليفة في لندن)، وسلمان نفسه.
وفي سياق التأييد والتحشيد الذي قام به الاتحاد الآسيوي لرئيسه الخليفي، بذل مسؤولون كويتيون وسعوديون جهودا واسعة لتأمين التقدّم لسلمان، وجاء إعلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم دعْم ترشح سلمان لرئاسة “فيفا”؛ نتيجةً لتلك الجهود التي تلاقت فيها الرشاوى المباشرة وغير المباشرة، وخاصة بالنسبة لآل سعود الذي بدأوا دخول القارة السوداء من أوسع أبواب “الإغراء بالأموال”، وتحت وهج تأجيج الصراع المحتدم مع إيران.
موقف الاتحاد الإفريقي كان محلا لانتقاد المرشح الآسيوي الآخر لرئاسة “فيفا”، الأمير الأردني الحسين بن علي، الذي خرجَ عن الصمت، وصدّر بياناً لافتاً اتّهم فيه الاتحادين الآسيوي والإفريقي بتجيير النشاط الرياضي في أتون المصالح السياسيّة والشخصية.
لم يكن يتوقع الأمير الأردني الذي تربطه علاقات خاصة ب”أمراء” آل خليفة وحاكم دبي، أن يكون محلا لحرب “غير معلنة” و”بأوسخ الأوراق”، ومن جانب الأيدي الخفية لآل سعود، الذين وضعوا فوْز سلمان الخليفة بمنصب “فيفا” عنواناً لمعركةٍ ذات أبعاد سياسيّة، غير بعيدة عن مجريات الانتفاض الثوري في البحرين، وهم يجدون أن الفوْز في هذه المعركة من الممكن أن يُعيد الاعتبار لهم، ويُعدّل من “موازين” الأمور، وكما هو الحال بالنسبة لأتباعهم الخليفيين.
لم يكن غريباً، في هذا الإطار، أن يتلقف الإعلام “الرياضي” السعودي ما قيل عن تولّى الإسرائيلي سميون كوهين للحملة الإعلاميّة للأمير علي بن الحسين، ومن مكتبه في لندن. وهو وتر اشتغلت عليه صحيفة “النّهار” اللبنانيّة، المقرّبة من آل سعود، ضمن تقرير مفصّل تناول الصراع على رئاسة”فيفا”.
وذكرت الصحيفة – بحسب مصادرها – بأن المرشح إنفانتينو سيفوز في الجولة الأولى، بفارغ ضئيل على الخليفي سلمان، إلا أن الجولة الثانية ستشهد تغيراً في المشهد بفوز سلمان برئاسة الاتحاد الدولي، وذلك بعد انقلاب أصوات “عربية – آسيوية” على الأمير الأردني وانتقالها إلى صالح سلمان.
“الديوان الملكي” في الأردن أصدر بيانا، الثلثاء ١٦ فبراير، نفى فيه حمل مدير حملة الحسين بن علي للجنسية الإسرائيلية، وقال إن ما وصفها ب”الإدعاءات” تهدف ل”التأثير سلباً” على حملة الأمير الأردني للفوز برئاسة “فيفا”.
يوحي ذلك بحجم المعركة التي يُخطط لها آل سعود – بكل قوة المال – من أجل فوْز سلمان، وهو تخطيط أسقط من الحسابات السعودية والخليفية “المصلحة الآسيوية في المجال الرياضي”، كما يقول معلقون رياضيون، وهي المصلحة التي كان يُفترض أن تدفع مسؤولي الرياضة في الخليج لإدارة “الخلاف” بين المترشحين الآسيويين الاثنين لرئاسة الاتحاد، والتي يرى مراقبون أنها غير متحققة بتركيز الدعم لسلمان، نظرا لكونه “الوجه غير المناسب” لتقديمه بديلاً لخلافة بلاتر و”عصابته” المتورطة بالفساد، وهو تورّط لا يقلّ “سوءاً” عن الملف الأسود الذي بات يُعرَف به سلمان على نطاق واسع، بعد أن كشف النشطاء “سيرته غير النظيفة في عالم كرة القدم” بالبحرين.