الشيخ محمد صالح القشعمي: ملامح من الخطاب والموقف السياسي خلال ثورة ١٤ فبراير
المنامة – البحرين اليوم
في فجر التاسع من فبراير ٢٠١٧م، هاجمت مجموعة من العساكر الخليفيين، وأكثرهم من قوات الكوماندوز والميليشيات المسلحة الملثمين، (هاجمت) منزل الخطيب الحسيني المعروف الشيخ محمد صالح القشعمي في بلدة باربار، وبعد أكثر من ٥ ساعات من حصار المنزل وتفتيشه، خلّف المهاجمون وراءهم خرابا طال كل محتويات المنزل، كما سرقوا الأموال التي نالتها أيديهم المجرمة، وقد بدا المهاجمون وكأنهم يبحثون عن شيءٍ ما مخبوء تحت الأرض، أو خلف أثاث المنزل الذي قُلب على وجهه، وحطّم المهاجمون أكثره.
منعت القواتُ الخليفية السيارات من المرور قرب منزل الشيخ القشعمي، وطوّقوا الطرقات المؤدية إليه، وزجروا المارّة ومنعوهم من الاقتراب. وحين حاولت إحدى بناته الوصول إلى المنزل بعد شيوع نبأ اقتحامه؛ مُنعت بقسوةٍ وهدّدها المهاجمون بالاعتداء عليها وضربها، ولكنها لم تُبالِ وألحّت على دخول المنزل بعد أن رأت شقيقها مقيّدا من الخلف ويُزجّ به في إحدى المركبات العسكرية الرابضة عند المنزل، في حين كانت والدتها وحيدةً في المنزل، وكان الشيخ لحظة الهجوم في الخارج. وقد مُنعت الأمّ من الرّد على هاتفها الذي ظل يرّن طيلة ساعات الحصار. أرعبَت القواتُ الأمَّ المحاصَرَة داخل المنزل المُحاصَر، ووجّهوا لها الشتائم والاتهامات القبيحة ووصفوها بـ”المجرمة”، وهدّدوها بالتسفير خارج البلاد، إلى “بلاد الخميني“، كما قال أحد العساكر الملثمين. وفي الساعات التالية، عاودَت القوات هجومها على المنزل، فيما ظهرَ وكأنّ هناك ما يُجهِز له الخليفيون وفبركة “مسرحية” للنّيل من العائلة المعتقلة: الشيخ، وابنه أبو الفضل، وابنته أميرة.
الشيخ القشعمي: الاختبار الأول.. والأصعب
كان هذا أوّل “اختبار“ شديد يواجه الشّيخ القشعمي (٦٥ عاما)، الذي يُعدّ من أبرز خطباء المنبر الحسينيّ في البحرين والخليج، وقد ارتقى المنبرَ منذ أن كان صبيّا في سنّ السادسة عشرة عاماً. وهو من عائلة معروفة بالتديّن وخدمة المواكب الحسينيّة، ولكنه أيضا معروف بموقفه السياسيّ الواضح في معارضة النظام الخليفيّ، وهو ما جعل استهدافه في شهر فبراير الماضي “متوقّعاً” أو مرتقبا في أية لحظة، كما أنّ طبيعة الانتقام منه ومن عائلته والتشهير بها؛ كان مفهوماً أيضاً بالنّظر إلى الجرأة التي تحلّى بها في منابر الخطابة وفي المواقف السياسيّة منذ اندلاع ثورة ١٤ فبراير ٢٠١١م.
تبنّى الشيخ القشعمي، منذ بداية الثورة، الحراك الثوري ضدّ النّظام. ومن خلال مشاركاته وتصريحاته في المناسبات المختلفة؛ يمكن التعرُّف على أهم ملامح شخصيته السياسيّة التي أضفت عليها خدمته العريقة للمنبر الحسيني؛ ملامحَ خاصة في قوّة البيان، والصّرامة في تحديد الرّؤية، فضلا عن صفات الجَلَد والتصبُّر والإيثار بالنّفس، وفي الأوقات الصّعبة التي يقلّ فيها الأنصار أو تضطرب فيها الرؤى.
خديعة بسيوني: لا تنازل عن الثورة
مع شهر يوليو ٢٠١١م، تيقّن الخليفيون والسعوديون من فشلهم الكامل في الإنقضاض على الثورة، رغم الاجتياح الدموي الذي شُنّ على البلاد خلال أربعة أشهر متتالية، وسعى النظام – وبتخطيط سعودي وأجنبي – لتكرار محاولاته المعهودة في خلط الأوراق، وتسميم المطالب الشّعبية، وحرْف مسار الثورة نحو “سكّة السياسة وألاعيبها”، وهي الأجواء التي انجرّ إليها بعضُ السياسيين ممّن استمرأ – مرّة أخرى – الخدعَ الجديدة للنظام، وخاصة مع الإعلان عن اللجنة المعروفة بلجنة “بسيوني“.
في هذه الظروف، دعا الشيخ القشعمي، وتحديداً في يوليو ٢٠١١م، إلى عدم التنازل عن مطالب الثورة، وحثّ الشّباب على الثبات والصمود، وعدم التخلي عن الميادين التي رابطوا فيها في أحلك المراحل وأشدّ الظروف التي مرّت على الثورة. وفي حين أوضحَ الشيخ بأنه لم يكن متحمّساً، منذ البدء، للجنة بسيوني، إلا أنه انسجم مع الموقف العام للحقوقيين والسياسيين الذين دعوا، وقتئذ، لتوثيق الانتهاكات لدى اللجنة، وأبدى الشيخ في أغسطس ٢٠١١م تحبيذه للتوثيق فيها من باب “سدّ الذرائع“.
إلا أن هذا الموقف لم ينقطع عن تثبت التأييد للحراك الشعبي، وخاصة البرامج الثورية التي برز فيها آنذاك على وجه الخصوص؛ إئتلاف شباب ١٤ فبراير، حيث حرص الشيخ القشعمي على المشاركة فيها علناً ودون تردّد، وكان من الشخصيات الدّينية الأولى التي سجّلت هذه المشاركة الفاعلة، ولم يتردد في تسمية الإئتلاف والإشادة به في عدد من المحطات، كما سنلاحظ ذلك في توثيق بعض كلماته في هذا التقرير.
تقرير المصير والحفاظ على الوحدة
من على منبره الحسيني؛ سجّل الشيخ القشعمي مواقف سياسيّة تكشف عن طبيعة الرؤية التي حافظ عليها في الأشهر التي تلت دخول القوات السعودية للبلاد (في مارس ٢٠١١م)، وقد تزلزلت حينها مواقفُ بعض المعارضين، كما تغيّب البعض الآخر عن المشهد العام، لأسبابٍ مختلفة. فقد دعا الشيخ إلى دعم فعالية تقرير المصير، في نُسخها الأولى، والتي توالى الإئتلاف في تدشينها في يوليو ٢٠١١م. ولأن الفعالية في ذلك الوقت كانت متزامنة مع مسيرات أعلنت عنها الجمعيات السياسيّة، وعلى رأسها جمعية الوفاق؛ فقد أكّد الشيخ القشعمي على تحسينه “خيار” المشاركة في كلا الفعاليتين ودعمهما معاً، في موقفٍ أظهر فيه الحرص على وحدة الشارع السياسي وتماسك النسيج الشعبي، وفي محاولة لخلق فواصل التقارب الممكن بين السياسيين والثوريين، وهي رؤية دوامَ الشيخ على تسجيلها في أكثر من مناسبة وفرصة، وكان لافتا أيضا أن الشيخ وجّه التحية لجمعية الوفاق في أغسطس ٢٠١١م، عندما أعلنت عزمها على مقاطعة الانتخابات التكميلية للبرلمان آنذاك، ورأى بأن ذلك يمهّد الطريق لتصحيح المسار السياسيّ السابق للجمعيات المعارضة.
ثمة مواقف عبّر عنها الشيخ القشعمي في يوليو ٢٠١١م، تعكس بمجموعها الشخصية التي تميّز بها وكوّنت الحصيلة الخاصة به وبتكوينه الديني والسياسي، وجعلته – في النتيجة – محورا لمخطط مبيّت تم اختيار لحظة تنفيذه المناسبة بحسب الخليفيين. فبعد صدور القرار الاتهامي لحزب الله في قضية قتل رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، رفيق الحريري، أعلن الشيخ من منبره بأن هذا القرار “ظالم“، وأكد أن “شعب البحرين يرفضه جملة وتفصيلاً“. وخلال الأحداث المشبوهة التي شهدتها مدينة الزهراء في يوليو ٢٠١١م، حذّر الشيخ ممّا وصفه بمحاولة النظام استدراج الشعب إلى “العنف الطائفي“، وذلك في سياق المحاولات الأخرى التي يقوم بها النظامُ لإعاقة استمرار الثورة وكسْر ثباتها. وفي شأن لجنة “بسيوني”، سجّل الشيخ العديد من المواقف التي اختصرت رؤيته لها، وخاصة بعد هجوم القوات الخليفية آنذاك على تظاهرات “جمعة تقرير المصير“، حيث وجّه تساؤلاً إلى المحقق شريف بسيوني بعد قمع التظاهرات والهجوم عليها، وقال “هل يحتاج الأمر إلى تحقيقٍ بعد ذلك؟“، وأضاف: “على بسيوني أن يكون شريفاً ويعود من حيث أتى“.
تأبين الشهداء.. وبرامج الثورة
حضوره الطاغي على المنبر الحسيني، ومشاركاته الواسعة في إحياء المواسم العاشورائية وغيرها، لم يمنع الشيخ القشعمي من المشاركة الشخصية في الفعاليات والمناسبات الثورية، وفي الاحتفالات الخاصة بتأبين الشهداء. ففي ديسمبر ٢٠١٢م شارك في التأبين المركزي الذي أُقيم في بلدة البلاد القديم للشهيدة ساجدة، وألقى كلمةً حيّى فيها الشهداء وتضحيات عوائلهم، ومما قاله في شأن الشهيدة الرضيعة: “أنتِ قبسٌ من نور، ولقد حُفرتِ في سجل ثورة فبراير المجيدة، وفي قلوب أبناء الوطن“.
وقبل ذلك، في نوفمبر ٢٠١٢م، ألقى الشيخ كلمة في التجمع التعبوي العاشورائي الذي أقامة إئتلاف ١٤ فبراير في بلدة باربار، وخلال الكلمة التي ألقاها، شدّد الشيخ على أهمية الوحدة، وترْك الخلافات، كما حثّ على حضور الجميع في الساحات، وشدّد كذلك على المحافظة على الشعائر الحسينية، ومهما كانت التحديات الأمنية.
ظهر الشيخ القشعمي في ٢٠١٢م خلال عدد من فعاليات التضامن مع النشطاء والرموز المعتقلين، وعلى وقع الزيارة التي قام بها آية الله الشيخ عيسى قاسم لمنزل الشيخ القشعمي في سبتمبر ٢٠١٢م؛ تجدّد حضور الشيخ في الفعاليات الشعبية والسياسية، ومنها الاعتصام التضامني مع الناشط الحقوقي نبيل رجب الذي نُظّم في سبتمبر ٢٠١٢م. وقد ظهر الشيخ القشعمي مع رجب في عدد من الفعاليات خلال الأعوام المختلفة للثورة. وفي مارس ٢٠١٢م كانت عمامة الشيخ القشعمي واضحة في موكب تشييع الشهيدة عبدة علي عبد الحسين من بلدة جدحفص.
وفي يونيو ٢٠١٢م، شارك في برنامج تضامني مع جميعة العمل الإسلامي (أمل)، وألقى كلمة حيّى فيها المعتقلين والمعتقلات في السجون الخليفية، وتوقف على وجه الخصوص عند حرائر الثورة المعتقلات، وقال بأنهن يمثلن فخرا وعزا للثورة، وأكد في الكلمة على استمرار الحراك الشعبي وبمطالبه المعروفة التي يصدح بها المتظاهرون في التظاهرات والاحتجاجات.
الشيخ النمر.. وإدانة الانتهاكات
ومن منبره، أطلق الشيخ القشعمي في تلك الفترة مواقفَ في أكثر من ملف محلي وإقليمي، ومن ذلك فيما خصّ الشهيد الشيخ نمر النمر الذي أُعتقل في ٢٠١٢م، حيث عبّر الشيخ القشعمي عن قلق أهل البحرين على حياة الشيخ النمر بعد إصابته بالرصاص الحي أثناء اعتقاله، ووصف ذلك بالحدث الجلل، ودعا للوقوف في وجه هذا الاعتداء الخطير.
وقد كان حديث الانتهاكات التي تجري في البلاد من الموضوعات التي حرص الشيخ على الإشارة إليها في خطبه ومشاركاته في المآتم، وقد أطلق نداءا في مايو ٢٠١٢م إلى المجتمع الدولي وقال بأن البحرين وشعبها يختنقون كل يوم وليلة من الغازات السامة التي تطلقها القوات على المواطنين والمتظاهرين، والتي تصل إلى داخل الأحياء السكنية ومنازل الأهالي، وتسبّبت في وقوع عدد من الشهداء، من كبار السن، ومن الرّضع والأجنة. كما دان الهجمات التي تقوم بها القوات على منازل المواطنين، واستهداف أهالي الشهداء، ومن ذلك إدانته في مايو ٢٠١٢م الهجوم على بيت الشهيد هاني عبد العزيز الذي قُتِل بشكل وحشي في ٢٤ مارس ٢٠١١م في بلدة البلاد القديم.
تحية للشيخ مشيمع.. ومطلب “رحيل النظام”
ومن أبرز الكلمات التي سجّلها الشيخ القشعمي في العام ٢٠١٣م، كانت في الفعالية الخاصة التي نظّمها إئتلاف شباب ١٤ فبراير في بلدة عالي في شهر نوفمبر من ذلك العام، وذلك بمناسبة إطلاق النسخة الروسية من “ميثاق اللؤلؤ“ الذي أصدره الإئتلاف، وتضمّن أهم أهداف الثورة، وعلى رأسها إسقاط النظام الخليفي. وتميّزت كلمة الشيخ بكونها تضمّنت العديد من المواقف الهامة التي تنسحب على كل المراحل التالية، حيث حيّى الشهداء، وقال بأنهم يمثلون “قرابين الثورة”، كما توجّه بالتحية إلى عوائلهم، وأوضح بأن آباء الشهداء “يتسمّرون في الساحات وفي الميادين وفي الاحتفالات واللقاءات”، وأكد بأنهم “يتزعمون الحراك السلمي“.
وقال الشيخ في تلك الكلمة بأن المطلب الذي يطالب به عوائل الشهداء هو “رحيل هذا النظام“، وأكد بأن القصاص هو آخر ما يطالبون به، وبعد “زوال هذه الطغمة“، بحسب تعبيره. كما سجّل التحية إلى رموز الثورة المعتقلين، وخصّ بالاسم “الشيخ حسن مشيمع“، كما أشار إلى الأستاذ عبدالوهاب حسين، والدكتور عبدالجليل السنكيس، وعبد الهادي الخواجة ونبيل رجب. وقال بأن “هؤلاء هم رموز ثورتنا، ولا يمكن أن ندخل أي حوار إلا بوجودهم“، داعيا المعارضة إلى أن تنأى بنفسها عن أي حوار غير جدي تلوّح به السلطة.
شباب الإئتلاف “وقود الثورة وقادتها”
ومن النقاط الهامة التي سجلها في كلمته أيضا، تحيته إلى “الثوار والشباب والناشئة والحرائر“ الذين يصمدون في الساحات، وقال بأنهم “وقود الثورة وقادتها“، ودعاهم إلى ألا يسمحوا لأحد بأن يتحكّم في القرار بالنيابة عنهم، “فهم الذين يخاطرون بأنفسهم في وجه الرصاص، ويحملون أرواحهم على أكتافهم”، محذرا من تكرار تجربة انتفاضة التسيعينات حينما جاء البعض وتحكّم بالقرار، وأبعد الشباب الذين قدّموا التضحيات.
وتوجّه الشيخ القشعمي في كلمته إلى إئتلاف ١٤ فبراير، وقال بأنه “أملنا الوحيد“، مع تأكيده على احترامه لكل الذين يشاركون في الساحات، من الجمعيات والناشطين والحقوقيين، إلا أنه أكد بأن “الأمل الوحيد والصامد هو في شباب الإئتلاف“، منبهاً إياهم بأن يكونوا حذرين من أي اختراق، وأن يحافظوا على عملهم “كصخرة صمّاء لا يُعرَف لها ثغرة أو باب أو منفذ“، بحسب قوله، وأن يكونوا واعين أمام أعين أجهزة المخابرات، ويحرصوا على الكتمان، وعدم تقديس الأشخاص، والابتعاد عن اللهث وراء السمعة، كما قدّم التهنئة لهم بنجاحهم في قيادة الثورة وإجادتهم في “إدارة الحراك السلمي“، كما قال.
لا تفاوض على دماء الشهداد
ومن الكلمات الأخرى التي سجّل فيها الشيخ القشعمي مواقفَ هامة؛ كلمته التي ألقاها في فعالية “مائدة الكرامة“ التي نظمها الإئتلاف في بلدة سار في مارس ٢٠١٣م. وقد وجّه في كلمته التحية إلى الشهداء الذين اعتبرهم “مصابيح تنير الطريق، وتحثّ على السير قدما في حراكنا وثورتنا السلمية“.
وجدّد الشيخ الدفاعَ عن الحراك السلمي ومشروعيته، بحسب المواثيق والدساتير العالمية، داعيا إلى أخذ العبرة ممّا تمر به الثورات العربية الأخري، ومنها الثورة المصرية، مشددا على ضرورة “العزم على المضي والتوكل على الله مهما كلف الأمر“، وقال “لسنا مستعدين للتفاوض على دماء الشهداء“، ورأى “إن التراجع موتٌ لنا“. ووجّه الدعوة للمشاركة في إضراب الكرامة الذي أُعلن عنه في ذلك الوقت، وأكد علي الثبات في الإضراب “وإنْ جاءت جموعهم، واستحلّوا الدوار، أو انحسر أخواننا وثوارنا بعض الشيء“، كما قال. ووصف يوم الإضراب بأنه “يوم الثورة المستجدة“، مشددا على أنه لا يمكن التراجع، و“أنه ليس في قاموسنا شيء من هذا القبيل، أو ذرة من التراجع“، وإلى أن يتم انتزاع كل الحقوق، كما ثمّن المصطلحات التي يستعملها الإئتلاف في توصيف فعالياته وبرامجه الثورية.
هذه المعاني والدلالات المحيطة بها، كرّرها الشيخ القشعمي خلال مشاركاته المتنوعة في الأعوام المختلفة، ومنها مشاركته في حفل تكريم أبناء الشهداء في يوليو ٢٠١٤م، وفي المواقف التي أعلنها تأييدا لعصيان “العزة“ في فبراير ٢٠١٤م، حيث شارك آباء الشهداء في التوقيع على المشاركة والتمسك بالثورة وأهدافها. كما كان له حضور في فعاليات الإعداد لبرامج يوم القدس العالمي، إضافة إلى المشاركة في مجالس عزاء عدد من شهداء البحرين. كلّ ذلك، وفي الخطوط الجامعة لشتى هذه المواقف؛ فإن استهداف الشيخ القشعمي، مع عائلته، هو تجميعٌ بغيض لعدواةٍ متراكمة في صدور أولئك الذين تُزعجهم كلّ تفاصيل الشيخ: صوته الحسيني، روحه المستقرّة من كربلاء، وثباته في النّصرة للمظلومين والأحرار.. مهما قلّ الناصرون أو تزاحم المثبطون والمتقاعسون في الأرجاء.