السيسي يزور السعودية الأحد: الأجنحة المتصارعة.. وتقارب المصالح الإستراتيجية
القاهرة، الرياض – (البحرين اليوم)
أكد مصدر رسمي في القاهرة اليوم السبت، ٢٢ أبريل، بأن الرئيسي المصري عبد الفتاح السيسي سيزور السعودية يوم غد الأحد، وأوضح بيان صادر عن الرئاسة المصرية بأن السيسي سيلتقي بالملك السعودي سلمان آل سعود، وسيتناول “سبل تعزيز العلاقات الإستراتيجية التي تجمع بين البلدين والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها مكافحة الإرهاب”، بحسب البيان.
وتأتي هذه الزيارة في أعقاب “خلافات” بدت على السطح بين القاهرة والرياض في الملفات الإقليمية، وخاصة في الملف السوري واليمني، حيث يُبدي النظام المصري رغبة أوضح في دفع الأوضاع بسوريا إلى “الحل السياسي”، كما تحدثت مصادر عن زيارات قام بها مسؤولون سوريون إلى مصر، إضافة إلى أنباء عن وفد مصري عسكري زار دمشق الشهر الماضي.
ويقول محللون بأن السعوديين يبدون اهتماماً باستمرار محاولة “السيطرة على الورقة المصرية”، والتي يتجاذبون فيها مع القطريين الذين لازال الإعلام التابع لهم يشن حملات ضد نظام السيسي، وذلك بعد الإنقلاب العسكري الذي أطاح بحكم الإخوان المسلمين في ٢٠١٤م، والذي لقي تأييدا من آل سعود وحكام الإمارات، في حين تولى النظام القطري الوقوف ضده حتى اليوم، وقد تسبب الموقف القطري هذا في تأزّم العلاقات الخليجية وذلك بعد سحب سفراء آل خليفة وآل سعود وآل نهيان من الدوحة قبل عامين، واستمر التوتر قائما حتى الإعلان عن “مصالحة خليجية” في الرياض قبل عامين.
ويتأرجح الموقف السعودي في العلاقة مع مصر بسبب “التركيبة المعقدة” التي تتميز بها الخارطة الحاكمة في كلٍّ من البلدين، حيث تتحدث أوساط مطلعة عن أجنحة سعودية متعارضة في طريقة التعامل مع الوضع المصري، وذلك باختلاف توجهات هذه الأجنحة التي تتفرق بين الميل إلى الإخوان المسلمين والاصطفات مع المؤسسة العسكرية، والتي تمثل “الثقل الحاكم” في مصر منذ ثورة ٢٣ يوليو. وبدورها، فإن القاهرة تتجاذبها اتجاهات مختلفة على صعيد العلاقة مع النظام السعودي، فهناك اتجاه يرى أن السعودية تسعى للهيمنة على المنطقة، و”تنصيب نفسها زعيماً عليها”، وخاصة بعد “الاندفاعة” الأخيرة في الملفات الإقليمية، ودخولها مباشرة في الصراعات العسكرية الجارية، وإنشائها “التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب”، إضافة إلى محاولتها المستميتة “لتركيز” العقيدة الوهابية بوصفها “تعبيرا تمثيلياً للمسلمين في العالم”، وهو ما يُزعج جناحاً أساسيا في “مؤسسة العسكر” في مصر، والتي ترى بأن “الإرهاب” والتكفير الوهابي الذي بدأ يتغلغل في مصر، يعود إلى “عمليات التبشير الوهابي الواسعة التي يمولها السعوديون داخل البلاد”.
في المقابل، يؤكد مراقبون بأن نظام السيسي عمد إلى تطبيق “سياسة الحفاظ على امتياز العلاقة مع آل سعود”، لاسيما في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تواجهه مصر، إضافة إلى الدور الإماراتي الذي “يُشكل رافعة اقتصادية أخرى داخل البلاد”. ويذهب هؤلاء إلى زيارة السيسي تأتي “استمرارا لهذه السياسة التي يحرص السيسي على المضي فيها”، خاصة مع وجود قوات مصرية، بحرية وجوية، داخل التحالف السعودي ضد اليمن، واقتراب المواقف المتبادلة بشأن جماعة الإخوان المسلمين والتي وضعتها السعودية على قائمتها للإرهاب قبل عامين، وكذلك الاشتراك بين النظامين في عدم السماح بامتداد الاحتجاجات الديمقراطية في عموم المنطقة، وهو ما يفسّر العلاقة الوثيقة أيضا التي تجمع الحكم المصري العسكري وآل خليفة، حيث التعاون العسكري والأمني المتبادل بينهما متواصل حتى اليوم، ويحرص الحاكم الخليفي، حمد عيسى، على زيارة مصر مرة واحدة على الأقل في العام، بعد تملكه عقارا في شرم الشيخ، وتمسكه بالتواصل مع الرئيس المخلوع حسني مبارك قبل سجنه وبعده.