السعودية أعدمت “مختل عقلياً”.. وآخر كان يتبادل الرسائل “الحميمية” مع محمد بن نايف
الرياض- البحرين اليوم
كان لافتاً أن يرد اسم عبدالعزيز الطويلعي ضمن الـ 47 الذين أعدمتهم السلطات السعودية أمس السبت، فهو معروف منذ سنوات أنه كان مختل عقلياً، وظهرت دعوات من حقوقيين بعضهم أعضاء في جميعة الحقوق المدنية والسياسية (حسم) لنقله من السجن إلى مصحة نفسية.
فالطويلعي كان يكتب في المنتدى الشهير -الساحات السياسية-، مؤيداً ومفتياً بجواز عمليات تنظيم القاعدة في السعودية، لكنه ألقي القبض عليه في 2004، ليتعرض إلى تعذيب شديد، ويودع في زنزانة انفرادية قضى فيها سنوات، حتى فقد عقله وكان يمضي ساعات النهار والليل وهو يصرخ بشكل هستيري ويضرب رأسه بالجدار، حتى وصل به الحال إلى سب الذات الآلهية والدين الإسلامي، وفقاً لحقوقيين بعضهم سجن معه بالزنزانة نفسها.
وبدلاً من نقله إلى مصحة عقلية، استخدمت السلطات السعودية الطويلعي أداءة لجعل السجن أكثر قسوة على المعتقليين الإصلاحيين السلميين، فمثلاً في عام 2013 وضعته في زنزانة واحدة مع عضو جمعية “حسم” القاضي السابق والمحامي سليمان الرشودي (80 عاماً).
الأمر الذي جعل الشيخ المسن لا ينام تقريباً لأيام متواصلة، ما دفعه إلى رفع شكوى إلى وزارة الداخلية (سربها نشطاء)، معتبراً وضعه مع “مختل عقلياً في زنزانة واحدة كان بأمر من وزير الداخلية نفسه بقصد الإمعان في إذلاله”، داعياً إلى نقل الطويلعي إلى مصحة نفسية أو تسليمه إلى أهله لترعاه.
اسم آخر ورد في قائمة من أعدمتهم وزارة الداخلية، وهو فكري فقيه، الذي داهمت القوى الأمنية شقق الروشن في الرياض في يناير 2003 حينما كان فيها برفقة جهاديين سابقين في أفغانستان، لكنهم تمكنوا من الفرار.
لكن فقيه تواصل بعد أيام، عبر عائلته مع مساعد وزير الداخلية حينها محمد بن نايف، الذي وعده بالعفو، لو سلم نفسه، ففعل معتقداً أن توقيفه لن يستمر أكثر من أيام، خصوصاً أن تنظيم القاعدة لم يبدأ عملياته داخل السعودية حينها.
ووفقاً لماجد الراشد، وهو سلفي سعودي، قضى غالبية الفترة بين عامي 1991 إلى 2012 في السجون السياسية في المملكة لمشاركته في مطالبات الإسلاميين بالإصلاح السياسي مطلع التسعينات، فإنه ألتقى فقيه في سجن الحائر السياسي في الرياض عام 2005، وكان الأخير يتلقى رسائل “سلام ” بشكل دوري من محمد بن نايف ويحظى بمعاملة مميزة، ووُعد في إحدى هذ الرسائل بأنه سُيطلق سراحه قريباً.
ويذكر الراشد الذي فر إلى سوريا في 2013 (بسبب المضايقات الأمنية حسب قوله) أنه أبلغ فقيه أن لا يثق بوعود ابن نايف بأنه سُيفرج عنه، ما أغضب زميله السجين ودفعه إلى مقاطعته.
ليفرج عن الراشد في نهاية 2005 بعد أخذ تعهد عليه بإيقاف نشاطه المناهض للسلطة، قبل أن يُعاد اعتقاله بعد سنوات، ليجد فقيه مازال موجودا بالمعتقل، بل وصدر ضده حكماً بالسجن لمدة عشرين عاماً.
إعدام فقيه، أثار الكثير من الجدل، خصوصاً أنه لم يصدر ضده حكماً بالقتل! وهو مثل كثيرين ربطتهم علاقات صداقة بأعضاء في تنظيم القاعدة، فسلموا أنفسهم طواعية للسلطات السعودية ولم يتورطوا بالدم (وفقاً لوسائل الإعلام السعودية) وحصلوا على تعهد شخصي من ابن نايف بتلقيهم محاكمات عادلة، بل كانوا مصدراً مهماً للمعلومات ساعد الداخلية على اعتقال المئات من أعضاء تنظيم القاعدة في البلاد، إلا أنهم مع هذا مازالوا يواجهون أحكاماً بـ “القتل”، مثل خالد الفراج الذي اغتال تنظيم القاعدة والده بسبب تعاون ابنه مع السلطات السعودية، ورغم هذا هو مسجون منذ 2004، ومازالت قضيته منظورة أمام محكمة الإرهاب ويطالب ممثل الداخلية بقتله تعزيراً.