التصعيد باستهداف الشيعة يأتي بأمرٍ ملكي
البحرين اليوم-المنامة
تُرجمت دعوة وزير الداخلية راشد الخليفية من واشنطن “لاستئصال” الآراء المعارضة على أرض الواقع مباشرةً، حيث ارتفعت وتيرة الاستهدافات للشيعة في الآونة الأخيراً.
لطالما عانى الشيعة في البحرين على مدى سنين كل أشكال الاضطهاد والانتهاك والقمع والتضييق من قبل الإحتلال الخليفي، لتتزاحم مؤخراً التضييقات في شهر واحد لتبلغ حتى الآن 6 استهدافات مباشرة لشعائرهم الدينية.
وخلافاً للمادة الثانية والعشرين من دستور البحرين لعام 2002، والتي تكفل حرمة دور العبادة وحرية ممارسة الشعائر الدينية والقيام بالمواكب والاجتماعات الدينية، كانت بداية الاعتقالات للشيخ محمد صنقور، خطيب وإمام أكبر صلاة جمعة في جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز، وكان على خلفية خطبة انتقد فيها سياسة التطبيع المباشر والغير مباشر مع الكيان الصهيوني.
وبعد أيام من اعتقال سماحة الشيخ صنقور تم الافراج عنه وسط احتفالٍ أقيم في بلدة السنابس توافدت إليه حشود من المحبين، وعلى أثر هذا الإستقبال الكبير والتجمع الذي أقيم في مأتم السنابس، استدعت السلطات الأمنية يوم الجمعة 30 مايو، رئيس المأتم حسن المعلمة للتحقيق معه على خلفية الاستقبال الشعبي الكبير للعلامة الشيخ محمد صنقور، بعد إطلاق السلطات سراحه.
وتزامناً مع الاحتفال الذي شارك فيه وزير الداخلية راشد الخليفة في واشنطن، منعت السلطات الأمنية الخليفية فعالية دينية كانت ستقام في بلدة عالي، ليتم بعدها فرض طوق أمني واسع على مداخل بلدة الدراز بتوجيهٍ خاص من راشد للتضييق على المصلين المتوافدين للمشاركة في صلاة الجمعة في جامع الامام الصادق (ع)، وتبع ذلك مباشرة، في العاشر من يونيو، إصدار تعميم من مركز شرطة النعيم يقضي بتقييد مكبرات الصوت في مساجد المنطقة ومآتمها.
وفي 12 يونيو، قامت المرتزقة الخليفية بإغلاق مدخل مقام العبد الجليل صعصعة بن صوحان بالحجارة وذلك كإشارة متعمدة للتصعيد في الاستهدافات دون أي تهدئة.
واليوم في 13 يونيو، قامت بلدية سترة بإشارة من قوات النظام الخليفي بإزالة مضيف “حب الحسين” في البلدة، كإعتداء جديد على المظاهر العاشورائية.
وفي رسالة تصعيدية، أطلق رئيس مجلس الأوقاف الجعفرية المعيّن يوسف الصالح تهديدات باسم النظام الخليفي لكل من خطباء المساجد والمنابر والرواديد بزعم الابتعاد عن أية مظاهر للتسييس في ذكرى عاشوراء الإمام الحسين (ع).
وكل هذه الإستهدافات التصاعدية تقوم بها المرتزقة الخليفية من أجل تهديد الوجود الشيعي في البحرين، لأن الإستهداف طال هويته وعقيدته وتاريخه. إذ يحاول النظام طمس الهوية الكاملة للمجتمع البحراني. فالسلطات الخليفية تحاول تشويه التاريخ والإنتماء الحضاري والثقافي من خلال كل هذه الاعتداءات التي تنتهجها للتضييق.