الأستاذ حسن مشيمع يُكمل عاما كاملا في السجن دون زيارة عائلية: “انتقام ممنهج بأوامر عليا”
البحرين اليوم – (خاص)
أكمل الرمز القيادي الأستاذ حسن مشيمع، الجمعة ٢٣ فبراير ٢٠١٨م، عاما كاملا في السجن محروما من الزيارة العائلية، في سياق إجراءات انتقامية ممنهجة يتعرض لها الأستاذ مشيمع مع قيادات الثورة المعتقلين في السجون الخليفية.
ويمثل الأستاذ مشيمع واحدا من أبرز الشخصيات المعارضة التي قادت تيار الممانعة قبل ثورة ١٤ فبراير التي انطلقت في العام ٢٠١١، وشكل خطابه السياسي عنوانا للحراك المعارض الذي مهد للثورة التي أُعتقل بتهمة المشاركة في قيادتها وتمثيل منهجها وأهدافها في إسقاط النظام الخليفي والدعوة إلى التحول الديمقراطي الكامل نحو نظام جمهوري يختاره الشعب. وبعد ٣ أسابيع من الآن، يُكمل مشيمع ٧ أعوام في السجن، لم يلتق فيها بعائلته مدة ٣ سنوات، وهو جزء من مظاهر المعاناة التي يعاني منها مع تجاوزه سن السبعين عاماً، حيث يُحرم من تلقي العلاج المناسب ومن توفير الأدوية، وقد تم استهدافه مع رموز آخرين في سلسلة من السياسات الرامية إلى ثنيهم عن مواقفهم السياسية المعروفة قبل الاعتقال، وبهدف اغتيالهم معنويا وحجب الناس عن النظر إليهم باعتباره ممثلين رمزيين للثورة.
يُشار إلى أن الأستاذ مشيمع يُحرَم من حقه الطبيعي في لقاء أهله بسبب اعتراضه “الصارم” على الإجراءات “المهينة” التي تتبعها إدارة سجن جو المركزي، بما في ذلك الإجراءات المفروضة في نظام الزيارات العائلية، حيث يرفض الأستاذ مشيمع الامتثال لتلك الإجراءات في سلوك يعتبره ناشطون “وجها من وجوه المقاومة المدنية داخل السجن”، ومن تلك الإجراءات: تقليص وقت الزيارة من ساعة ونصف إلى نصف الساعة، فرض وضع الأصفاد على الأيدي والأرجل مع ربطهما بالسلاسل، ورفضه القاطع لارتداء زي السجناء الجنائيين.
وأوضح مصدر قريب من عائلة الأستاذ مشيمع بأن تقليص وقت الزيارة جاء بغرض التضييق المتعمَّد على الأهالي الذين يبقون في وضع الإنتظار خارج مبنى السجن إلى أن يستقلوا حافلة تسير بهم مدة لا تتجاوز الـ ٣ دقائق، ثم يعبرون على مكان مخصص للتفتيش، وبعد طول الإجراءات المعقدة يُسمح لهم بالزيارة ولمدة نصف ساعة فقط.
وأضاف المصدر بأن الأهالي يضطرون، مرة أخرى، بعد انتهاء الزيارة لانتظار الحافلة التي تقلهم إلى بوابة الخروج، وتُسبب هذه الإجراءات في “مشقة كبيرة على العائلة”، حيث يتجهزون للزيارة قبل ثلاث ساعات، وبصحبة الأطفال، ويقطعون مسافة طويلة وصولا إلى السجن، ويخضعون خلالها لإجراءات مرهقة ليلقوا بعدها نظرة خاطفة على السجين. ويشكو أحد أفراد العائلة بأنهم “ما إن يسلموا ويستريحوا على الكراسي حتى يذكرهم الشرطي بأن وقت الزيارة شارف على الإنتهاء، وهكذا يعود السجين وعائلته والحسرة تعتصر في القلوب، ثم يستغرقون مدة لا تقل عن ساعتين للعودة إلى المنزل”.
وبشأن التكبيل بالأصفاد والسلاسل، فإن إدارة السجن تتعمد من وراء هذا الإجراء إظهار المعتقل وكأنه “ذاهب إلى مقصلة الإعدام، وليس للقاء أهله”. مع العلم بأن الأستاذ مشيمع رجل كبير في السن، ويعلوه الشيب، ويعاني من مشاكل صحية عديدة، فضلا عما يمثله هذا الإجراء من “أذى نفسي وإهانة” يصر الأستاذ وعائلته على رفضها وعدم الرضوخ لها.
وحول رفضه لارتداء زي السجناء الجنائيين، يؤكد الأستاذ مشيمع بأن “الحجج” التي تسوفها إدارة السجن في فرضها لذلك بأنها “حجج وأعذار سخيفة وغير حقيقية”، حيث تتحدث الإدارة عن “معاملة جميع السجناء بسواسية وفق القانون”. ويقول بأنهم “إنْ كانوا يريدون معاملة السجناء جميهم بالسواء؛ فلماذا يتم عزل مجموعة الرموز في مبنى منفصل عن بقية السجون”، ويتساءل “أليس في ذلك تمييز وتضييق لجماعة معينة؟ وكذلك لماذا يمنح السجناء وقتا لممارسة الرياضة في الباحات المخصصة ونحرم نحن من هذا الأمر؟”.
ومن المعروف أن إدارة السجن – وإتباعا للأوامر الصادرة من السلطات – تطبق “القانون” بمزاجية، وليست معنية بتنظيم أوضاع السجن، كما يؤكد العديد من السجناء والنشطاء الذين يوثقون آلاف من الانتهاكات التي تُرتكب داخل السجن تحت “غطاء تنفيذ القانون والأوامر العليا”، بما في ذلك انتهاكات سوء المعاملة والتعذيب الجسدي والنفسي.