البحرين اليوم – (خاص)
اشتدت الحملة السعودية الخليفية على النشطاء البريطانيين والبحرانيين الذين لاحقوا الناطق باسم الحرب السعودية على اليمن، أحمد عسيري، في العاصمة البريطانية لندن أول أمس الخميس، وتحركت “الماكينة الإعلامية” لآل سعود باتجاه تشويه صورة النشطاء ووصفهم باتهامات مزعومة.
وبثت كل القنوات والصحف التابعة للنظام السعودي والخليفي تقارير حرّضت فيها على النشطاء، ولفقت ضدهم اتهامات وصفات مفبركة، من قبيل “العمالة لإيران”، وهو ما أثار سخرية مراقبين أشاروا إلى أن من بين النشطاء بريطانيين مناهضين للحرب وتسليح الأنظمة القمعية.
وتطرقت كل الصحف السعودية الصادرة اليوم السبت، الأول من أبريل، إلى ملاحقة النشطاء لعسيري، وقالت صحيفة (الشرق) السعودية بأنها “محاولة لمنع كشف الحقائق في اليمن”، فيما عنونت صحيفة (عكاظ) تقريرها حول الحادثة: “مرتزقة الملالي لن يوقفوا حقائق اللواء عسيري”، بحسب ادعائها.
وكان لافتا أن النظام الخليفي تولى حملة “طائفية” ضد النشطاء في لندن، ونشر أسماء بعض النشطاء البحرانيين مع عبارات تحريضية وأوصاف “طائفية”، فيما أكد ناشطون بأن هذه الحملة جاءت بدفع مباشر من سفير آل خليفة في لندن، فواز الخليفة. فيما أصدرت وزارة الخارجية الخليفية بيانا أمس “استنكرت” فيه ما زعمت بأنه محاولة “اعتداء” على عسيري، ووصفت النشطاء بأنهم “مجموعة من الإرهابيين”. ولم يستبعد سياسيون من قيام الخليفيين بالانتقام من أهالي النشطاء داخل البحرين، حيث أقدمت على ذلك في مرات سابقة.
يُشار إلى أن وكالات الأنباء العالمية غطت ملاحقة النشطاء لعسيري، وتطرقت التغطيات إلى الحركة البذيئة التي قام بها للنشطاء بإصبعه الوسطى، كما تحدثت التقارير عن “جرأة” النشطاء في محاولة اعتقال عسيري، ورميه بالبيض الفاسد. وأوضح مراقبون بأن الحملة السعودية والخليفية ضد النشطاء “تنم عن أثر الملاحقة التي قاموا بها ضد عسيري”، معتبرين بأنها “غير مسبوقة”، وأوقعت “آثارا سياسية ومعنوية” على النظام السعودي، كما كشفت حقيقة العدوان على اليمن الذي تقوده السعودية، حيث سلطت الأضواء على طبيعة الناطق باسم العدوان وحقيقة الحرب المفروضة على اليمن منذ أكثر من عامين.
في المقابل، لقيت “المواجهة” التي قام بها النشطاء ضد عسيري، ومحاولتهم إلقاء القبض عليه بتهمة “ارتكاب جرائم حرب”؛ لقيت إشادات واسعة من القوى السياسية والوطنية في العالم العربي والإسلامي، وأشاد زعيم حركة أنصار الله، السيد عبد الملك الحوثي، بالخطوة التي قام بها النشطاء، وقال بأنها “موقف مشرّف”.
وأضاف السيد الحوثي في كلمة متلفزة أمس الجمعة؛ بأن ما قام به الناشطون “الأحرار والشرفاء والإنسانيون تجاه بوق العدوان عسيري عند زيارته لبريطانيا؛ كان موقفا جميلا وموقفا حرا، وموقفا مشرفا”، موجها الشكر إلى النشطاء وداعيا “كل الأحرار في العالم أن ينهجوا هذا النهج”.