المنامة – البحرين اليوم
انطلقت تظاهرة غاضبة في بلدة السنابس مساء اليوم الخميس، ١٦ مارس، بعد الإعلان عن استشهاد ابن البلدة، الناشط محمد سهوان، داخل سجن جو المركزي، بعد معاناة طويلة قضاها في السجون الخليفية، وحرمانه من العلاج المناسب حيث أُصيب الشهيد بالرصاص الإنشطاري في رأسه وأنحاء مختلفة من جسده.
وهتف المتظاهرون بسقط النظام الخليفي، ورفعوا شعارات من بينها “انتهى حكم القبيلة”، و”دم الشهيد ثورة”، واتجهت التظاهرة نحو منزل الشهيد واحتشد الأهالي هناك رافعين شعارات غاضبة تدعو للقصاص من قتلة الشهداء، وعلى رأسهم الحاكم الخليفي حمد عيسى.
وقال ناشطون وزملاء للشهيد سهوان في السجن بأنه ظل يعاني طيلة السنوات الست الماضية من آلام الإصابة بالرصاص، كما تعرض لتعذيب ممنهج أدى إلى تدهور صحته في مرات عديدة.
وقال المعتقل السابق والمُصاب محمد الساري بأن الشهيد لم يكن يستطيع النوم بسبب الشظايا التي كانت تتمركز في مواقع خطيرة من جسمه، وبينها أكثر من ٨٠ شظية في رأسه، وتعمدت السلطات الخليفية حرمانه من العلاج المناسب وتعريضه لصنوف من المضايقات التي طالت بقية السجناء السياسيين. ونقل الساري عن الشهيد بأنه “تعرّض للضرب على مكان الإصابة، مما أدى إلى تفاقم حالته الصحية”.
وقد سبق لعائلة سهوان التحذير من خطر تفاقم وضعه الصحي، ونشرت عبر الصحافة المحلية دعوات عاجلة لإنقاذ حالته، وقالت بأن الشوزن المغروس في جسده يُهدّد حياته. كما روت العائلة تفاصيل من المعاناة التي مر بها الشهيد داخل السجن وسط آلام الإصابة التي لاحقته حتى الإعلان عن استشهاده اليوم.
وساد الحزن في مختلف مناطق البحرين تأثرا بنبأ استشهاد سهوان الذي كان ناشطا اجتماعيا وسياسيا معروفاً في أوساط الشباب، ويحظى بعلاقات واسعة بين المواطنين والشخصيات العامة، وعُرف بأخلاقه بين الجميع، إضافة إلى تاريخه النضالي الطويل، حيث اعتقل في فترة التسعينات، وكان مشهودا بين الناس بالإقدام والشجاعة، وظلت الابتسامة والأمل يلازمانه في كل الظروف الصعبة التي مرّ بها مع شعبه المظلوم. وقد نعته القوى الثورية والأوساط السياسية والدينية في البلاد، وتجري التحضيرات للمشاركة الواسعة في مراسم التشييع التي يُعلن عنها لاحقا.
وقد انطلقت تظاهرات في مناطق البلاد وفاءا للشهيد سهوان، ووقعت اشتباكات شديدة بين المتظاهرين الغاضبين والقوات الخليفية، وبينها في بلدة الدراز التي نزل فيها المحتجون إلى الميادين معلنين غضبهم الثوري بعد الإعلان عن استشهاد سهوان. كما نفذت مجموعات ثورية علميات ميدانية ورفعت أعمدة الدخان تأكيداً على ملاحقة القتلة الخليفيين والتمسك بطريق المقاومة.