المنامة – البحرين اليوم
دعا تيار الوفاء الإسلامي – من القوى الثورية المعارضة – المواطنين في البحرين للمشاركة في فعالية تضامنية مع الشعب اليمني تحت شعار “عدوّنا واحد” وتمتد على مدى يومي ٢٢ و٢٣ أكتوبر الجاري.
وتشمل الفعالية تظاهرات وعمليات ميدانية تشمل مختلف مناطق البحرين تضامنا مع اليمنيين الذين يتعرضون لعدوان سعودي متواصل منذ عام ونصف، وارتكب فيه آل سعود انتهاكات واسعة بحق المدنيين والبنى التحتية والمعالم التراثية والدينية في البلاد، واعتبرتها منظمات حقوقية دولية “جرائم حرب”، وآخرها جريمة قصف عزاء في العاصمة صنعاء قبل أكثر من أسبوع، والذي اضطرت السعودية للاعتراف بالوقوف وراءها بعد إنكارها في أول الأمر نتيجة الضغوط الأممية والدولية الواسعة والعلنية، إلا أن آل سعود عمدوا إلى “تحميل” حليفهم الرئيس المنتهية ولايته هادي عبدربه مسؤولية الجريمة، وزعمت لجنة تحقيق شكلتها السعودية، برعاية أمريكية، بأن جيش هادي زوّد القوات السعودية “معلومات مضللة” حول موقع الحادثة.
وقد فتحت هذه الجريمة “الطريق” أمام واشنطن ولندن للعمل مجددا من أجل إنقاذ آل سعود من “المستنقع اليمني”، حيث دعا وزيرا خارجية البلدين أمس الأحد لوقف “فوري وغير مشروط” للقتال في اليمن، فيما أكد الناطق باسم حركة أنصار الله، محمد عبد السلام، بأن “وقف إطلاق النار الشامل، برا وبحرا وجوا، وفك الحصار والحظر الجوي؛ موقف يُطالب به كل اليمنيين”، ولكنه أوضح بأن “المشاورات في ظل استمرار العدوان؛ مضيعة للوقت”، وذلك في تعليق على تصريح المبعوث الأممي إلى اليمن، ولد الشيخ أحمد، الذي قال بأن تحديد موعد “وقف إطلاق” يتوقف على اتفاق الأطراف اليمنية.
وحرص المواطنون في البحرين على التضامن مع الشعب اليمني ضد العدوان السعودي منذ يومه الأول في مارس من العام الماضي، واُعتقل عدد من النشطاء والمعارضين بسبب ذلك، ومنهم المعارض فاضل عباس الذي حُكم عليه بالسجن ٥ سنوات، والحقوقي البارز المعتقل نبيل رجب الذي يواجه اتهامات من بينها إدانته للحرب في اليمن.
وقد بادرت القوى الثورية وعموم البحرانيين إلى النزول في الشوارع والتظاهر ضد العدوان السعودي، وذلك في الوقت الذي خيم الصمت على عموم النخب السياسية في الخليج والعالم العربي وذلك خشية “انتقام السلطات الحاكمة التي رهنت قراراتها لآل سعود”، وبينها السلطات الخليفية التي أصدرت قوانين تجرّم الاعتراض على العدوان السعودي، وتحذّر من “إظهار” أي موقف مندد بالحرب والسياسة السعودية التدميرية في المنطقة، وهو ما “أجبر” السياسيين على “الصمت المطبق” في هذا الشأن وتجنب انتقاد السعودية مطلقا.
ويؤكد معارضون من القوى الثورية بأن هناك “وعيا مبكرا” لدى قوى الثورة بالتصدي للمشروع السعودي في المنطقة، ويرون بأن “وقوف آل سعود ضد ثورة البحرين ودعمهم المتواصل لآل خليفة، وإرسال قوات درع الجزيرة لإسقاط الثورة” شكل “المادة الأساسية للموقف الحاسم في مواجهة النظام السعودي، والتصدي له علنا وبكل وضوح”، ويرى هؤلاء بأن الموقف العملي الذي أبداه المواطنون والقوى الثورية ضد آل سعود ومشاريعهم التدميرية في اليمن وسوريا والعراق “إضافة إلى جرائهم في الداخل، وعلى رأسها إعدام الشيخ نمر النمر؛ كان بمثابة التعبير عن الموقف المبدئي لثورة ١٤ فبراير التي كسرت حاجز الصمت والخوف، وخلقت ثقافة الحسم والحزم في مواجهة الخليفيين وأعوانهم وداعميهم”.
وعبر أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عن تلازُم “العدو” في البحرين واليمن، وقال في خطاب يوم العاشر من المحرم بأن انتصار اليمنيين على العدوان السعودي سيكون فيه “فرج لأهل البحرين”، مؤكدا بأن “العدوان” الذي يمارس القتل والحصار في اليمن هو ذاته الذي يقف وراء ما يجري من انتهاكات وجرائم وحصار في البحرين.