(يد المقاومة) المتهم في تفجير “العكر” لـ(البحرين اليوم): “لقد زادوني إصراراً على إسقاط النظام”
المنامة – البحرين اليوم:
أحمد كان يبحث دائماً عن كلّ الوسائل التي تخدم الثورة في البحرين، وقدّم ما يستطيع لأجل ذلك، وفي كل المجالات. قبل أن يكون مطارداً، كان معنياً ب”حماية” الجرحى، حيث لم يتردّد في إيوائهم في غرفته الصّغيرة التي يسكن فيها مع أخيه الصّغير.
بعد أن وضعته الأجهزة تحت بند “الملاحقة”، اضطر أحمد للتّوجه بعيداً عن منازل البلدة المسكونة، وذلك خشية على أهلها من انتقام النظام في حال رؤيته فيها أو اعتقاله وهو بداخل أحدها. وقد اختار أحمد “فضاء” المزارع لتكون محلاً للسّكنى والاختباء من أعين الخليفيين، كما يقضي وقتاً آخر من يوميات المطاردة في “البيوت القديمة” (الخرائب) التي هجرها أهلها منذ سنين، ولم تعد مسكونة، أو صالحة للسّكن.
بتردّد يقبل أحمد المال الذي يُقدّمه بعض الأصدقاء إليه، إلا أنه يُفضّل العمل في صيد الأسماك، وبشكل سرّي، حيث يبيع ما يُرزق به ويعتاش من ذلك.
لا يتذكر أحمد عدد المرات التي داهمت فيها القوات الخليفيّة منزله بعد أن وُضع في “قائمة المطلوبين”. فقد كانت القوات تداهم المنزل “ليلاً ونهاراً”. إلا أنّ والدته، كما يقول، تكون لهم كالعادة ب”المرصاد”، حيث كانت تواجههم بقوّة، وتصدّهم بكلّ ما تملك من ثبات وتحدٍّ. وكانت تحوّل المداهمات التي يتعرّض لها المنزل بحثاً عن أحمد؛ فرصة للانقضاض على النظام، وفضْح المرتزقة وكونهم من المجنّسين. تفعلُ ذلك كلّ مرة، وبكل إصرار، وإلى أن يولّوا بعيداً عن المنزل.
إلا أن معاناة أحمد لم تتوقف عند هذا الحد. فقد تعرّض شقيقه الصغير للتهديد باستمرار، إلى أن أضحى هو الآخر من المطاردين. ولم يكتف النظام بذلك، حيث طال العقاب شقيقه الأكبر، وتم اعتقاله هو الآخر. إلا أن أحمد يؤكد أن كلّ ذلك لم يؤثر عليه وعلى عائلته، ويقول بأن والديه لازالا في “اعلى مستويات الإصرار والعزيمة”.
أحمد أُعتقل بعد سنة من المطاردة، وتعرّض لتعذيب قاس، بدنياً ونفسياً، إلا أن “الإصرار الثوري”، كما يقول، ازداد في داخله، واشتعلت في نفسه روح “التحدي للطغيان”، وتمكّن من الفرار من السّجن، وذلك لأنه اتخذ قراراً مع نفسه ألا يكون مقيّداً، وأن يكون حرّاً، ولذلك خطّط بكلّ الطرق ليكسر القيود، ويتحرّر من قضبان الخليفيين.
وتعليقاً على الحكم الصادر ضده يوم أمس، يقول أحمد بأنّه وضعَ “الموت” أمامه دائماً، وأنه كان يتوقّع أن يُقتل أو تتم تصفيته بطريقة ما، مؤكدا بأن الترهيب والتهديد الذي يُمارسه الخليفيون لا يؤثر عليه، واصفاً “سحب الجنسية” عنه بأنه “دليل ضعف من الحكومة الخليفية”، وأنه يشير إلى كونها عاجزة عن “القبض عليه”، كما يقول. أحمد قال بأن الحكم الخليفي ضدّه هو “أكبر فخر” له، وخاطب الخليفيين، وقال بأنه إذا كان إصدار هذا الحكم هو “لكي يصمت.. فوالله لقد زادوني إصراراً على إسقاط هذا النظام”، قائلاً بأن هذا النظام “ليس له دين، أو رب يعبده”.