وطن تحت التعذيب: رموز المعادلة الصعبة
البحرين اليوم – (خاص)
بقلم: يوسف الحوري
ناشط بحراني مقيم في برلين
أن تحاول التنقيب في سيرة ومسيرة رجال بحجم الرموز القادة (فرج الله عنهم) ، فذلك يعني أنك تحتاج إلى أدوات صلبة تتحمل الحفر على الصخور؛ ﻻستخراج المخزون النضالي والتضحوي من حقول التاريخ، دون أن تنكسر أو تتعطل هذه الأدوات، ولا ريب أنك بحاجه إلى آليات صحيحة تستطيع أن تستوعب كل تلك المواقف والإنجازات؛ من أجل أن تستعرضها بما يليق ومقام وشأن أولئك الأفذاذ.
الأستاذان الشامخان عبدالوهاب حسين وحسن مشيمع ليسا طارئين على النضال والجهاد السياسي، فقد تجاوز عمرهما في ميادين التربية والتعليم والتنمية البشرية والخدمة المجتمعية أكثر من أربعين عاما. وجدناهما في الشدة والرخاء واﻷفراح واﻷحزان وفي كل المنعطفات.
فهما صادقان في الطرح، واضحان في الرؤية، وأصيلان في الخط والمنهج، ولذلك أحبهما الشعب كما أحبوه.
لا يوجد إنسان معصوم سوى المنصوص على عصمته، ولذلك من يعمل من المصلحين معرَّض للتقصير والخطأ، وفضيلة اﻷستاذين إنْ وقعا في خطأ أو سهو أو تقصير، فحتما ما كان ناتجا عن عمد أو شيطنة أو هوى نفس وحاشهما ذلك، فك الله أسرهما.
في أسبوع ضحايا التعذيب تعود بنا الذاكرة الى إفادة الأستاذين وشهادتهما على ما تعرضا له من تعذيب وإهانه ومعاملة حاطة للكرامة على أيدي جلاوزة آل خليفة شذاذ الآفاق.
لقد تحمل الرموز القادة، وفي مقدمتهم الأستاذان الفاضلان عبدالوهاب حسين وحسن مشيمع، صنوف التنكيل والتعذيب؛ من أجل تحقيق المطالب المشروعة والعادلة لشعب البحرين المضطهد الذي يبادلهما الحب والإخلاص، والذي لا ينسى لهما هذه التضحيات الجسام. وقد أكد شعب البحرين الوفي أنه لا حلّ دون وجود هذين الرمزين في أي مشروع سياسي قادم، فهما واجب ركني لأي معادلة سياسية في البحرين.
نسأل الله تعالى أن يقر عيون شعب البحرين بالخلاص العاجل لهما ولباقي المعتقلين من سجون آل خليفة الظالمين.. اللهم آمين.