المنامة – البحرين اليوم
أعلنت وزارة الداخلية الخليفية في البحرين أمس الجمعة ٣٠ مارس ٢٠١٨م القبض على خمسة أشخاص موالين للنظام على صلة بحسابات إلكترونية كشفت عن فضائح وخلافات داخل تركيبة النظام الخليفي.
ونشرت الوزارة أسماء وصور الموقوفين وهم ثلاثة موظفين في القطاع الحكومي، وآخر عاطل عن العمل (ظافر الزياني) والخامس موظف في القطاع الخاص (أحمد البنخليل)، وبين الموقفين الإعلامي الموالي لآل خليفة محمد الشرقاوي (محمد الشروقي) واثنان من العاملين في وزارة الداخلية، وهما عبد العزيز الشامري وعبد العزيز الشاوش.
وجاء في بيان وزارة الداخلية بأن توقيف الخمسة جاء بعد تهديدات وزير الداخلية راشد عبدالله “باتخاذ إجراءات صارمة لمعالجة الانفلات والفوضى الإلكترونية التي سببتها بعض حسابات التواصل الاجتماعي المخالفة”، حيث أعلن مدير عام ما تُسمى الإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني أنه تم القبض على خمسة أشخاص، “مشتبه بتورطهم بإنشاء حسابات مغرضة ونشر تغريدات مسيئة للأشخاص، وتشكل تحريضاً وإثارة للفتنة”.
وأضاف بأن “التحريات دلت على قيام بعضهم بإنشاء هذه الحسابات على موقع “تويتر” ونشر التغريدات المسيئة، فيما قام البعض الآخر بتزويد القائمين على هذه الحسابات بالمعلومات والمساعدة في نشرها”، متوعدا بالقبض على آخرين.
وجاء ذلك في أعقاب نشر حساب “نائب تائب” على موقع توتير لمعلومات كشفت جانبا من الفضائح والانتهاكات بين أطراف الموالين للنظام، كما عمد الحساب إلى إثارة الخلاف بين ما يُسمى بجناح الحاكم الخليفي حمد عيسى وعمه رئيس الوزراء خليفة سلمان.
يُشار إلى أن الموقوف محمد الشروقي كان من الإعلاميين الأكثر إساءة للحراك الشعبي في البحرين، واعتاد على نشر إساءات طائفية بحق المواطنين وتولى التحريض المتواصل بعد ثورة ١٤ فبراير بغرض التقرب من النظام والحصول على امتيازات شخصية. كما أن أحد الموقوفين، وهو عبد العزيز مطر، من العاملين في الأجهزة الخليفية، واستدل عليه بعض الضحايا بالضلوع في ارتكاب التعذيب بحق نشطاء ومواطنين أثناء التحقيق معهم في مبنى التحقيقات الجنائية، فيما رجح أحد المعارضين البارزين بأن المذكور كان من بين طاقم التعذيب الذي شارك في التعدي على عدد من رموز وقادة الثورة في العام ٢٠١١م بسجن القرين.
وكان لافتا أن إعلان توقيف الخمسة جاء بعد تزايد الحديث عن “خلافات” مزعومة بين “الديوان الملكي” وقصر القضيبية (خليفة سلمان)، ما اضطر الأخير للتحذير قبل نحو شهر من وجود “حرب إلكترونية” تستهدفه من أطراف موالية، وسرعان ما بادر ولي العهد الخليفي سلمان حمد لزيارة خليفة وإظهار “الموقف الموحد” ضد ما وُصف بإثارة الفتنة عبر الحسابات الإلكترونية، وقد خُتم ذلك بتهديدات أطلقها وزير الداخلية بملاحقة مشغلي هذه الحسابات، وبتهديد نجل الحاكم ناصر حمد بملاحقة “المتورطين” في إثارة الخلاف بين حمد عيسى وعمه خليفة.