وجهاء الزّور و”الواتس آب”.. منْ يمثلون؟
البحرين اليوم – (خاص)
ربما أكونُ قاسياً قليلا، ولكن ليس بأشدّ قسوةً من جُرْم ووحشية مجزرة العائلة الحاكمة بحق المعتصمين في قرية الدراز بتاريخ ٢٣ مايو ٢٠١٧م. ولن أكون قاسياً بمقدار قسوة ما فعلته ثلّةٌ أعطت نفسَها – من غير حقّ – أن تُكنّى بـ”وجهاء الدراز”، لتحظى بلقاء منْ ارتكبوا هذه المجزرة.. هذه الثلة التي سرعان ما عرف الرأي العام حجمها الحقيقي “الوضيع”، بعد ما كشفه بيانُ أهالي الدراز الذي كان واضحاً وصريحاً في استنكار فعلة أولئك المزوّرة والمضللة، والتي أكملت الدور المطلوب بعد مجزرة ساحة الفداء.
رجلُ الدراز ووجيهها الأول محاصر وسط عبث وجهاء الزور!
ما قيمة أشخاص مستأجرين أمام شهداء قدّموا دمهم في ساحة الفداء دفاعا عن فقيهها ووجيهها الأول؟! ما قيمتهم أمام صمود أهالي ساحة الفداء؟ هل سمعتم يا وجهاء الدجل والزور عن مجزرة ساحة الفداء، والدماء التي سُكبت على أرضها ؟ أتحدّاكم أن تجرؤا على زيارة أسرة واحدة من أسر الشهداء!
أتحدى أن يستقبلكم والد أو والدة أي شهيد! هذا إذا سَمَح لكم آمركم ومحرّككم بعمل ذلك! لم تمثّلوا أحدا من أهالي الدراز، بل مثّلتم عاركم الأبدي.
ضحك عليكم مكتبُ العلاقات العامة لخليفة بن سلمان، كما هي عادته في الضحك على ضعاف النفوس لإستغلالهم من أجل التقاط صورة “جماعية” تضلِّل الرأي العام بعد أن تُعْرض لاحقا على شاشة قناة الزور والفتن. لقد جئتم إلى خليفة صغارا وعراةَ الضمير والغيرة، رغم ارتدائكم أفخر الثياب. فلا تستغربوا ولا تتضايقوا من لعنات الشعب الغاضب عليكم بعد أن شاهدَ صوركم ومنظركم المهين وأنتم تحلّقون حول أحد قتلته.
منْ يدعي نفسه وجيها لقرية أو بلدة عليه مخاطبة الأهالي دون ستار!
لقد كثُرت في الفترة الأخيرة موضة “الوجهاء”، وخاصة بعد ثورة ١٤ فبراير، وبعد اعتقال رموزها ووجهائها الأصليين، وتكاثر “وجهاء الواتس آب” الجُدد، وكل واحد منهم له أجندته الخاصة، والتي لا تعبّر عن رأي واحتياجات الأهالي والمناطق التي يزعمون أنهم يمثلونها. فالميزة المشتركة بين هؤلاء هي انعدام تأييدهم الشعبي في قراهم وداخل مناطقهم.
مجموعات “الوتس اب” المشبوهة.. مصيدة لا تصنع وجاهة أبدا!
هناك منْ يحتال على الرأي العام عبر إنشاء مجموعات في مواقع التواصل الإجتماعي الإلكترونية ليصنع له زعامة أو وجاهة زائفة، وبأفكارٍ مشبوهة تتماشى مع سياسة مخابرات أمن الدولة، من حيث يشعر أم لا يشعر. طبعا هذه أحد أخطر أساليب التضليل والحرب الناعمة في البحرين، وهي مدعومة من أجهزة المخابرات، وتتم على مرصدٍ ومتابعة من غرفة عملياتهم. ولكن، الحمدلله، لقد كشفها الشارع، فأصبح أعضاء هذه المجموعات بلا فاعلية تُذكر، ولكن يُرجى الحذر منهم على الدوام وفي كلّ الأحوال..
لم تتّقوا الله في شهره، ولم تحترموا الدماء السائلة؛ فاحترقت أوراقكم!
لم يتبرأ أهالي الدراز، فحسب، منكم يا شهداء الزور! بل تبرأ منكم كلُّ مطالِب بالحقوق في البحرين، حتى عوائلكم وأسركم أنتم! لقد مثّلتم أنفسكم الوضيعة فقط، ولم تغيروا سياسة القمع وحصار القرية، فكانت أولى نتائج تلك الزيارة المشؤومة هي حكم العشرات من أبناء البلدة بالمؤبدات وإسقاط جنسيتهم. فماذا أنتم قائلون؟
حمى الله شعبنا منكم ومن أمثالكم..