وثائقي : البحرين من العلاء الحضرمي إلى آل خليفة
البحرين اليوم ـ خاص ..
تايلوس كما سمّاها الأغريق أو أوال كما كانت تدعى قبل ظهور الإسلام , أو البلاد المعروفة اليوم باسم البحرين, يعود تاريخها الى 5000 سنة خلت عندما كانت مركزا لحضارة دلمون التي كانت حلقة الوصل بين الحضارة السومرية وحضارة وادي السند.
سكنها بنو عبدالقيس ودخل أهلها في الإسلام طوعا في عهد النبي الأكرم, وعرف أهلها بمولاة أهل بيت النبي طوال التاريخ.
البحرين كانت محط انظار الطامعين الغزاة بسبب موقعها الإستراتيجي, وحتى غزتها قبيلة تدعى آل خليفة التي احتلت البلاد في العام 1783 بعد ان زحفت لها من موطنها في الزبارة بدولة قطر الحالية.
ومع ظهور الإمبراطورية البريطانية ووصول جحافل جيوشها الى منطقة الخليج, وثّق الخليفيون علاقتهم بها وأبرموا معها عدة إتفاقيات للحماية وكانت آخرها إتفاقية العام 1860 التي سرى مفعولها لمدة قرن من الزمن.
عامل الخليفيون الغزاة أهل البحرين الأصليين بكل قسوة مستمدين قوتهم من بريطانيا التي كان تحكم البلاد من خلال المستشار بلغريف. شهدت البحرين خلالها إنتفاضات متعددة أجبر بلغريف عن الرحيل في الستينات من القرن الماضي, لكن النفوذ البريطاني ظل راسخا في الجزيرة.
المصاعب الإقتصادية التي مرّت بها الإمبراطورية العجوز اواسط الستينات دفعتها الى اتخاذ قرار بسحب قواتها العسكرية من شرقي قناة السويس. وهو القرار الذي أفضى الى استقلال البلاد في 14 أغسطس عام 1971 بعد أن إختار البحرانيون إعلان بلادهم دولة عربية مستقلة.
لم تكن عائلة آل خليفة راغبة برحيل المستعمر البريطاني من البلاد وعبر عن الندم على استقلال البلاد لاحقا وبعد مرور أربعة عقود, حاكم البلاد الحالي حمد الخليفة, الذي القى خطابا في بريطانيا عاتب فيه البريطانيين على رحيلهم من البلاد.
شهدت تلك العقود التي اعقبت الإستقلال إنتفاضات متتالية وحتى وفاة عيسى الخليفة ليخلفه أبنه الحاكم الحالي حمد الخليفة, الذي اعلن عودة الحياة الدستورية وطرح مشروع الميثاق الوطني الذي قبله الشعب عام 2001 لكنه عاد وانقلب عليه في العام الذي تلاه.
حمد الخليفة لم يستطع إخفاء طبيعته السادية الموروثة من عائلته التي جبلت على التنكيل باهل البلد الأصليين تنفيسا لعقدتها وهي الدخيلة على البلاد, فشن حربا شعواء على الشعب الذي حقّق الإستقلال وعلى رموز الشعب الذي كتبوا بأيديهم اول دستور للبلاد بعد استقلالها.
رموز البلاد وقادتها السياسيين زج بها في السجون مرّات عديدة , نكّل بالبحرانيين وأذاقهم شتى صنوف التعذيب في المعتقلات, فيما استولى هو وعائلته على كافة خيرات البلاد وثرواتها.
هذا القمع الوحشي المتراكم ونقض العهود والمواثيق والإنقلاب على الدستور, أدى الى إندلاع ثورة الرابع عشر من فبراير في العام 2011.
تلك الثورة التي لاتزال متواصله قمعها حمد الخليفة بالحديد والنار , ضحاياها بالآلاف بين شهيد وجريح ومعتقل ومهجّر, فيما زج النظام بقادة ورموز الثورة في المعتقلات.
الحاكم الخليفي الذي يعاني من عقدة حيال البحرانيين وهو الدخيل بينهم, أصدر قرارات بنزع الجنسية من أبناء البلد الأصليين وخاصة أولئك الذي خطّوا دستور البلاد بأيديهم ومنهم الإكاديمي عبدالهادي خلف وآية الله الشيخ عيسى احمد قاسم.
البحرين تحولت في عهده الى قاعدة عسكرية لخمس جيوش أجنبية وهي الأمريكي والبريطاني والسعودي والإماراتي والدرك الأردني.
لكن هذا الشعب الأصيل السائر على خط أهل البيت عليهم السلام, أعجز كل قوى الشر تلك وسجّل ملحمة أسطورية سيكتبها التاريخ باحرف من نور إذ نجح في الصمود طول أكثر من خمسة اعوام, وفشلت تلك القوى في كسر عزيمته وتركيعه والقضاء على ثورته , إذ لا زال يردّد في طرقات البحرين وأزقتها, شعاره الخالد الشعب يريد إسقاط النظام, ولن تخيفنا جيوش الظلم والعدوان , فهو شعب يؤدي تكليفه الشرعي وما النصر الا من عند الله العزيز القدير.