هل “يُسقط” رحيل الفنان عبدالحسين عبدالرضا الطائفي علي الربيعي.. أم أن طائفية آل سعود أقوى؟
الرياض – البحرين اليوم
أحالت وزارة الإعلام في السعودية، السبت ١٢ أغسطس ٢٠١٧م، الطائفي المعروف علي الربيعي إلى لجنة مخالفات النشر “بسبب مخالفته نظام المطبوعات والنشر” في السعودية.
وجاء ذلك بعد تغريدة نشرها الربيعي – الذي يُعرِّف نفسه بأنه داعية – “حرّم” فيها الدعاء للفنان الكويتي الراحل عبد الحسين عبد الرضا بالرحمة “لكونه رافضي ايراني مات على الضلالة، وقد نهى الله المسلمين أن يدعوا بالرحمة والمغفرة للمشركين”، بحسب زعمه.
وقال المتحدث الرسمي للوزارة السعودية، هاني الغفيلي، أن الوزارة قامت بإحالة الربيعي إلى لجنة مخالفات النشر بسبب مخالفته نظام المطبوعات والنشر. من غير أن يذكر تفاصيل أخرى.
وسارع الربيعي إلى حذف تغريدته المسيئة، كما نشر على حسابه في تويتر التزاما “مشروطا” بقانون النشر والصحافة”، وكتب “أعلن عن التزامي بقانون النشر والصحافة إذا كان لا يتعارض مع القرآن والسنة وما أفتى به كبار العلماء ابن باز وابن عثيمين وهيئة كبار العلماء”.
وشكك مراقبون في جدية السلطات السعودية في ملاحقة الربيعي على تعدّياته الطائفية التي اعتاد عليها طيلة السنوات الماضية، حيث عُرف بـ”تخصصه” في الهجوم على الشيعة وتكفيرهم، وكان يمثل “حالة فاضحة” في هذا الشأن.
ويقول متابعون بأن إحالة الربيعي إلى لجنة رقابية في وزارة الإعلام وليس إلى النيابة العامة أو الجهات القضائية الرسمية؛ ينبيء “بأن السلطات ليست جادة في ملاحقته أو اتخاذ إجراءات عقابية عليه على خلفية تعدياته الطائفية”، مؤكدين ذلك بالصمت “الرضى والتغطية” التي كان يحظى بها من النظام السعودي طيلة السنوات الماضية، فضلا عن استمرار تغريداته التي “يُفحش فيها في الطعن بالشيعة، بما في ذلك شيعة المنطقة الشرقية بالسعودية”، وخاصة بعد الهجوم الدموي على العوامية، والتي استثمرها الربيعي في تأجيج تعدياته الطائفية المعهودة، حيث كان لافتا أنه نشر صور الجنود السعوديين الذين اقتحموا مسجدا في العوامية وانتهكوا حرمته، وسجل عبارات التأييد لفعلهم والتأييد لما صدر عنهم من تعدّ للشيعة، وهو ما يُبطل “أكذوبة أن السلطات استدعت رجال الأمن الذين تعدوا طائفيا على الشيعة في العوامية”، كما يضيف أحد المعلقين.
ومن جهة أخرى، قال معلقون بأن استمرار الكتابات الطائفية الشنيعة، على غرار ما ينشره الربيعي، والتي تستند على المرجعيات الوهابية نفسها التي تؤمن بها السلطة السعودية؛ “يُسقط مصداقية ما قاله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في لقائه الأخير مع زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، بشأن التسامح ونبذ الطائفية”، وهي المسائل التي أكد السيد الصدر في مقابلته مع صحيفة (الشرق الأوسط) السعودية المنشورة يوم الجمعة الماضي؛ أن ابن سلمان “أكّد عليها وشدد على العمل عليها”.
وفي الوقت الذي يقول البعض أن رحيل الفنان الكويتي عبد الحسين عبد الرضا قد يكون سبباً في “إسقاط” الطائفي علي الربيعي – بعد سنوات من الاحتفاء والرعاية التي حظي بها من جانب آل سعود وآل خليفة – إلا أن هناك منْ يدعو لعدم التفاؤل كثيراً، مشددين على أن “طائفية آل سعود وآل خليفة لا تقل عما يُظهره الربيعي وبقية الحسابات شبه الرسمية والمعروف أصحابها في السعودية والبحرين، ممن لازالوا ينشرون كل أنواع التشنيع بالشيعة من غير حساب أو ملاحقة”.