“نيويورك تايمز”: الصحفية البحرانية نزيهة سعيد, تواصل كفاحها من أجل حرية الصحافة
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية مقالا الثلاثاء ( 16 أغسطس 2016) بعنوان ” عُذّبت وحوصرت, الصحفية البحرانية نزيهة سعيد تواصل كفاحها من اجل حرية الصحافة”.
تطرق المقال الذي كتبته “’آنا تيريز دي” الى اعتقال وتعذيب الصحفية نزيهة سعيد والى المضايقات التي تتعرض لها من قبل حكومة بحرين.
ورات الكاتبة ان الناجين من التعذيب يعانون من آثاره النفسية التي تستقر في الذاكرة لفترة طويلة. تطرقت الكاتبة الى اعتقال وتعذيب سعيد في العام 2011 وهو التعذيب الذي وثقته اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق.
وكانت سعيد استدعيت الى مركز للشرطة لإستجوابها بشأن تقارير صحفية حيث تعرضت لشتى صنوف التعذيب , إذ تعرضت للضرب واللكم وهي معصوبة العينين, وكانت لا تقوى السير على قدميها بعد الافراج عنها وبعد ان قضّت 13 ساعة في المعتقل.
ونقلت عن نزيهة قولها في هذا الخصوص”لقد كانت حالتي هي الاولى من عشرات من الدعاوى المرفوعة ضد حكومة البحرين والتي تم التحقيق فيها من قبل القضاء”.
وأضافت “كنت أعتقد بأني سأحصل على العدالة ولكن يبدو أنه ماكان ينبغي لي أن أكون متفائلة جدا ” فقد برأت السلطات معذّبيها.
وعبّرت سعيد عن خيبة املها من قرار تبرئتهم وقالت “من المؤلم التفكير في أن الناس الذين عذبوك هم أحرار في أن يفعلوا ذلك مرة أخرى” مضيفة “عندما سمعت بالقرار، بدأت في البكاء”.
الكاتبة تطرّقت الى حالة التعذيب الأخيرة التي اودت بحياة الشهيد حسن الحايكي وبعد مرور خمس سنوات من تعذيب سعيد.
وأشارت الكاتبة الى منع الصحفية سعيد من السفر خارج البلاد والى محاكمتها بتهمة “العمل بغير وجه حق في وسائل الإعلام الدولية.”
وفي هذا الصدد قال جو ستورك نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش في بيان صحفي مؤخرا إن “البحرين تجرّم أي شخص ينتقد السياسات القمعية المتزايدة للحكومة”، وأضاف إن “أي حكومة تدعي دعم حرية الصحافة بحاجة إلى التحدث بصوت عال وواضح لدعم نزيهة سعيد”.
وانتقدت كاتبة المقال الولايات المتحدة الأمريكية على صمتها بشان التطورات الأخيرة في قضية سعيد, وهي التي مولّت سابقا مشاركتها في مؤتمر أقامته الخارجية الأمريكية حول سلامة الصحفيين.
وأشارت الكاتبة الى أن الولايات المتحدة باعت البحرين أسلحة بأكثر من 1.4 مليار دولار منذ العام 2000.
واوضحت بأن الولايات المتحدة فرضت حظرا على مبيعات الاسلحة الى قوة دفاع البحرين في العام 2011 ولكنها عادت ورفعت الحظر على تلك المبيعات في العام الماضي, بحجة تحقيق “إصلاحات ملموسة” في البحرين.
وبشأن ما تعرضت له من تعذيب قالت سعيد ” إن ما فعلوه غيّر حياتي الى الأبد” وأضافت ” في عيون بعض الناس، فإن محنتي جعلتني عضوا في المعارضة ” لكنها استدركت قائلة “إنهم مخطئون, ما زلت، صحفية موضوعية ومهنية, حاول النظام أن يجعلني ضحية، ولكنه لم ينجح”.
يذكر أن البحرين تحتل المرتبة ال 162 من أصل 180 في مؤشر حرية الصحافة العالمي وفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود.
ويقبع في المعتقلات ما لايقل عن عشرة من الصحفيين والإعلاميين في البحرين اليوم،ومنهم أحمد الموسوي, أحمد حميدان، حسين حبيل، محمود الجزيري، قاسم زين الدين، جعفر مرهون، أحمد مصطفى , ربيع زين الدين ، وحسام سرور.
وبشأن هؤلاء المعتقلين قالت سعيد ” لأن الصحافة الدولية سلطت الضوء على حالتي فلقد أتيحت لي الفرصة للفت الانتباه إلى مصير هؤلاء الصحافيين “.
وكانت سعيد كتبت في عام 2013 حول قضيتها قائلة “الآن لدي هدف عظيم في حياتي – النضال من أجل حرية الصحافة, أنا أدافع عن حقوق الصحفيين في تقرير عادل ومحايد, لقد تعرض العديد من الصحفيين الآخرين الى الضرب والتعذيب “.