نشطاء يجددون قائمة “مطلوب للعدالة” بنشر صورة الجلاد بدر الغيث (لماذا توقف الحملة؟)
المنامة – البحرين اليوم
جدد نشطاء إعادة نشر حملة “مطلوب للعدالة” التي أطلقها مركز البحرين لحقوق الإنسان في العام ٢٠١٣م٫ وتم في تحديث الحملة التي بدأت يوم السبت، ٦ أكتوبر ٢٠١٨م، نشر صورة الجلاد بدر الغيث بعد الكشف عن صورته لأول مرة خلال مقابلة أجرتها صحيفة رسمية معه بعد ترقيته لمنصب هام في الإدارة العامة للتحقيقات الجنائية التابعة لوزارة الداخلية الخليفية.
وكان مركز البحرين أطلق هذه الحملة ونشر خلالها قوائم (بطاقات) للجلادين مدعومة بالانتهاكات التي تورطوا بها، مع الصور المتوافرة لهم، ودعت الحملة إلى ملاحقة الجلادين وتقديمهم للعدالة.
وفي يوليو ٢٠١٤م، أعلن زئيس المركز، الرمز الحقوقي المعتقل نبيل رجب، بأن إدارة المركز قررت وقف الحملة بناء على نصيحة من المفوضية السامية لحقوق الإنسان آنذاك “لتكون بادرة حسن نية” بحسب قوله.
وأوضح رجب في مقابلة مع صحيفة (الوسط) المحلية – المغلقة – بأن هذا القرار “لا يعني أننا لن نعمل على ملاحقة منتهكي حقوق الإنسان، ونحن نبحث عن الطرق المناسب لملاحقة منتهكي حقوق الإنسان بالطرق المشروعة والقانونية كافة التي أقرتها المواثيق الدولية”.
وقد نشر المركز ما يقارب من ٥٩ بطاقة “مطلوب للعدالة” على مدى أكثر من ٢٠ يوماً في نوفمبر ٢٠١٣م، وتوعد حينها بنشر المزيد من هذه البطاقات، حيث أعلن بأنه يبحث في آليات مختلفة للدعوة دولياً لمساءلة “وفرض عقوبات فردية على الأفراد المدرجين في الحملة”، والتي دشنها بمناسبة اليوم العالمي للإفلات من العقاب في ٢٣ نوفمبر ٢٠١٣م.
وقال المركز في بيان ترافق مع الحملة “طالما أن النظام القضائي في البحرين لا يزال متحيزاً ويستخدم كأداة سياسية ضد المعارضين بدلاً من تحقيق العدالة والإنصاف، سيواصل مركز البحرين لحقوق الإنسان لفت الانتباه للمتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد”.
وقد عمدت الحكومة الخليفية يومها إلى تنفيذ تهديدات مباشرة لنشطاء المركز بسبب الحملة، بما في ذلك تهديدات بالقتل طالت عضو المركز آنذاك السيد يوسف المحافظة، الذي اضطر بسبب ذلك إلى مغادرة البلاد حفاظا على سلامته، كما أوضح المركز.
وتشيع في البحرين ثقافة الإفلات من العقاب، بحسب تقارير حقوقية دولية، حيث تمنح السلطات الخليفية التغطية والحماية للمتورطين في الجرائم والانتهاكات، بما في ذلك شخصيات من العائلة الخليفية، ومنهم نجل الحاكم الخليفي ناصر حمد. كما حظي الكثير من الجلادين بالترقيات والتكريم من حمد عيسى وعمه رئيس الحكومة الخليفية خليفة سلمان.
ويقول ناشطون بأن ظهور الجلاد بدر الغيث لأول مرة علنا، وترقيته إلى منصب رئيس شعبة العمليات بالإدارة العامة بمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني؛ يمثل “آخر الأمثلة على شيوع الإفلات من العقاب، علاوة على سياسة حماية القتلة والجلادين التي يعتمدها الخليفيون”.