ندوة في لندن بمناسبة الذكرى الـ14 لثورة 14 فبراير في البحرين تدعو لمحاسبة النظام الخليفي ودعم الديمقراطية!

البحرين اليوم – لندن
عُقدت في العاصمة البريطانية لندن، اليوم الخميس 13 فبراير، ندوة تحت عنوان “البحرين: السعي نحو التحول الديمقراطي”، وذلك بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لثورة 14 فبراير، بمشاركة وحضور عدد من الشخصيات السياسية والحقوقية والإعلامية، وسط تغطية إعلامية واسعة وتفاعل من الحضور.
وشارك في الندوة كل من ستيفن بيل (نقابي بريطاني وعضو في منظمة “أوقفوا الحرب”)، سيد أحمد الوداعي (مدير معهد بيرد)، جواد فيروز (رئيس منظمة سلام)، وتايغ هيكي (ناشط أيرلندي)، حيث ناقشوا الوضع السياسي والحقوقي في البحرين، ودور الحكومات الغربية في دعم النظام الخليفي، واستمرار الانتهاكات ضد المعارضين.
في مداخلته، انتقد جواد فيروز ازدواجية المعايير لدى الحكومات الغربية في التعامل مع ثورة البحرين، متسائلًا عن مبررات دعم الأنظمة القمعية بحجة المصالح السياسية والاقتصادية.
وقال فيروز: “هل يمكن أن يقبل الشعب البريطاني دعم حكومة ديكتاتورية في بلد مجاور كفرنسا؟ بالتأكيد لا، فلماذا يحدث ذلك مع البحرين؟”، مؤكدًا أن المطالب التي رفعها البحرانيون منذ 2011 لا تزال مشروعة وعادلة، وأن استمرار القمع قد يؤدي إلى موجة احتجاجات جديدة.
وأشار فيروز إلى التضييق المتزايد على الحريات، وسحب الجنسيات، واعتقال المعارضين، وإجبارهم على العيش في المنفى، متسائلًا: “هل المطالبة بالديمقراطية جريمة؟ هل السعي لحقوق الإنسان يستوجب العقاب؟”
من جانبه، عبّر الناشط الإيرالندي تايغ هيكي عن صدمته لحجم الانتهاكات التي يتعرض لها البحرانيون، مؤكداً أنه اطلع على شهادات صادمة لضحايا القمع الخليفي.
وأشار تايغ إلى تواطؤ الحكومات الغربية، ومن بينها حكومتها، في دعم الأنظمة القمعية، مؤكداً أن النضال البحراني يشبه النضال الفلسطيني، وكلاهما يسعى لنيل الحرية رغم كل العقبات.
أما النقابي البريطاني ستيفن بيل، فتحدث عن النظام العالمي الجديد مستعرضاً بالأرقام الحرب الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة للتحكم بالعالم. موضحاً أنها في نفس الوقت الذي تريد فيه تقييد الإنتاج الاقتصادي الصيني الذي يتضاعف، فإنها تعمل على تصدير السلاح وعقد صفقات بالمليارات وتتسبب في استمرار الحروب والنزاعات.
كما تحدث عن الدور الجيوسياسي للبحرين، مشيرًا إلى أن النظام الخليفي يخضع تمامًا للهيمنة الغربية، حيث تستضيف البلاد القاعدة الأمريكية الخامسة، مما يجعلها ذات أهمية استراتيجية لواشنطن.
وأضاف أن البحرين ليست فقط أداة في السياسة الأمريكية، بل تعمل على توطيد علاقاتها مع إسرائيل كجزء من هذه التبعية، في وقت تقمع فيه المطالب الديمقراطية وتقيد الحريات العامة.
وأشاد بيل بصمود البحرانيين في مواجهة القمع، مؤكدًا أن الأحرار في العالم سيظلون داعمين لنضال الشعب البحراني.
بدوره، استعرض سيد أحمد الوداعي الأجواء التي انطلقت فيها الثورة قبل 14 عاماً ومشاهداته الشخصية على مستوى الأوضاع داخل السجون الخليفية، مشيرًا إلى أن المعتقلين السياسيين لا يزالون يعانون من الانتهاكات رغم مرور أكثر من عقد على اعتقالهم.
وأوضح الوداعي أن السجناء، ومن بينهم قيادات ورموز المعارضة، ما زالوا صامدين رغم القمع المتواصل، ويرسلون رسائل أمل، ما يحمل الجميع مسؤولية مضاعفة في دعمهم ومناصرتهم.
اختُتمت الندوة بالتأكيد على ضرورة محاسبة النظام الخليفي على انتهاكاته، ووقف الدعم الغربي له، والضغط من أجل تحقيق إصلاحات ديمقراطية حقيقية.
وأكد المشاركون أن الشعب البحراني لن يتخلى عن مطالبه العادلة، وأن الحراك الديمقراطي سيستمر حتى تحقيق التغيير المنشود.