ندوة في الكونغرس الأمريكي في ذكرى ثورة البحرين: انتهاكات مستمرة.. وفشل أمريكي متواصل
واشنطن – البحرين اليوم
بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة البحرين، نظمت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين ADHRB ندوة في الكونغرس الأمريكي تناولت أوضاع حقوق الإنسان خلال السنوات الخمس للثورة.
الندوة التي بدأت مساء اليوم الخميس، 11 فبراير، تحدث فيها عضو الكونغرس جيم ماكفرين الذي مُنع من دخول البحرين بسبب مواقفه المناهضة لسياسات القمع الخليفية.
وأشار ماكفرين في كلمته إلى انتفاضة 14 فبراير “احتجاجا على غياب الديمقراطية”، وأكد على ضرورة أن تعتمد “العلاقات المتميزة” بين الولايات المتحدة والنظام الخليفي “على احترام حق التعبير، وحق التجمع”، وشدد على الحاجة إلى مساءلة النظام في البحرين، مشيراً إلى التدهور المتواصل في حقوق الإنسان بالبلاد.
الناشطة الحقوقية البحرانية مريم الخواجة أشارت في كلمة لها بالندوة إلى سياسة الإخفاء القسري في البحرين، وأوضحت بأن المدافعين عن حقوق الإنسان يُحاكمون تحت غطاء قانون “مكافحة الإرهاب”، مشيرةً إلى كونه ينطوي على “تعريفات فضفاضة”.
وأضافت الخواجة بأن “حرية التعبير (في البحرين) محدودة، أما حرية التجمع فهي معدومة”، حيث “تقيّد الحكومة (الخليفية) جميع الاحتجاجات”.
وبشأن دور ما تُسمى وحدة التحقيقات الخاصة، قالت الخواجة بأن الوحدة المذكورة تعمل على “إخفاء حقيقة أن التعذيب يُمارس في البحرين”، وأكدت بأن “مؤسسات حقوق الإنسان (التابعة للحكومة) ليست محايدة”.
وفي سياق آخر من الندوة، دعت الخواجة إلى إنهاء “الطائفية” في أجهزة الأمن والجيش بالبحرين، وقالت إن هناك حاجة لتدابير من قِبل حكومة آل خليفة “لبناء الثقة، تسمح لعقد حوار وطني”، بحسب تعبيرها.
الناشطة كاتي كيزر من منظمة “أمريكيون” تحدثت في ندوة الكونغرس حول القمع والانتهاكات في البحرين.
وقالت إن السنوات الخمس الماضية أظهرت أن حكومة (آل خليفة) “فشلت في التمسك بوعود الإصلاح”. وأوضحت أن المنظمة وثقت، منذ العام 2013 “قرابة 500 شكوى لانتهاكات حقوق الإنسان في البحرين”، وأفادت بأن “370 ضحية من مجموع 495 حالة وثقتها المنظمة تعرّضت للتعذيب”.
كيزر قالت إن القضاء في البحرين يعتمد “على الاعترافات المنتزعة بالإكراه لإدانة المعتقلين”، وختمت بالقول إن “إنهاء انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين أمر مهم لمصالح الأمن القومي الأمريكي”.
الناشط الحقوقي الأمريكي في منظمة “حقوق الإنسان أولا” بريان دولي تحدث في الندوة عن الدور الأمريكي في الملف البحراني. وقال إن جهود واشنطن في دفع النظام الخليفي للكف عن الانتهاكات “غير مجدية”.
وشبه دولي “السياسة الصامتة” التي اتبعتها واشنطن عام 1980 بشأن جنوب أفريقيا، بما تفعله اليوم بخصوص ما يجري في البحرين. وقال إن دخول الولايات المتحدة بشكل “قوي وشامل” أنهى “سياسات الفصل العنصري في جنوب أفريقيا”، مشددا على أن هذا “ما نحتاج إليه في البحرين اليوم”.
وانتقد دولي سياسة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقال إن إدارته “فشلت” في “دعم المتظاهرين في البحرين”، وتطرق على نحو مفصل إلى ما وصفها بتناقض ردود فعل الولايات المتحدة حيال انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين خلال السنوات الخمس الماضية. ووجه الانتقاد إلى الخارجية الأمريكية وقال إن انتقادات الأخيرة لانتهاكات حقوق الإنسان في البحرين “تلاشت على الرغم من غياب أي إصلاح”.
دولي دعا واشنطن إلى اعتماد “مفردات ونهج” جديدين في العامل مع الحكومات الاستبدادية، ومنها البحرين.
وبعد الندوة طرح الحضور أسئلة على المشاركين فيها، حيث جرى التطرق إلى العديد من الأدوار التي يمكن لواشنطن القيام بها لدفع الإصلاح في البحرين والحد من الانتهاكات الجارية هناك، كما أوضح المتحدثون عدم جدوى سياسة الصمت الأمريكية إزاء القمع في البحرين والخليج، مشددين على ربط التحالف ضد الإرهاب ومشاركة الخليجيين فيه بضرورة تطبيق إصلاحات ديمقراطية داخل هذه البلدان.