البحرين اليوم – (خاص)
أجرت قناة روسيا اليوم حواراً من الحقوقي نبيل رجب، فيما يلي نصه:
أجرت قناة روسيا اليوم الدّولية حواراً مع الناشط الحقوقي المعروف عالميّاً، نبيل رجب، والذي صادرت السلطات البريطانيّة جواز سفره مع عائلته فور دخوله المملكة البريطانية، بعد قضاء عامين في سجون النظام البحريني.
في الحوار مع رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، سلّط رجب الضّوء على النفاق في السياسة الخارجيّة البريطانية في تعاملها مع منطقة الخليج، مؤكدا أنها سياسة مدفوعة الثمن من مبيعات الأسلحة وأرباح النفط.
RT: كيف تصف حركة الاحتجاج الجارية في البحرين؟
– نبيل رجب: حسناً، هي حركة احتجاج ضخمة جداً، كما كانت من قبل، بل أكثر. للأسف، نحن لا نسمع عن هذه الحركة في وسائل الإعلام الدّوليّة، وذلك بسبب ضغط الأنظمة الخليجيّة التي تعمل على إسكاتها. في البلدان المتحضرة، مثل أوروبا والولايات المتحدة، لا يكاد ترون نقداً للنّظام في البحرين، وحتّى في وسائل الإعلام. كما تعلمون، فإنّ ملكيّة وسائل الإعلام في منطقتنا تحت سيطرة الأسر الحاكمة، أو تخضع لها.
ومن المؤسف، أنّه حتّى مع وجود القمع في البحرين، ومع وجود ثورة، ربّما تكون الأضخم من حيث النسبة المئوية، على مستوى الزّمن الحاضر، إلا أنه من الصّعب متابعتها على التلفزيون، وذلك بسبب تأثير العائلة الحاكمة، وقوّة المال، وأثر المصالح النّاتجة عن مبيعات الأسلحة، والنفط، والذي يُستخدم لشراء صمت المجتمع الدّولي.
على أرض الواقع، هناك قمع كثير، وعدد كبير يوجد في الاحتجاز. الآلاف يوجدون وراء القضبان، وهناك أعداد اضطروا للفرار من بلدهم، وآخرون مطارودن في المخابيء. العشرات قُتلوا، والمئات مصابون. الآلاف من المنازل التي يجري مداهمتها، وهناك الكثير من المنازل التي تعرّضت للسرقة من قِبل أفراد من الأمن. وبالتالي، فإن القمع متواصل، وبنحو أسوأ، ووفقاً لما تؤكده منظمات حقوق الإنسان، بما فيها الأمم المتحدة.
ولكن للأسف، وكما قلت، مرّةً أخرى.. فإننا في منطقة غنيّة، ونحن ندفع الثمن لكونها كذلك. إنها منطقة غنيّة وعلى نحو يمكن أن تُسكت العالم المتحضّر، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية أخرى.
RT: لقد ذكرت منذ لحظة أن البحرين لديها سبب لتضييق الخناق على القيم الديمقراطية، وأشرت إلى النفط، والعقود العسكرية، هل يمكن أن تشرح أكثر؟ لماذا هذا التضييق، وما السبب في كون وسائل الإعلام العالمية صامتة حتى الآن؟
– نبيل رجب: وسائل الإعلام لدينا في المنطقة، ووسائل الإعلام العربيّة، هي مملوكة من قِبل الأُسر المالكة في الخليج. أما وسائل الإعلام الدّولية، مثل بي بي سي، سي إن إن، وغيرها، فإن دول الخليج تملك تأثيراً عليها من خلال حكوماتها. القمع الذي واجهناه في البحرين هو أسوأ من أي مكان آخر، ولكن لا أحد يريد أن يتكلّم عن ذلك، لأنه لا أحد يريد أن يُغضب حكومة البحرين.
إن أغضاب حكومة البحرين، ومثله إغضاب الحكومة السعودية، لا يمكن، لأنّ الجميع بحاجة إلى لهما من أجل النفقط. ويحتاج الجميع لجعل معاهدات النفط، ومبيعات الأسلحة مع حكوماتها، في حال من الاستمرار. وذلك تقوم هذه الحكومات بالصّمت. من أموال ونفط المنطقة صمت المجتمع الدولي، وهذا هو السّبب الذي يجعلك لا تسمع أيّ شيء حول هذا الموضوع.
حتّى هذه اللّحظة، وأنا أتحدّث إليكم، يُحتجز جواز سفري من قِبل سلطات المملكة المتحدة، ليس لأني قمت بجريمة ما، ولكن فقط لكوني أعمل في مجال حقوق الإنسان.
RT: كنت قد قلت إنك قد تعرضت لمضايقات في مطار هيثرو، وأن السلطات ضبطت جواز سفرك ..لماذا هذه المضايقة لك؟
– نبيل رجب: ليس جوازي فقط، بل جواز أبنائي الاثنين، وجواز زوجتي. كلها، وحتّى لحظة الكلام معكم، فإنها كلها في حوزة السلطات. يقولون بأنهم يقومون بالتحقيق، لكوني كنت في سجون البحرين. حيث إنني سُجنت لمشاركتي في مظاهرة سلمية تُطالب بالديمقراطية في البحرين.
في الوقت نفسه، نرى أن الحكومة البريطانية تلتقي بأشخاص من البحرين متهمين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، ويتم استقبالهم على السجادة الحمراء هنا، في الوقت الذي يمارسون مضايقات لجماعات حقوق الإنسان. وهو ما يعني فقدان مصداقية الحكومة البريطانية.
أنا أعطيكم مجرّد مثال لكيفيّة تعامل العالم المتحضّر مع ثورتنا، وكيف تعاملت الحكومات الديمقراطية مع ثورتنا في السنوات القليلة الماضية. يجب إبراز هذا اللوّن من النّفاق، ويجب علينا تسليط الضّوء على عملية النفاق في التعاطي مع ما يجري مع ثورتنا من قِبل الحكومات المتحضرة.
للأسف، وحتى هذه اللّحظة التي أتحدّث فيها إليكم، فإنّ هذه الحكومات تُرسل الأسلحة والمعدات التي يتم استخدامها لانتهاك حقوق الإنسان. وأعتقد أن شعوب هذه الحكومات بحاجة إلى الاستيقاظ، ورؤية مدى تعامل هذه الحكومات مع الانتهاكات في أجزاء أخرى من العالم. ما حدث بالنسبة لي هو شيء بسيط مما يحدث للعديد من النّاس.