البحرين اليوم – (خاص)
منذ أن حلّ رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، نبيل رجب، أرضَ جنيف، وهو في نشاطٍ محموم لم يتوقّف. كانت نشاطاته الحقوقيّة أثناء اجتماعات مجلس حقوق الإنسان بعددِ أنفاس الوجعِ والآلام التي تضجّ بها البلاد. لقاءات مع مسؤولي وسفراء غربيين وأمريكيين، ولقاءات مع الصّحافة وأجهزة الإعلام العالميّة الإذاعيّة والتلفزيونيّة، بعضها مباشر، وآخر مسجّل. بعض الصّحافيين الكبار، مثل بيل لورا (الصّحافي البريطاني) أتى من لندن للقاء رجب خصّيصاً ليقفل راجعاً بعد بضع ساعات. وكانت فرصة أيضاً لتصوير أفلام وثائقيّة مع كبرى المحطّات العالميّة.
ليس يوازي النّشاط الذي استهلك وقت رجب إلا الوقت الطّويل الذي قضاه في زنازن النّظام وهو يعدّ الليالي والأيام ليخرج من الطّامورة التي منعت عنه أعظم، وأوجع، اللّحظات خارج السّجن، وليس أوّلها وفاة والدته، وليس آخرها معايشة النّاس الذين أحبّوه وفتحوا لهم – كما فعل معهم – كلّ الحبّ والحياة.
في سفره الأوّل، والذي مُنع منعه مرّتين، التقى رجب بأناس وبأمكنة فارقها لأكثر من عامين. لأكثر من عامين ونصف؛ انقطع عن حضور اجتماع المكتب الدّولي ومجلس إدارة الفدراليّة الدّولية لحقوق الإنسان في فرنسا. حيث المكان الذي تُخطّط فيها أكبرُ حملات التّضامن الدّوليّة في مجال حقوق الإنسان.
وكما جمعهما فضاء الحقوق، فإنّ رجب طارَ لساعاتٍ إلى ألمانيا ليلتقي أحد أبرز تلامذة الجيل الحقوقي الذي تخرّج من مدرسة النّاشط الحقوقي الأبرز عبد الهادي الخوّاجة. فبعد انقطاعٍ دام أكثر من عامين، كان لقاء رجب ب”المناضل الشريف” – كما وصفه – السيد يوسف المحافظة، والذي اضطرّ لمغادرة البلاد بعد تهديدات ومضايقات من النّظام.
لا شكّ أنّ أجندة نبيل رجب لازالت مزدحمة، وهو – لا شكّ أيضاً – لا يجدُ في كلّ ذلك إلا جزءاً من العهد المتبادل بينه وبين شعب البحرين. أمّا البسمة، وإثارة النّكات، وإطلاق قواميس “الزّلابية” وأخواتها؛ فكانت حاضرة في سيرة رجب أيضاً بعد خروجه من السّجن واستنشاق الحرّية، وتلكم هي طبيعة الرّجل الذي يعشق الحياةَ الحرّة، له، ولشعبه.
* صور متفرّقة