البحرين اليوم – (خاص)
نشر موقع ميديل إيست آي تقريرا حول الدمار الذي تتعرض له بلدة العوامية بالقطيف، شرق السعودية، وعرض مشاهد للدمار الواسع الذي تتعرض له المنازل والمحلات والشوارع بسبب الهجمات العسكرية المتواصلة على البلدة منذ قرابة ٤ أشهر.
التقرير الذي نُشر بتاريخ ٧ أغسطس ٢٠١٧م حمل عنوان: “هذه ليست حلب: صدمة من المدى الواسع لتدمير مدينة شيعية في السعودية”. وأشار التقرير الذي كتبه أليكس ماكدونالد إلى ازدياد المخاوف من تصاعد الهجوم السعودي على العوامية “حيث تكشف الصور المروعة التي نشرها النشطاء المحليون والتقطتها الصور الفضائية؛ مدى الدمار في البلدة الشيعية التي تُحاصر منذ شهر كامل، وأسفر الهجوم عن مقتل ١٢ شخصا على الأقل”.
وأوضح التقرير بأن صور الأقمار الصناعية تكشف عن تحوّل أحياء بأكملها في المدينة، ولا سيما حي المسورة التاريخي، إلى أنقاض”.
وأفاد ناشط عن مصادر في محافظة القطيف بأن العمال في مزارع الرميس، شمال شرقي العوامية، تلقوا رسائل صوتية الأسبوع الماضي يُطلب منهم إخراج حيواناتهم من المنطقة.
وقال أمين نمر، وهو من سكان المدينة لـ “ميدل إيست آي “إنه يخشى أن تستعد الحكومة السعودية لتوسيع هجومها على المنطقة ذات الأغلبية الشيعية، قائلا “إنهم لا يريدون شيئا يتحرّك في العوامية”.
وكانت العوامية منذ فترة طويلة نقطة انطلاق للاحتجاجات من قبل الأقلية الشيعية في السعودية، كما قال التقرير الذي أشار إلى التعتيم الذي يحيط تفاصيل الوضع الدقيقة في القطيف “بسبب القيود الصارمة على الإعلام الذي تفرضه السلطات السعودية”.
وقال سكان محليون في العوامية إن العديد من المنازل والمحال التجارية أُحرقت أو تضررت بسبب الهجمات العسكرية. وأُغلقت الكهرباء في معظم أنحاء المدينة وتضرّرت المولدات الخاصة، بينما قُطعت المياه وخدمات الإطفاء وجمع النفايات.
وقد أدى تدهور الخدمات إلى قيام مجموعات متطوعة من المجتمع المحلي بجمع القمامة. وقد تم إجلاء مئات الأشخاص أو تم إخلاؤهم قسرا من المنازل المحيطة بالمنطقة.
وقال نمر: “المسألة هي ماذا بعد هدم المسور. لا أعتقد أن الأمور ستستقر في المنطقة”. وأضاف “لا أستطيع التنبؤ بالمستقبل، ولكن يبدو أنه سيكون أسوأ من ذي قبل”.
وجاء في التقرير بأن نبيه الإبراهيم، عضو مجلس البلدية السابق والمهندس المشرف على مشروع هدم المسورة، تعرض لمحاولات اغتيال متكررة في الأشهر الأخيرة مع بدء تنفيذ خطط المنطقة. ووفقا لموقع “العربية” الإخباري الموالي للحكومة، فقد أصيب الإبراهيم بالرصاص في الظهر والساق في إطلاق نار في مارس، وفي يونيو، وتعرض منزله لهجوم متعمد.
وفي برقية نشرها موقع ويكيليكس، حذّر الإبراهيم من العوامية، وقال بأنها تُشبه “الفلوجة” لشدة صرامتها بالمقارنة مع مدن القطيف الأخرى. وانتقد الشيخ الشهيد نمر النمر، على الرغم من أنه قال بأنه “جاري وصديقي”.
تغيير ديموغرافي: العوامية، البحرين وفلسطين
وقال أندرو هاموند، مستشار السياسة في الشرق الأوسط، إن إفراغ العوامية يمكن أن يكون جزءا من إستراتيجية لإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة الشيعية المدمرة في السعودية. وقال “إن ذلك حدث في الخليج، وتحديدا في البحرين، وهو يحدث خارج الخليج، في إسرائيل/فلسطين”.
ورأى هاموند بأن ما يحدث في العوامية هو بمثابة “تحويل أنظار” عن “الاضطرابات السياسية داخل القصر السعودي بعد أن حلّ محمد بن سلمان محل ولي العهد السابق محمد بن نايف”.