البحرين اليوم – (خاص)
نقلت مواقع إسرائيلية عن مسؤولين خليفيين وغربيين بأن النظام الخليفي في البحرين وإسرائيل قد يعلنا عن إقامة علاقات علنية بين الجانبين بحلول العام المقبل.
ونقل موقع “الوقت في إسرائيل” بأن مسؤولين من الجانبين أشرا أمس السبت إلى أن تل أبيب على طريق “تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع البحرين”، وذلك في الوقت الذي يقترب فيه الجانبان من “العداء المشترك ضد إيران”.
وأشار تقرير نشره الموقع بتاريخ ٢٣ سبتمبر ٢٠١٧م إلى سلسلة من الخطوات التي تعطي “دلالة” على أن النظام في البحرين “أسقط عداءه التقليدي مع الدولة اليهودية”، ومن ذلك زيارة مسؤولين في اتحاد كرة القدم الإسرائيلي إلى البحرين في مايو الماضي للمشاركة في اجتماع “كونغرس الفيفا”.
وفي حين رجح المسؤولون بأن إعلان العلاقات الوشيك لن يصل إلى مستوى فتح البعثات الدبلوماسية، إلا أن الجانبين يعملان على إقامة زيارات تبادل لرجال الأعمال والشخصيات الدينية ووزراء.
وقال مسؤول غربي لم يذكر اسمه لوكالة فرانس برس “لا أعتقد أننا سنشهد افتتاح سفارة اسرائيلية هنا (البحرين) ولكن ربما سيكون لدينا زيارات رسمية من وزراء التجارة والشؤون الاقتصادية”.
وذكر مسؤول غربي لموقع “ميديل إيست آي” بأن “إقامة علاقات مع إسرائيل لن تكون مشكلة، وعلى عكس إيران، فإن إسرائيل لا تشكل تهديدا للبحرين”. “وأضاف المسؤول “إن إسرائيل لا تهدد أمننا أو تتآمر علينا، ولكن إيران بالتأكيد تفعل ذلك”.
ونقل الموقع الإسرائيلي بأن أوامر من السلطات في البحرين لخطباء مساجد في مدينة الرفاع، حيث مقر القصور الخليفية، أمرت بوقف الخطب العدائية لإسرائيل.
وقد التقى حاخام بارز بالحاكم الخليفي حمد عيسى في وقت سابق، ونقل عن حمد معارضته لمقاطعة الدول العربية لإسرائيل، وأن “يعتزم السماح للمواطنين في البحرين بزيارة إسرائيل بحرية”، وهي تصريحات تم نشرها بالتزامن مع زيارة نجل الحاكم، ناصر حمد إلى مركز إسرائيلي في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.
وقال الحاخام مارفين هير، عميد ومؤسس مركز سيمون فيزنتال في لوس انجلوس، والذي التقى بحمد في فبراير الماضي، بأنه تلقى دعوة شخصية من حمد عيسى لزيارة قصره، ونقل عنه قوله بأن “يجب أن نجد طريقة أفضل” في التعامل مع إسرائيل، مؤكدا بأنه “لا لبس فيه” في السماح للمواطنين بزيارة إسرائيل.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية أكدت تصريحات هير الأحد الماضي، ونشرت مضمون كلامه في تغريدة سرعان ما تم حذفها.
وأضاف هير بأن حمد عيسى “تقدّم كثيرا في تفكيره” بالمقارنة مع “قادة آخرين في المنطقة، هم أكثر حذرا” في موضوع العلاقة مع إسرائيل.
وأشار التقرير الإسرائيلي إلى أن حمد عيسى “تباهى” أمام مسؤول أمريكي بعلاقات نظامه مع إسرائيل على مستوى الاستخبارات والتواصل مع الموساد، وذلك في برقية أمريكية سرية نشرها موقع ويكيكليس في العام ٢٠٠٥م، كما أشار حمد إلى استعداده “للمضي قدما في مجالات أخرى”.
وتظهر وثائق أخرى في ويكيليكس أن كبار المسؤولين من البلدين تحدثوا في السنوات الأخيرة، بما في ذلك خلال اجتماع عام ٢٠٠٧ بين وزيرة الخارجية آنذاك تسيبي ليفني ووزير الخارجية الخليفي خالد أحمد في نيويورك. وفي عام ٢٠٠٩، أشار الوزير الخليفي أيضا إلى أنه مستعد للاجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمحاولة دفع عملية السلام، لكنه قرر في نهاية المطاف عدم المضي قدما في هذه الخطوة.
وفي عام ٢٠٠٩، نشر ولي عهد الخليفي سلمان حمد مقالا في صحيفة واشنطن بوست، حث فيه الدول العربية على التواصل مع إسرائيل من أجل عملية السلام.
في عام ٢٠١٦، عندما مات الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، كان النظام الخليفي من الأنظمة العربية الوحيدة التي نشرت “نعيا علنيا”، وذلك من خلال تغريدة نشرها خالد أحمد على حسابه في موقع توتير، كما نشر بيانا قال فيه “نحن نتطلع إلى اليوم الذي نرى فيه دولة مستقلة تعيش في سلام وأمن جنبا إلى جنب مع دولة اسرائيل”.
ويرفض البحرانيون إقامة أية علاقات مع إسرائيل، ويحرص المواطنون على إظهار معارضة لأي تقارب معها، وينظمون احتجاجات موسمية ضدها، ومنها تظاهرات “يوم القدس العالمي”، كما نشرت مؤسسات المجتمع المدني في البلاد مواقف وبيانات عبرت فيها عن رفضها لاستقبال أي مسؤول إسرائيلي في البحرين “وتدنيس أرضها” واعتبرت إسرائيل “دولة احتلال ومغتصبة ويجب مقاومتها”.