موجز من سيرة نضالات حركة الشبيبة الطلابية البحرانية في الستينات من القرن الماضي
الشبيبة والطلاب قادة التغيير
البحرين اليوم – (خاص)
بقلم الدكتور سعيد السماهيجي
كنت منذ طفولتي ونعومة أظافري طالباً ناشطاً في الحركة الطلابية عام 1967، والشبيبة-الطلابية التقدمية عام 1968 مع بداية تأسيس الاتحاد الوطني للطلبة داخل البحرين، الذي كان عماد الوطن وسند الشعب، وظل لعدة عقود يحظى باحترامه وتقديره على مستوى الوطن والوطن العربي والاقليمي والعالمي. كما كان يقارع الاستعمار والامبريالية والصهيونية والمساند لقضايا الشعوب العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
إن الشبيبة الطلابية دائما وأبدًا هم قادة التغيير في المجتمع المدني الذي يزخر بطاقاتها الهائلة، حيث أنها تتحلى بحماسٍ كبير اذا تم توظيفها بشكل ثوري. والاتحاد كان في صدارة التحركات الوطنية التي تجذّر هوية الاتحاد النضالية والتي كانت تقع في صلب مهام الاتحاد المطروحة في التغيير الثوري الثقافي والاجتماعي الكامل. وتأسيس لعمل فعال ليكون لبنة في عمل جبهوي جماهيري واسع والمساند في معركة شعبنا من أجل التحرر الوطني من الاستعمار والامبريالية والمساهمة في مقارعة الحكم الاقطاعي الاستبدادي القمعي ونيل الحرية السياسية والديمقراطية لمصلحة الوطن والتنمية والازدهار والعزة والكرامة. وكان مناضلي اتحاد الطلبة من مختلف الطبقات الاجتماعية في صدارة العمل الثوري الجماهيري الفعلي بتضحياتهم الجسيمة.
كنت ومجموعة من الطلبة نقود المظاهرات الطلابية من أجل تحرير البلاد من الاستعمار البريطاني، ودعماً لقضايا ومطالب الشعب البحراني الأبي المحقة في المجالات السياسية والديمقراطية والحريات العامة، والمطالبة بمجلس تشريعي – برلماني وطني منتخب وكذلك في مجالات أخرى مثل المطالب العمالية النقابية والحقوقية والنسوية.
إن تاريخ نضالات الحركة الطلابية وتضحياتها هو تاريخ وإرث مهم عليه أن يُسجل في تاريخ تضحيات الشعب البحراني. إن الاتحاد كان في صدارة الحركات النضالية وفي آلامها ودموعها على مر الزمن والكفاح ضد الاستعمار البريطاني البغيض، وذلك من أجل الاهداف السامية والمبادئ والقيم الوطنية والثورية، اذ تعرض بعضنا الى الاعتقالات التعسفية وشُرد آخرون وطُردوا من الدراسة والعمل. وقد لاحظت أن هذه المعاناة والآلام لتجربة الحركة الطلابية والاتحاد لم يكتبها أو يوثقها إلا قليلين منا ولا يمكن ان نحجب ذلك التاريخ المجيد، ومن حقنا أن ننشره من أجل الاستفادة منه للاجيال القادمة.
تأسس الاتحاد الوطني لطلبة البحرين 1968 داخل البحرين، وفي 1972 خارج البحرين في دمشق. وكان أول مؤتمر له عام 1974 في بغداد مدعوم من القوى الوطنية التقدمية البحرانية. فمنذ ولادته في البحرين كانت أهدافه على خلفية سياسية وكانت مهمته الدفاع عن حقوق الطلاب المحقة. كما من مهامه أيضاً دعم القضايا البحرانية الوطنية والعربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية المركزية، ومناهضة الاستعمار الغاشم والرجعية العربية والامبريالية والصهيونية العالمية.
كانت الحركة الطلابية البحرانية من الحركات العالمية، ما سمي بـ “ربيع الحركة الطلابية” والذي عرف ذروته في حركة مايو 1968 في فرنسا. فمنذ تأسيسه (الاتحاد الوطني لطلبة البحرين) انخرط في النضال مناهضاً للاستعمار البريطاني، فعندما اعتقل قادة الاحزاب السياسية عام 1968: جبهة التحرير الوطني البحرانية وحزب البعث العربي الاشتراكي فرع البحرين وقادة حركة القوميين العرب – البحرين آنذاك، وغيرهم، نحن مجموعة صغيرة من الطلبة المنتمين للاتحاد الوطني لطلبة البحرين كنا في طليعة العشرات من الطلبة الذين انضموا معنا بمظاهرات، حيث انطلقنا من مدرسة الغربية (ابو بكر الصديق) بالمنامة قريب من القلعة – وزارة الداخلية، إلى المدرسة الصناعية كانت مقابل مدرستنا واخرجنا الطلبة وكان أغلب المدرسين متعاونين معنا، ثم اتجهنا الى مدرسة الوسطى (مدرسة الامام علي (ع)) على نفس الشارع وانضم معنا الطلبة من تلك المدرسة، ثم توجهنا الى مدرسة الزهراء للبنات في فريق الحمام بالمنامة واخرجنا أخواتنا منها، ومن ثم توجهنا كلنا الى مدرسة الثانوية التجارية والى مدرسة الثانوية العامة بـ القضيبية – المنامة، رافعين النبرات، مطالبين باطلاق سراح القادة السياسيين فورا، إلا ان السلطات المحلية بتوجيهات من الاستعمار البريطاني قمعتنا عند مدرسة المنامة الثانوية وتفرقنا بعدها. وفي عام 1972 انطلقت المظاهرات الطلابية دعماً للاحتجاجات العمالية ومساندةً لها، نتيجة لتسريح العمال من شركة نفط البحرين المحدودة بابكو، مطالبين الشركة لإعادة العمال المسرحين الى أعمالهم بلا قيد أو شرط.
هذا هو موجز من نضالات الاتحاد الوطني لطلبة البحرين في الداخل والتي شاركتُ فيها بكل جوارحي وأحاسيسي ومشاعري الوطنية، ونذرت نفسي و روحي لتبقى البحرين عزيزة شامخة حيث الوطن يستحق أن نضحي من أجله، فنحن خط الدفاع الأول عن الوطن الغالي والشعب البحراني الأبي وقادته ورموزه الأبرار.