من “ملفات الضحايا”: الطفل سيد علي صالح.. لاعب تنس الطاولة ورحلة العذاب في سجن جو
واشنطن – البحرين اليوم
في حلقة جديدة من سلسلة “ملفات الضحايا”؛ نشرت منظمة “أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين” توثيقا للمعتقل القاصر في سجن جو المركزي في البحرين، سيد علي صالح، والذي أُعتقل وهو يبلغ من العمر ١٥ عاما، وتعرّض للتعذيب خلال فترة اعتقاله والتحقيق معه.
وذكرت تقرير للمنظمة نُشر في ٢١ نوفمبر ٢٠١٧م بأن سيد علي تم اعتقاله في ٢٧ نوفمبر ٢٠١٥م من قبل ضبّاط يرتدون ملابس مدنية، وذلك بتهمة قيادته سيارة بدون ترخيص. وحين ذهب والده لاسترداد السيارة في اليوم التالي، فوجيء بأن ابنه وُجّهت ضده تهم سياسية بعد أن كان أبلغ أهله بأنه محتجز في مركز شرطة البديع بتهمة مخالفة مرورية.
وقد اتهمت السلطات سيد علي بالمشاركة في “منظمة إرهابية”، وحيازة قنابل “المولوتوف” والتجمع “غير القانوني”. إلا أن تقرير “المنظمة” أوضح بأن تاريخ التهم المزعومة ضد سيد علي وقعت أثناء مشاركته في بطولة لتنس الطاولة، وقد شهد مدرّبه على ذلك في جلسات محاكمته، كما قدّم رسالة من النادي تتضمن جدولا بالمباريات التي كان يُشارك فيها سيد علي. وعلى الرغم من أدلة النفي هذه، إلا أن المحكمة دانت سيد علي في عام ٢٠١٦م وحُكم عليه بالسجن ٦ سنوات.
وقالت المنظمة “إضافة إلى انتهاك حقوقه في محاكمة عادلة، فقد عمدت السلطات أيضا إلى تعذيب سيد علي على نحو متكرر”، وذكرت بأن أول مرة تعرض فيها للتعذيب بعد اعتقاله مباشرة في مركز شرطة البديع، حيث تعرض للضرب والركل والصعق بالكهرباء، كما حُرم من النوم والاستحمام، وقد تعرض لكدمات وتورم في وجهه نتيجة ذلك، كما عانى من التشنج مدة من الوقت، وقد حُرم من العلاج وطبابة ما لحقت به من إصابات.
وقدّمت عائلة سيد علي شكوى إلى ما تُسمى أمانة التظلمات التابعة لوزارة الداخلية، وذلك في نوفمبر ٢٠١٥م، وعلى الرغم من أن الرد أشار إلى أن وقائع الشكوى “تستحق التحقيق في جريمة محتملة ارتكبها مسؤولون حكوميون” وإحالة ملف القضية إلى وحدة التحقيق الخاصة، التابعة للوزارة أيضا؛ إلا أن العائلة لم تردها أية معلومات بشأن استكمال التحقيق حتى الآن، ورغم الطلبات المتكررة التي رفعتها بهذا الخصوص.
ولم يتوقف التعذيب عن سيد علي بعد الحكم عليه، حيث تعرض في أكتوبر ٢٠١٧م إلى الضرب من قبل ضابطين داخل السجن، وقاما بضربه بشكل مبرح على رأسه حتى فقد الوعي، كما تعرض له أحد الضباط بالإهانة ونال من شرف والدته. وهو ما دفع والدته لرفع شكوى أخرى لدى أمانة التظلمات، حيث قام ممثل عن الأمانة المذكورة بزيارة سيد علي، وتسجيل أقواله، وقام بجمع ملابسه الملطخة بالدماء، ووعد باتخاذ “التدابير القانونية اللازمة بشأن الحادثة”. إلا أن شيئا لم يحصل حيال هذه الشكوى، حتى كتابة هذا التقرير، ولا يزال سيد علي في سجن جو يواجه مخاطر متجددة من التعذيب وسوء المعاملة.