البحرين اليوم – (خاص)
رحبت منظمات حقوقية إقليمية ودولية بالقرار الأممي الذي صدر الجمعة ٢٩ سبتمبر ٢٠١٧م لتشكيل لجنة تحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان في حرب اليمن وتحديد المسؤولين عنها.
وقد أقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف اليوم القرار بعد جدل استمر لأيام على مشروع القرار، وخاصة من جانب السعودية التي تقود الحرب ضد اليمن منذ مارس ٢٠١٥م. وتم الوصول إلى “صيغة” من القرار الذي نال الموافقة من المجلس بتوافق الآراء عليه.
وسيعين المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين أعضاء اللجنة.
وقال جون فيشر مدير مكتب جنيف في منظمة هيومن رايتس ووتش ”بعد أكثر من عامين من الإفلات من العقاب بشأن جرائم مروعة في اليمن فإن اليوم يمثل علامة فارقة“.
وأضاف فيشر في بيان ”أوضحت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة صراحة (..) أن العالم لن يقف صامتا بعد الآن بينما تُقصف منازل اليمنيين ويُخطف أحبائهم ويُقتل أطفالهم وتُبتر أطرافهم بأسلحة لا تميز مثل القنابل العنقودية والألغام الأرضية“.
من جانبها، رحبت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين ADHRB بالقرار واعتماد هيئة خبراء دولية للتحقيق في الانتهاكات الجارية في اليمن.
وقدمت المنظمة مداخلات عديدة خلال الحوار التفاعلي بمجلس حقوق الإنسان بجنيف تناولت فيها الحرب على اليمن، والمسؤولية المباشرة للسعودية وراء الانتهاكات الجارية فيها.
وقال المدير التنفيذي للمنظمة حسين عبدالله بأن اللجنة اليمنية المعنية بالتحقيق في الوضع اليمني، والمدعومة من السعودية، ساهمت في التغطية على الانتهاكات التي يقوم بها التحالف السعودي في اليمن، “بما في ذلك الضربات الجوية التي طالت السكان المدنيين”، وأمل عبدالله أن يكون في إنشاء الآلية الدولية للتحقيق والمكونة من خبراء دوليين مستقلين؛ الفرصة لأن ينال “الشعب اليمني أخيرا العدالة”.
الصليب الأحمر: حالات الكوليرا باليمن قد تصل لمليون بحلول نهاية العام
من جانب آخر، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الجمعة إن الوضع الإنساني في اليمن ”كارثة“، وإن حالات الكوليرا هناك قد تصل إلى مليون حالة بحلول نهاية العام.
وقال ألكسندر فيت رئيس بعثة الصليب الأحمر في اليمن إن جميع الأطراف المتحاربة، بما فيها التحالف المدعوم من الغرب الذي تقوده السعودية، تستخدم القوة بشكل مفرط مما يؤدي إلى سقوط ”عدد هائل“ من الضحايا المدنيين.
وأضاف أنه بالإضافة إلى ذلك بلغ عدد الحالات التي يشتبه بإصابتها بالكوليرا ٧٥٠ ألف حالة مع وفاة ٢١١٩ حالة. ويتوقع الصليب الأحمر ٩٠٠ ألف حالة إصابة بالمرض على الأقل بحلول نهاية العام.
وقال فيت في إفادة صحافية بجنيف ”الوضع تطور في الحقيقة بطريقة درامية للغاية وأعتقد أنه أمر لا يقل عن كارثة“.
وفي الوقت الذي لحقت فيه أضرار بميناء الحديدة يأتي الصليب الأحمر بالمواد الطبية، بما فيها الإنسولين، إلى اليمن بالرحلات الجوية غير المنتظمة إلى صنعاء. وتأتي البضائع الأخرى برا في قوافل من الأردن وسلطنة عمان وبحرا من الأردن وسلطنة عمان ودبي.
ومن المقرر أن تصل سفينة تحمل ٥٠٠ طن أرز من كراتشي في السابع من أكتوبر إلى الحديدة وهي أول شحنة للصليب الأحمر إلى الميناء منذ فبراير.
ودعا فيت جميع الأطراف للسماح بفتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية التي تحمل إمدادات إغاثة ضرورية، وأن تحرز تقدما نحو السماح للصليب الأحمر بزيارة أسرى الحرب.
وقال ”لا أعتقد أن التسوية السلمية ستتحقق في القريب وأشعر بقلق شديد إزاء حقيقة أن امتداد الصراع سيتسبب في مزيد من المشاكل“.
وأضاف ”هذا ما يدعو إلى إتاحة الإغاثة الإنسانية ووصول السلع الأساسية“.
