منزل آية الله قاسم يتحول إلى ميدان للثورة في البحرين
المنامة-البحرين اليوم
ما إن تناهى لمسامع البحرانين قرار السلطات الخليفية بسلب الجنسية عن آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم؛ حتى تداعى الناس زرافات تحيط بمنزله، وتعبر عن رفضها هذا الإستهتار بمقام العلماء. سويعات غطت فيها الحشود الشوارع المؤدية لمنزل قاسم. وألقيت الكلمات المؤدكد من علماء الدين على الوقوف بحزم أمام إجراءات السلطات الخليفية وتجاوزها للخطوط الحمراء. فيما كان الشعار المدوي في الأرجاء (( يسقط حمد)).
التجمع العفوي الذي حضره الآلاف من النساء والرجال وفي مقدمتهم علماء الدين، تحول فيما بعد لميدان دائم، حيث استعد المعتصمون للمكوث وتهيأو لصلاة المغرب، وبادر الأهالي في إعداد ماءدة الفطور من المنازل لمعتصمين. وقد أعلن جمع من العلماء أنهم لن يبرحوا مكانهم، ولن يسمحوا للسلطات الخليفية أن تتعرض لآية الله قاسم إلا بعد ما تمر على أجسادهم.
المشهد يذكر باجتماع الجماهير البحرانية في ميدان اللؤلؤة، واتخاذه منصة لطرح قضايا الشعب والوطن.
القوات الخليفية بدورها انتشرت في محيط بلدة الدراز بأعداد غفيرة، وهي متأهبة لساعة الصفر، لكن ذلك لم يؤثر في نفوس الجماهير، أو ينال من ثباتها. وقد أطلقت الداخلية الخليفية في حسابها عبر تويتر تهديدا مباشرا للمعتصمين بأنها ستقوم باتخاذ “الإجراءات القانونية” تجاه أي تجمع ” غير قانوني” بحسب وصفها. المعتصمون بدورهم لا يرون لقوانين الخليفين أي قيمة لافتقارها المعايير الإنسانية وشروط العدالة، ” فإن كانت هذه القوانين، تفتك بالإنسان، وتستبيح المقدسات، وتهين العلماء؛ فهي قوانين يجب أن تحارب وتسقط” كما صرح بذلك أحد علماء الدين ل(البحرين اليوم).
دعوات لتفعيل خطوات العصيان المدني بالإمتناع عن التبضع، والإضراب عن العمل، وغيرها انطلقت في الأوساط، وربما تأخذ حيز التنفيذ في حال تصاعدت الأمور أكثر، وتبنت أحد الجهات الواضحة هذا الأمر.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه التطورات المتسارعة أتت بعد سلسلة من الإجراءات الخليفية التي وصفت ب”الهستيرية” حيث وفي غضون أقل من أسبوع أغلقت جمعية الوفاق، وبعدها جمعيتي التوعية والرسالة الإسلاميتين. ومن ثم استدعي مجموعة من العلماء، ومنع بعضهم من الصلاة والخطابة، وشنت أبواق النظام الخليفي هجمة على الغالبية الشيعية في البحرين، وعلى رأسهم آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم. وكانت هذه التطورات قد ولدت ردود أفعال ومواقف دولية متنوعة، حيث كانت محل استنكار ورفض دولي بدأ من الأمم المتحدة، كما عبت قوى اقليمية عن قلقلها وتحذيرها من تفاقم الوضع. وكان حزب الله اللبناني قد أصدر بيان دعا فيه الشعب البحراني لإظهار الغضب الحاسم ضد استهتار السلطات الخليفية بمقام آية الله قاسم.
