مناورات “أمن الخليج١” في البحرين: “مراهقة متأخرة”.. وتعويض عن خسائر الداخل والخارج
المنامة – البحرين اليوم
بمواقف متفاوتة بين “السخرية” والدعوة للحذر علقت أوساط سياسية على المناورات والتمرينات العسكرية التي تنظمها دول الخليج نهاية شهر أكتوبر الجاري في البحرين، وذلك في وقت يتصاعد فيه “انحسار” التأثير الإستراتيجي لمنطقة الخليج بعد “الاستدارة” التي يجريها الأمريكيون لعلاقاتها القديمة مع أنظمة هذه المنطقة التي تشهد اضطرابات داخلية واحتجاجات شعبية، فضلا عن التوتر الإقليمي غير المحدود، وخاصة بين السعودية وإيران.
وقال مراقبون بأن توقيت المناورات التي تشارك فيها أنظمة دول الخليج تحت شعار “أمن الخليج ١”؛ يأتي في “أوقات فقدت فيها أنظمة الخليج زمام أمورها، ولم تعد قادرة على إدارة سياسات تقوم على التعايش والاعتراف بمطالب الناس”، كما تعمَّد النظام السعودي – بحسب هؤلاء – اختيار البحرين لتكون مكانا لإجراء المناورات بهدف “منح النظام الخليفي معنويات جديدة في ظل عجزه وقلة حيلة القوات السعودية والأجنبية في إفشال الثورة التي بدأت منذ أكثر من ٥ سنوات”، ولم تستبعد بعض المصادر المطلعة أن تشارك بعض القطعات العسكرية المشاركة بالمناورات في قمع التظاهرات الشعبية وتعزيز التواجد العسكري في بعض المناطق الحيوية بالبحرين، وعبرت هذه المصادر عن “القلق من اتخاذ الخليفيين هذا التواجد المكثف غطاءا للإمعان في مزيد من القمع والانتهاكات وتنفيذ خطوات جديدة في هذا الصعيد، ولاسيما لجهة استهداف السكان الأصليين”، وهو “قلق” يتقاطع مع ما نشره موقع قناة المنار اللبنانية اليوم الاثنين، ٢٤ أكتوبر، بأن قوات سعودية وإماراتية شوهدت وهي تدخل البحرين بالتزامن مع المناورات المذكورة، وأوضحت مصادر الموقع بأن القوات الخليجية “تضم آليات للأمن الداخلي وبحوزتها معدات تستخدم للتعامل مع التحركات الميدانية”، وهو ما ظهر من مشاهد مصورة لهذه القوات تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان مفلح سليم العتيبي، قائد ما يُسمى بقوات الأمن الخاصة السعودية، ذكر في تصريحات صحافية اليوم بأن المناورات المزمع تنفيذها “تحاكي تهديدات الجماعات الإرهابية لدول الخليج”، وهو ما دفع نشطاء للدعوة إلى “الحذر التكتيكي” و”أخذ الحيطة” وخاصة بالنسبة للقوى الميدانية والمجموعات الشبابية التي تدير الحراك الثوري والميداني في البلاد.
في المقابل، قلل ناشطون من “قيمة المناورات والقوات الخليجية التي دخلت البحرين للمشاركة في تلك المناورات”، وأوضح أحد النشطاء بأن “الهدف الوحيد لهذه المناورات هو منح نظام آل خليفة بعض المعنويات من جهة، واستعراض آل سعود لقوتهم المزعومة” وذلك بهدف “التعويض عن الخسائر المحلية والإقليمية التي يتعرض لها الخليفيون والسعوديون على وجه الخصوص”، كما قال متابعون بأن “الرسائل التي تريد أنظمة الخليج بعثها من وراء هذه المناورات هي رسائل سيتم تجاهلها من قبل الأطراف المحلية والإقليمية” وأضافوا بأن “البحرانيين أصبحوا قادرين على التعاطي مع الحروب النفسية، كما أنهم نجحوا في نزْع المعنى السياسي والمعنوي من القوة العسكرية الداخلية والخارجية” كما أن الإيرانيين “تجاوزوا أساليب المراهقة المتأخرة التي يقوم بها آل سعود وآل خليفة، ولم تعد طهران تضع وزنا لهذا النوع من المناورات المنزوعة من أية قيمة سياسية وإستراتيجية”، بحسب تعبير أحد النشطاء المحليين.