مغردون: كيف تحولت حملة “#وطن_تحت_التعذيب” إلى عنوان للفضاء الشعبي والإعلامي المشترك؟
البحرين اليوم – (مغردون)
حظيت حملة “#وطن_تحت_التعذيب” بمشاركات واسعة على مدى الأسبوع المنصرم، ومن جانب عدد لافت من المدونين والنشطاء والجهات الإعلامية المعنية بالوضع في البحرين.
وقال متابعون للنشاط الإلكتروني بأن الحملة كانت واحدة من الحملات القليلة التي تهيّأت لها الظروف “السليمة” لأن تتحول إلى “حملة عامة” برغم أنها كانت عنوانا لبرنامج سياسي وميداني أطلقه كلٌّ من تيار الوفاء الإسلامي وحركة الحريات والديمقراطية (حق) بمناسبة اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، والذي امتد على مدى أسبوع كامل انتهى يوم الجمعة 29 يونيو 2018م.
وبمتابعة حجم المشاركات وتنوّع الجهات والشخصيات التي شاركت فيها، فإنه يبدو واضحا أن هناك “توافقا” بين المدونين والمعارضين والنشطاء على “إتمام نجاح الحملة” على الرغم من كونها صدرت عن فصيلين سياسيين ثوريين يتبنيان شعار “إسقاط النظام” وضمن مشروع “التحالف من أجل الجمهورية”. وبحسب مطالعة لمواقف بعض النشطاء؛ فإن طبيعة هذا الموقف الإيجابي في تبني الحملة، وبمعزل عن الاختلافات السياسية حول الشعارات والأهداف، “ينبيء عن مساحات واسعة من المشتركات التي يمكن للقوى المعارضة البناء عليها، وتأسيس أكثر من تلاقٍ مشترك، ولو من بعيد، ومن غير لقاءات مباشرة”.
ويُرجع أحد نشطاء الإنترنت والحملات الإلكترونية نجاحَ حملة “وطن تحت التعذيب” إلى توقيتها المناسب، عشية اليوم العالمي للتضامن مع الضحايا، ومع وفرة الانتهاكات وتضخمها في الأيام الأخيرة، إضافة إلى الامتياز الفني الذي توفر مع شعار الحملة والتصميم الخاص بها، حيث كان كثيف الدلالة، ومفتوحا على أكثر من معنى في الوقت نفسه، مع الطابع اللوني (الأصفر) الذي أسبغ تفاعلا من المشاعر المركبة والعلامات مختلفة المعاني.
بعد يوم من إطلاق الحملة التي دشنها القيادي في تيار الوفاء الإسلامي، السيد مرتضى السندي، عبر شريط مصوّر، انتلقت أصداءها على نحو السرعة إلى الفضاء الإلكتروني، وسجّل الناشط وضحية التعذيب المُبعد إبراهيم كريمي أولى التدوينات على موقع (تويتر) الداعية للمشاركة في حملة التغريد على وسم الحملة التي انطلقت رسميا يوم الاثنين 24 يونيو 2018، ليظهر بعدها نشطاء حقوقيون وسياسيون في المبادرات المبكرة من الدعوة للمشاركة فيها، ومنهم يحيى الحديد، سيديوسف المحافظة، والحساب الرسمي للرمز الحقوقي المعتقل نبيل رجب، ليبدأ بعدها دخول الحملة في خط القبول العام، ولاسيما بعد التقاطها من قناة اللؤلؤة التي شاركت في الدعوة لها، وفي إعداد برنامج وتغطيات تلفزيونية تحت ظلالها.
مع بدء حملة التغريد، نجح المدونون والنشطاء في تقديم بانوراما لأهم أهداف الحملة، وكما قدمها تيار الوفاء الإسلامي وحركة (حق)، بأن تكون شكلا من أشكال التضامن مع الرموز المعتقلين في السجون الخليفية من جهة، وتبيان جوانب من قصص ضحايا التعذيب من جهة أخرى.
وقد قدمت المشاركات في الحملة إضاءات من هذين الملفين، عبر الكلمات المعبرة، والصور والفيديوهات، والترميزات اللغوية والإشارية المختلفة. فقد حضر الرموز ومعاناتاتهم المستمرة داخل السجون، وقُدّمت مقاربات حقوقية لما يجري من تعذيب وانتهاكات واسعة بحق السجناء السياسيين، كما تواصلت الحملة في سياق متابعة التطورات الميدانية والحقوقية التي تشهدها البلاد.