مغردون: بعد استدعاء الشيخ علي سلمان من سجنه: “متى سيحققون مع المفوض السامي؟”
البحرين اليوم – (خاص)
بتعليقات ممزوجة بالسخرية والاستهجان، علق المدونون والناشطون في البحرين على استدعاء السلطات الخليفية للشيخ علي سلمان من سجنه، والتحقيق معه حول الرسالة المكتوبة التي أُلقيت باسمه في مجلس حقوق الإنسان الذي يعقد دورته الثلاثة والثلاثين في جنيف، وهو الإجراء الثاني من نوعه بعد استدعاء الناشط المعتقل نبيل رجب للتحقيق أيضا على خلفية الرسالة التي نشرها الأخير قبل أسبوعين في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
المحامي يوسف ربيع كتب على حسابه في تويتر: “متى بيحققون مع المفوض السامي ومجلس حقوق الإنسان؟”، وذلك بالإشارة إلى الهجوم المبرمج الذي شنته الصحافة الرسمية في البحرين على المفوض السامي، الأمير زيد بن رعد، بسبب الكلمة التي ألقاها في افتتاح المجلس أول أمس ودان فيها استمرار النظام الخليفي بانتهاكاته لحقوق الإنسان واستهداف المعارضين والناشطين، كما سبق لآل خليفة، وآخرهم وزير الخارجية خالد أحمد، أن هاجموا المجلس نفسه وزعموا بأنه “مسيس” ويمارس “الابتزاز”، وذلك بسبب ما يصدره من إدانات لانتهاكات النظام.
ورصد الحقوقي يوسف المحافظة والصحافي البحراني قاسم حسين “الغضب الشديد” اليوم الجمعة على المفوض السامي بسبب انتقاداته للنظام. وقد دخل قاسم حسين في سجال مع أحد أفراد الوفد الخليفي إلى جنيف بعد تصويرهم ل”سيلفي” من هناك لاقى السخرية بين المدونين البحرانيين. وعلق عليه قاسم في حسابه بتويتر وقال: “نواب عجزوا عن الدفاع عن حقوق الشعب الذي يُفترض يمثلوه؛ برحلة سياحية لجنيف”.
وقد رد النائب الخليفي المشارك في الوفد المدعو جلال كاظم وأقر بولائه للحاكم الخليفي، وقال بأنه “لا يكترث بمن يكون ولاؤه غير ذلك” وأضاف “الصراخ على قدر الألم، والقافلة تسير”، بحسب تعبيره. وقد رد عليه قاسم بقول ورد في نهج البلاغة للإمام علي ومفاده: “ودع عنك نهباً صيح في حجراته، ولكن حديثا ما حديث الرواحل”.
وفي حين قالت وزارة الداخلية الخليفية بأن “تحرياتها” لم تُثبت أن الرسالة الموجهة إلى المجلس صادرة عن الشيخ سلمان، إلا أنها وجهت إليه تهما بإذاعة “أخبار كاذبة” في الخارج، وذلك رغم أنه داخل السجن، ومحكوم ٩ سنوات بعد تشديد العقوبة ضده. وعلق القيادي في جمعية الوفاق (المغلقة) المعتقل السابق مجيد ميلاد، فكتب “سواء ثبت صدور (الرسالة المزعومة) من الشيخ علي سلمان أو لم يثبت لديكم، فلقد فعلت فعايلها والسلام”.
المدون حسن الشارقي استحضر الوفد الخليفي الذي أرسله النظام لتلميع صورته في مجلس حقوق الإنسان، بعد منع الوفود الأهلية من مغادرة البحرين وتعطيل مشاركتها في المجلس. وكتب الشارقي: “وفد جنيف فشل، طلّعوا حرقيتهم في شخص معتقل لأن كتب رسالة فيها رأي مخالف للرواية الرسمية”، وأضاف “شغل حقوق الإنسان لا يمكن أن ينجح دون أن يكون له مصداقية وواقع معاش على الأرض، وهذا ما تفتقر إليه وفود (الكشته)”.
وبهذا المعنى أيضا غرّد القيادي في جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)، يوسف الخاجة، وكتب “ماذا جنيتم من منع الحقوقيين من السفر إلى جنيف؟ ها نحن نسمع اليوم نفس الإدانات التي توجه لكم في كل دورة”، وأضاف “لن تستطيعوا حجب نور الشمس بغربال”.
القيادي المعارض إبراهيم شريف استهجن استدعاء الشيخ سلمان للتحقيق بسبب رسالته إلى مجلس حقوق الإنسان، وقال بأنه “كان دوما رجل إصلاح واعتدال” وأن “أخلاقه دميثة ويده ممدودة للآخر، الحرية للشيخ علي سلمان”.