معهد التمويل الدولي (IIF): هروب رؤوس الأموال من السعودية بوتيرة متسارعة
من لندن-البحرين اليوم
نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرا الثلاثاء (20 مارس 2018) تحت عنوان: “محلّلون: المال يهرب المملكة العربية السعودية في وتيرة متسارعة”، تطرق فيه إلى دراسة خلصت إلى أن النقد يغادر السعودية بمعدل متصاعد بسبب اقتصاد البلاد المتعثر.
فقد بيّن بحث جديد أن السعودية شهدت هروب عشرات المليارات من الدولارات من رأس المال كل عام ومنذ عام 2012 وحتى العام الماضي، لافتا إلى أن العام المقبل سيشهد المزيد من ذلك.
ويذكر التقرير الذي صدر هذا الشهر من معهد التمويل الدولي (IIF) ومقره في واشنطن، أن ما يصل إلى 64 مليار دولار من رأس المال الأساسي هرب من السعودية في عام 2017 .
وذكر التقرير أن “التدفقات الرأسمالية الأساسية كانت بوتيرة سلبية إلى حد كبير في العام الماضي (…) مع القليل من التحسن في البيانات خلال الربع الثالث من عام 2017”.
وقال غريغ باسيلي، كبير محللي الأبحاث في معهد التمويل الدولي: “قبل السَنَوات الأخيرة، لم تقترض السعودية من الخارج، لذا أردنا تجريد ذلك لمعرفة ما إذا كانت هناك تدفقات أو تدفقات”.
وأشار موقع “ميدل إيست آي” إلى ان وتيرة هروب المزيد من رؤوس الأموال ستتصاعد بعد أحداث فندق “ريتز كارلتون” الذي تم احتجاز العشرات من الأمراء ورجال الأعمال فيه بتهمة الفساد.
وأوضح باسيلي إلى أنه “من المهم أن يشعر الأشخاص الآخرون الذين لم يتم اعتقالهم بضرورة نقل أصولهم الى خارج المملكة العربية السعودية”. وبعبارة أخرى “قد تكون هناك موجة من هروب رؤوس الأموال الرئيسية للأغنياء إلى خارج المملكة”.
لكن التقرير لم يستبعد أن يكون هناك سبب آخر مهم لهروب لرأس المال من السعودية ألا و هو الاقتصاد المحلي الباهت الذي يعتمد على أسعار النفط، مشيرا إلى أن معدل النمو السنوي في البلاد انخفض بما يزيد على عشرة في المئة منذ انخفاض أسعار النفط.
ونتيجة لذلك شهدت السعودية خفضا في الإنفاق الحكومي، وقد أضرت تلك التخفيضات في نمو الناتج المحلي الإجمالي.
ومن المفارقات الساخرة أن الرياض تسعى إلى تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط وفقا لرؤية ولي العهد محمد بن سلمان للعام 2030، لكن لتنمية القطاع غير النفطي تتطلب رؤوس أموال على ولي العهد توفيرها من الخارج، وهذا يتطلب من الشركات و الأشخاص أن يخاطروا برؤوس أموالهم من خلال استثمارها في السعودية.
ورأى محللون أن ولي العهد السعودي يعوّل على بيع أسهم شركة أرامكو، وفي حال فشله في إنجاز صفقة ناجحة فمن المحتمل أن يستمر قلق المستثمرين في السعودية ويتواصل فرار رأس المال منها.