مريم الخواجة لراديو “نيويورك”: دول الخليج تعتقد أن لديها حصانة من المحاسبة على انتهاكاتها لحقوق الإنسان
شاركت الناشطة الحقوقية البحرانية مريم الخواجة في برنامج “براين لير” الذي يبُبث عبر إذاعة نيويورك (WNYC)الأمريكية.
بدأ مقدّم البرنامج العرض بالإشارة إلى أن محاربة الإرهاب من بين أولويات المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية، مشيرا إلى أن البحرين إحدى الدول التي تصدّر المقاتلين إلى تنظيم “داعش” الإرهابي.
وطرح مقدم البرنامج سؤالا على الخواجة حول تزامن اعتقال شقيقتها زينب الخواجة مع حلول الذكرى السنوية الخامسة لقمع الحراك الشعبي في البلاد في مارس من العام 2016.
وقالت مريم في معرض إجابتها على السؤوال قائلة “إن ذالك لأمر ذي مغزى أن يتزامن اعتقالها مع الذكرى الخامسة لدخول القوات السعودية إلى البحرين على أمل قمع الحراك، ولكن اليوم وبعد خمس سنوات لا يبدو أنهم نجحوا في ذلك عبر اعتمادهم على التدخل السعودي”.
وقالت الخواجة بأن هناك أحكاما على أختها بالسجن لأكثر من ثلاثة أعوام، وتتعلق ثلاثة منها بتمزيق أختها لصورة “الملك”.
وتساءل مقدم البرنامج عن مغزي محاكمة الأشخاص على خلفية تمزيقهم لصورة الحاكم، وأجابت الخواجة “إن السلطات تحاول إحكام سيطرتها على حرية التعبير للحيلولة دون توجيه أي انتقادات للحكومة، أو إبداء رأي في التغييرات السياسية والإجتماعية”.
ووجه لها المقدّم سؤالا حول سبب تمزيق أختها لصورة حمد، فقالت “أرادت أن تبعث رسالة إلى الحكومة مفادها أنها وبرغم محاولاتها سلب الناس قوتهم فإنها لن تستطيع السيطرة على تعبيرهم عن آرائهم”، مضيفة “إنهم يجلسون في قصورهم ويزجون بالناس في السجن إلا أنهم لن يستطيعوا منع الناس من التعبير عن آرائهم”.
ورفضت الخواجة محاولة إظهار الصراع في البحرين على أنه طائفي، واعتبرت أن ذلك يصب في مصلحة العائلة الحاكمة التي تسعى لإعطائه بعدا طائفيا، وقالت “إن العائلة الحاكمة أزيلت من المكون السني وأصبحت مكونا بنفسها، ولقد شارك العديد من السنة في الإنتفاضات السابقة”.
ووصفت الخواجة الموقف الأمريكي من اعتقال شقيقتها ب”المضحك”، بعد أن وجّهت الإدارة الأمريكية دعوة إلى سلطات البحرين لإتباع الإجراءات القانونية الواجبة على هذا الصعيد، وقالت “لقد استنفدت جميع الإجراءات القانونية ولم يعد هناك مجال للإعتراض”، وأضافت “لقد أثبتت تجربة السنوات الخمس الماضية عدم وجود نظام للعدالة في البلاد، ولكن للظلم”.
وبشأن انتهاكات حقوق الإسان في دول الخليج قالت الخواجة “إن دول الخليج تعتقد بأن لديها حصانة دولية ضد المحاسبة على انتهاكاتها لحقوق الإنسان، بل وإنها ترتكب مجازر حرب في دول أخرى، وكما يحصل في اليمن، ولكنها تمر وبلا محاسبة”.
وبشأن علاقة تنظيم داعش الإرهابي بسلطات البحرين؛ قالت الخواجة إن “المؤسسة الأمنية في البحرين بمثابة حاضنة فكرية للجماعات الإرهابية، وقد التحق عدد من منتسبيها بتنظيم داعش الإرهابي، ومنهم الضابط تركي البنعلي الرجل الثاني في التنظيم”.
ودعت الخواجة الإدارة الأمريكية إلى “التوقف عن دعم الأنظمة القمعية ومنها النظام الملكي الحاكم في البحرين”.
يذكر أن الناشطة مريم الخواجة تشغل منصب المدير المشارك في مركز الخليج لحقوق الإنسان، وهي ابنة الناشط الحقوقي البارز عبدالهادي الخواجة، الذي يقضي حكما بالسجن المؤبد على خلفية مشاركته في الإحتجاجات الجماهيرية المطالبة بالتغيير والتي اندلعت في البحرين عام 2011.