مركز البحرين لحقوق الإنسان: استمرار تردي حرية الصحافة في البحرين مع مضي ١١ شهرا على إغلاق “الوسط”
المنامة – البحرين اليوم
عبّر مركز البحرين لحقوق الإنسان عن “الأسف” بسبب “تردّي وضع حرية الصحافة في البحرين”، مشيرا إلى مضي أكثر من ١١ شهرا على إغلاق صحيفة “الوسط”، وهي الصحيفة الوحيدة المستقلة في البلاد.
وأوضح المركز في بيان الخميس ٣ مايو ٢٠١٨م بأن الصحيفة “تعرضت لأعمال مضايقات متكررة في أوقات سابقة قبل أن يصدر أمر تعليقها بشكل نهائي”، حيث تم منعها في عام ٢٠١٠م “من بث تقارير صوتية، ومقابلات على موقعها على الإنترنت، كما تم إغلاقها في أبريل ٢٠١١، خلال حملة قمع المجتمع المدني التي أعقبت احتجاجات ١٤ فبراير، وفي عام ٢٠١٥ تم تعليق النشر للمرة الثانية لمدة يومين، وفي يناير ٢٠١٦، حظرت وزارة الداخلية على الصحيفة استخدام أداة وسائل الإعلام على الإنترنت، ثم حظرت عليها لمدة وجيزة نشر المحتوى عبر الإنترنت”.
وأضاف بيان المركز “صحيفة الوسط واسعة الإنتشار وحائزة على الكثير من الجوائز الدولية التي تشهد لها بالاستقلالية والمصداقية وهي الصحيفة الوحيدة التي تعمل بشكل مهني منذ بداية انطلاقها قبل ١٥ عاما”، مؤكدا أن إغلاقها “تأثر منه عشرات الصحفيين والمراسلين الذين أصبحوا عاطلين عن العمل”، حيث كانت توظف ١٦٠ شخصا، بينهم ٣٠ أجنبي، وهو ما أدى إلى تضاعف “حجم الإنتهاك ضد الصحفيين والمراسلين”.
واعتبر المركز قرار إغلاق الصحيفة مخالفة صريحة للمادة ١٩ من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والتي تنص على أنه “لكلِّ شخص حقُّ التمتُّع بحرِّية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقِّيها ونقلها إلى الآخرين، بأيَّة وسيلة ودونما اعتبار للحدود”.
ودعا المركز السلطات الخليفية لفتح “فضاء الصحافة دون قيود أو شروط لتعمل الصحافة بشكل مهني”، وأن يتم “إلغاء قرار إيقاف صحيفة الوسط مع جبر الضرر الذي صاحب هذا القرار المتعسف”، كما شدد على ضرورة الوفاء بالتزامات النظام الحقوقية “لا سيما فيما يتعلق بحرية الرأي والتعبير”.
وقد أظهر المؤشر العالمي لحرية الصحافة ٢٠١٨ الذي تصدره منظمة “مراسلون بلا حدود” انخفاض حرية الصحافة في البحرين بمعدل درجتين، وجاء ترتيبها هذا العام ١٦٦ في مؤشر حرية الصحافة، بعد أن كانت ١٦٤ في العام الماضي ضمن القائمة السوداء.
وعمدت السلطات الخليفية إلى إعادة نشر المزاعم بحرية الصحافة والإعلام في البحرين، وذلك بمناسبة يوم الصحافة الذي يصادف في ٣ مايو من كل عام، ولجأت السلطات إلى تنظيم مسابقات للصحافة تعاطى معها صحافيون مستقلون بسخرية، لاسيما مع الاستهداف الممنهج للصحافة والصحافيين والإعلاميين المستقلين بسبب آرائهم السياسية ومواقفه المعارضة.
