مركز “أمان” الحقوقي: آل سعود يصعّدون الحملة على شيعة المنطقة الشرقية
البحرين اليوم – (خاص)
قال تقرير حقوقي بأن المواطنين الشيعة في شرق السعودية يواجهون حملة من “الاعتقالات المتصاعدة” في ظل “تردي الأحوال الأمنية” في المنطقة التي تم استهدافها خلال عامين بسلسلة من عمليات الإرهاب التكفيري، ورصد التقرير حملة أمنية واسعة متجددة خلال الأشهر الستة الماضية.
وفي تقرير أصدره اليوم، الخميس الأول من سبتمبر، مركز “أمان لمراقبة لحقوق الإنسان“، أشار إلى ما وصفه ب”الترقب والتوتر الأمني المتصاعد” الذي يطال المنطقة الشرقية (الأحساء والقطيف”، وبشكل “يهدد برعزعة الاستقرار والسلم الأهلي” وذلك بسبب “تصاعد حملة غير مسبوقة تنفذها وزارة الداخلية – بتكتم شديد وهادىء – بهدف تقييد الحريات” والهمينة على “أشكال التعبير عن الرأي وممارسة الطقوس والشعائر والواجبات الدينية”، وأوضح بأن المواطنين الشيعة باتوا يخشون “التعبير عن مخاوفهم بشكل علني”.
وقال المركز بأن هذه الحملة يُراد منها تطويق الحراك المطلبي في المنطقة الشرقية، ومحاصرة ردود الفعل بعد إعدام الشيخ نمر النمر في يناير الماضي، إضافة إلى ابتزاز إيران في ظل العلاقة المتردية بين طهران والرياض، إضافة إلى إشغال آل سعود المواطنين عن تورط النظام في الحروب والنزاعات الخارجية.
ولاحظ المركز “تقاعس” المجتمع الدولي عن اتخاذ “خطوات عملية” لردع آل سعود ووقف انتهاكاتهم، وهو ما شجعهم على ارتكاب المزيد منها، سواء بحق المواطنين في الداخل، أو شعوب المنطقة، داعيا إلى “دور أكثر قوة وفاعلية” والضغط على آل سعود لإرغامهم على “الكف عن حملة الاعتقالات وإطلاق سراح المعتقلين من النساء والرجال”.
وبحسب متابعة لمركز “أمان” امتدت خلال الأشهر الستة الماضية؛ كشف عن ارتفاع وتيرة الاعتقالات التي تستهدف المواطنين الشيعة خاصة، بالتزامن مع اعتقال متهمين بالانتماء لجماعات تكفيرية، وهو ما اعتبره المركز سببا لإثارة “الشكوك” وتعمّد آل سعود الخلط بين النشطاء الحقوقيين والسياسيين وبين التابعين للجماعات المتطرفة والتكفيرية، وأوضح المركز بأن ذلك “ينبيء عن عقلية ممنهجة لتأصيل تهم الإرهاب ضد النشطاء الشيعة وعموم الناشطين السلميين”.
ورصد التقرير مفصلا مسلسل الاعتقالات “التعسفية”، وآخرها في ٣١ أغسطس الماضي، حيث داهمت المخابرات السعودية مقر بعثة دينية في مكة المكرمة واعتقلت اثنين من المرشدين، وهما السيد جعفر العلوي من أهالي صفوى، والشيخ محمد زين الدين من أهالي سيهات. وكانت السلطات اعتقلت في ١١ يوليو الماضي الشيخ محمد حسن الحبيب وثلاثة من رفاقه على الحدود السعودية الكويتية، مع العلم بدور الشيخ الحبيب الرافض للطائفية، وقد أعلن رفضه لاستهداف الشهيد الشيخ نمر النمر وإعدامه.
وبحسب رصد المركز فإن الاستهداف طال أيضا النساء، حيث احتجزت السلطات زوجة الشيخ المعتقل سمير الهلال لعدة ساعات في يوليو الماضي وأخضعتها للتحقيق، وفي الشهر نفسه تم استدعاء الشابة سكينة علي الفرج، زوجة الناشط المطارد سلمان الفرج، وجرى التحقيق معها عدة ساعات، كما حُرم أبناؤها من الوثائق الرسمية المطلوبة لاستكمال التعليم والعلاج. وفي فبراير ٢٠١٦ تم اعتقال الناشطة نعيمة المطرود من سيهات رغم وضعها الصحي الحرج، وسبق أن تم اعتقال إسراء الغمغام في ديسمبر ٢٠١٥ مع زوجها الناشط موسى الهاشم، ولازالت محرومة من توكيل محام لها، مع تردي وضعها الصحي داخل المعتقل.