مدارس التعذيب بدل الفصول الدراسية: 27 شابًا يُسحقون في زنازين مبنى 17 بسجن الحوض الجاف!

البحرين اليوم – المنامة
كشفت هيئة شؤون الأسرى في البحرين عن معاناة مروّعة يتعرّض لها 27 شابًا من صغار السن، يقبعون خلف أسوار مبنى 17 في سجن الحوض الجاف، في ظروف وصفتها الهيئة بأنها جرائم ممنهجة ضد الطفولة والكرامة والعدالة».
التقرير الذي نشرته الهيئة اليوم الأربعاء 4 يونيو، يسلّط الضوء على واقع مأساوي يعيشه هؤلاء المعتقلون، ومعظمهم من الطلبة الذين لم يتجاوزوا سن الحادية والعشرين، زُجّ بهم في الزنازين لا بسبب جرائم حقيقية، بل لمجرد آرائهم أو مشاركتهم في احتجاجات سلمية.
وبحسب التقرير، فإن الشبان يُحتجزون داخل زنازين ضيقة لمدة 23 ساعة يوميًا، ولا يُسمح لهم بالخروج سوى ساعة واحدة فقط في ساحة محاطة بجدران عالية، تفتقر إلى الشمس والهواء النقي، وتخلو من أي تفاعل إنساني. هذه السياسة لا يمكن اعتبارها سوى شكل من أشكال التعذيب النفسي المدروس، الذي يهدف إلى كسر إرادة المعتقل وتحطيم كيانه المعنوي في ريعان شبابه.
ورغم أن غالبية هؤلاء المعتقلين من الطلبة، إلا أن إدارة السجن الجائرة لا توفر لهم أي برامج تعليمية، ولا تتيح لهم متابعة دراستهم، في مخالفة صريحة لقانون الطفل البحراني رقم (37) لعام 2012، والذي ينص على وجوب ضمان التعليم والرعاية النفسية والصحية للأطفال حتى في حال احتجازهم. أما في مبنى 17، فإن هذا القانون يُدهس تحت أقدام السجّان، وسط صمت رسمي مطبق.
وتحدّثت الهيئة عن شكاوى متكررة من داخل السجن تتهم جلّاد المبنى المدعو فهد الكوهجي بالإشراف على سلسلة من الانتهاكات التي تُمارس بحق المعتقلين القُصّر، من خلال مجموعة من عناصر الشرطة من جنسيات عربية وآسيوية، يتفننون في إذلال الشبان وتعذيبهم. ومن بين الممارسات التي وثقها التقرير: الضرب على أماكن حساسة، الشتم الطائفي والديني، التحرش اللفظي والجسدي، إضافة إلى الاقتحامات المفاجئة للزنازين والتلويح المستمر بالتهديد والعقاب.
تقول الهيئة إن هذه الانتهاكات لا يمكن تبريرها أو التستّر عليها، وهي لا تمثل خروقات فردية أو ممارسات معزولة، بل تعبّر عن سياسة ممنهجة تستهدف تحطيم الطفولة في البحرين وإرهاب كل من يجرؤ على التعبير عن رأيه. وفي حين تروّج الحكومة الخليفية لقانون الطفل في المحافل الدولية، فإن الواقع داخل سجونها يكشف عن منظومة قمع لا تضع أي اعتبار للقانون أو للمواثيق الدولية.
واختتم التقرير بالقول إن ما يحدث في مبنى 17 هو وصمة عار على جبين العدالة في البحرين، وصرخة موجعة في وجه كل من يصمت أو يتواطأ. هؤلاء الشبان يُدفنون أحياءً في الزنازين، ويُسلبون من حقهم في الحياة الكريمة والتعليم والأمان، بينما يواصل العالم صمته المُريب، وكأنّ الطفولة في البحرين خارج نطاق الإنسانية.