محمد بن سلمان لصحيفة “الغارديان”: سأعيد السعودية إلى “الإسلام المعتدل”
من لندن-البحرين اليوم
أجرت صحيفة الغارديان البريطانية مقابلة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تعهد خلالها بإعادة السعودية إلى “الإسلام المعتدل”، بحسب تعبيره، مطالبا بدعم عالمي لتحويل “المملكة المتشددة” إلى “مجتمع مفتو”ح يمكِّن المواطنين ويجذب المستثمرين.
وقال ابن سلمان للصحيفة إن” التوجهات المتشددة التي سادت خلال العقود الثلاثة الماضية كانت نتيجة عدم معرفة كيفية التعامل مع الثورة الإيرانية”، بحسب زعمه.
وأضاف “لقد أراد الناس نسخ نموذج الثورة الإيرانية التي اندلعت في العام 1979 في بلدان مختلفة، واحدة منها المملكة العربية السعودية”، وذلك في محاولة لتشتيت الأنظار عن الأيديولوجية المتطرفة التي تؤمن بها السعودية رسميا، وهي الوهابية، والتي تُتهم بالوقوف وراء نشر التطرف الفكري والتكفير في السعودية والعالم.
وأوضحت الغارديان أن تصريحات ابن سلمان تأتي في وقت يتحرك فيه “وريث الملك الحالي لتوطيد سلطته وتهميش رجال الدين الذين يعتقد أنهم فشلوا في دعمه”.
ورأت الصحيفة أن المحور الرئيسي للإصلاحات المزعومة هو “كسر التحالف القائم بين رجال الدين المتشددين وبيت آل سعود، الذي يدير شؤون الدولة”، موضحة أن هذه الإصلاحات تناولت المحظورات الاجتماعية الرئيسية، مثل قيادة المرأة للسيارة، فضلا عن تقليص قوانين الوصاية التي تقيد أدوار المرأة وإنشاء مركز إسلامي مكلف بمراجعة تفسير الأحاديث النبوية.
واعتبرت الصحيفة أن “حجم ونطاق الإصلاحات لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث للبلاد، إلا أنه لا تزال هناك مخاوف من معارضة المحافظين لما يعتبر ثورة ثقافية، وأن المملكة تفتقر إلى القدرة على متابعة طموحاتها الاقتصادية”.
ولفتت الصحيفة إلى أن المشروبات الكحولية ودور السينما والمسارح لاتزال محظورة في السعودية، إلا أن السعودية “قطعت أجنحة الشرطة الدينية التي كانت مخيفة من قبل، اذ لم يعد لديها صلاحيات لإلقاء القبض، وينظر إليهم على أنهم يتناقصون مع النظام الجديد”.
واكدت الغارديان على أن السعودية بحاجة إلى موارد ضخمة إذا أريد لها أن تنجح في بناء اقتصادها على أسس جديده، كما أن قيادتها تعتقد أنها ستفشل في توليد استثمارات إستراتيجية إذا لم تجر أيضا إصلاحات اجتماعية واسعة.