محمد العرب: بلطجي.. تكفيري.. و”حمامة سلام”
البحرين اليوم – (خاص)
بقلم: كريم العرادي
كاتب من البحرين
قد لا يرى البعض فائدة في الكتابة عن الأشخاص، ويكون التفضيل في الحديث عن الأفكار بدلا من ذكر الأسماء المباشرة. وأنا في الحقيقة أميل إلى ذلك أيضا، إلا في الحالات التي تتعلق بالقاذورات. لا شك أن أشخاصا مثل حمد عيسى، ناصر حمد، خليفة أحمد، خليفة سلمان، فواز.. هم جديرون بأن تُكتب أسماؤهم صراحة برفقة اللعنات، ويُرمى عليها ما تستحق من الكلام غير اللائق. ولكن هذه الأسماء البلاستيكية لا تقوم لها قائمة، ولا ينتفخ صدرها المسموم، إلا إذا وجدت: أنظمة سوداء تدعمها، ومياه آسنة تنتشر فيها، وبلطجية قذرة تصفق لها. وحديثي في النقطة الثالثة تحديدا. الحكام التافهون عندنا في البحرين هم من الأصناف التي تحتاج دوما إلى منْ يهز لها، ويصفق ويطبل لأنيابها، ويمنحها تلك الأشياء التي يشعر بها الحكام العادلون الذين يحبون شعبهم، ويحبهم شعبهم. آل خليفة لا يحبون أحدا، والكراهية فيهم شكل من أشكال الطاقة للحفاظ على الحياة، ولذلك يكرههم الناس، ويعتبرونهم وباءا ووبالا وشرا لابد من استئصاله. للتعويض عن ذلك، يأتي دور البلطجية والمرتزقة والطبالة والشاذين. فهؤلاء إذن يؤدون دورا مهما إنماء القاذورات، وتوسيع روائحها النتنة، والتضليل علينا والقول بأنها تبث روائح عطرة.
لقد أضحكني، مثل كثيرين، بلطجي وقح يُدعى محمد العرب. هذا المرتزق الذي جاء من خارج البحرين، وضع في رأسه هدفا واحدا: لعق الأحذية، وهزّ كل شيء فيه من أجل أن ينال شيئا مجزيا في أرض أوال. هو يعرف، بخبرته في الدناءة، بأن الطريق الأسرع إلى قلوب القتلة؛ هو أن الإفصاح لهم بالانتماء الأصيل إلى جرثومة الشر، والقتل، والخبث، والعشق الوافر لكل أنواع الوساخة. على القاريء أن يعذرني وأنا أكتب هذه القوائم من الألفاظ السوداء، ولكن ليس هنالك من خيار آخر إذا أراد المرء أن يتحدث عن النجاسات العينية. أكرمكم الله!
النكتة الأخيرة لإعلامي المخابرات وغرف التعذيب، هو أنه سيكرس “مسيرته المهينة” (لم أكتبها خطأ: المهينة وليس المهنية) بالعمل في منظمة اسمها “سلام بلا حدود”. هل تصدقون هذه الكذبة؟ بعد أن ملأ سيرته بأفظع جرائم الكراهية والتحريض المذهبي والرقص على الحروب والقتال داخل البحرين وخارجها، قرر “ابن الذين” أن ينشر أجنحة السلام في العالم! ولكن، ليس علينا أن نذهب بعيدا في ابتلاع هذه الكذبة، فالبلطجي العرب لن يتوب أبدا أو يغسل بعض نجاساته، وهو مازال مشدودا إلى طبعه الأصيل في التضليل والتنقل من قاذورة إلي أخرى. فالمنظمة المزعومة التي يرأسها ليس فيها من اسمها شيء، وهي نسخة من المنظمات التي تختلقها “الغرف المظلمة” من أجل تمرير بقية القاذورات، تماما كما هي “المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان” و”أمانة التظلمات” و”مفوضية السجناء” في البحرين.
علينا أن نجرّب التجرد من مشاعرنا قليلا! محمد العرب ابتلع بداخله صدام حسين منذ زمن. لديه ذكاء ملحوظ في تركيب الأقنعة على وجهه، ولكن لديه أيضا قدرة شيطانية على بلوغ منتهى نشوته في إسالة الدماء، والرقص على جراح الناس، والتوغل مثل الحية الحرباء في الجماعات لكي يُقنع مشغليه في “غرف التعذيب” أن لديه الصفات المثلى لأن يترقى، وألا يكون بلطجيا عاديا. لذلك دارَ في المحرق والرفاع، وقدّم “شرفه المفقود” عربونا لأي مهنة تُوكل إليه، إنْ بالانخراط في صفوف “داعش” البحرين، والهتاف معهم أمام السفارة الأمريكية، أو تحريك أشياءه النجسة لكي يُثبت للجلادين بأنه لا مانع لديه من فعل أي محظور، وأن عليهم فقط أن يحرّكوا حسابه البنكي، ويمنحوه ما يلزم من حماية ورعاية، والبقية عليه. انتعشَ العرب – مثل بقية سلالة الأفاعي – بعد دخول دبابات آل سعود إلى البحرين، ووجدها الفرصة المثلى لجمع الساقط بالساقط.
اندس العرب في صفوف محمد خالد وعادل فليفل وسعيد الحمد.. وأثبت أنه يمكن أن يقول ما هو أكثر من النميمة والشتم الطائفي، وأن يحمل السلاح أيضا في وجه البحرانيين أو أي شعب يقرر آل سعود بأنهم أعداء له ويجب أن يُبادوا. كان ظهوره في برنامج المخابرات السعودية والخليفية “صندوق فبراير” بقناة “العربية”؛ اختصارا لطبيعة “العمل الإعلامي” الذي يقوم به الشاذ المتولع بأخلاق الذباب، ولكن السحر انقلب على الساحر بعد الدعوى الناجحة في بريطانيا التي دانت القناة السعودية وتغريمها ومطالبتها بتقديم اعتذار للأستاذ حسن مشيمع. ولكن العرب – الذي طُرد من القناة منذ أشهر – اختار أن يتلطخ أكثر بالقذارة، وكانت الحرب السعودية ضد اليمن مناسبة أخرى ذهبية للباحث عن المغانم وعلى حساب ملايين الجوعى وتدمير بلد بأكلمه. تنكّر باللباس المحلي، كعادته في التنكر في كل بلد يسمسر فيه، وانخرط في الميليشيات اليمنية الموالية لآل سعود، وطُلب منه أن ينشر الأكاذيب التي تجهزها الغرف المعروفة، وتولى الظهور في مسرحيات مفبركة من ميادين القتال في اليمن لصالح قوى العدوان السعودي التي دانتها كبرى المنظمات الحقوقية في العالم. هذا الذي يريد أن ينشر السلام!
لا أحد سينخدع بـ”حمامة سلام” تدعم أنظمة متهمة بالتعذيب والقتل والاضطهاد الممنهج. ولكن هذه السحلية لا تريد أن تخدع أحدا، ولا أن تسعى لأن تضلّل باحتراف، لأن مهمتها ليس إقناع الآخرين بصحة ما تقوم به أو تبرر له بالبراهين والأدلة، بل هي معنية بأن تدخل من جُحر لآخر، وتبنش في مكان تلو الآخر. ليس مهما أن تنكشف فضائحها، أو تعيش هاجس اليوم الموعود لتكون خلف قضبان العدالة، بل أن تمضي في النمو على القذارات التي تخرج من ثقوب الطغاة. وهذا هو أصل حكاية العرب وبقية الجرب.