مجلة “أويل برايس” تحدد ثلاثة مخاطر قد تواجه السعودية في 2018
واشنطن – البحرين اليوم
نشرت مجلة “أويل برايس” الاقتصادية الأمريكية الأحد 31 ديسمبر 2017 تقريرا مطولا عن كشف حساب سياسات السعودية الخارجية لعام 2017، وأبرز المخاطر التي تهددها في عام 2018 الجاري.
وقالت المجلة الأمريكية إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، هو من كان “المحرك الرئيسي” للسياسة الخارجية السعودية، التي كان هدفها الرئيسي “توطيد قوي للمخيم العربي ضد كل من إيران وتنظيم الإخوان المسلمين”.
ولفتت إلى أن السعودية “ركزت كافة القرارات الرئيسية في السياسة الخارجية، بدءا من التدخل العسكري في اليمن، ومقاطعة قطر والضغط على الحكومة اللبنانية، على ذلك الهدف”، مشيرة إلى أن كافة تلك السياسات أثبتت نتائج عكسية، ولم تؤد إلى استقرار الشرق الأوسط، أو تعزيز قدرات السعودية على تشكيل تحالفات جديدة، بل تسببت في زيادة أعداء السعودية.
وأرجعت “أويل برايس” تعديلات السياسة الخارجية السعودية، إلى سببين رئيسيين، وهما:
— التغييرات في قيادة البلاد وهيكلها في حزيران 2017، وصعود محمد بن سلمان، 32 عاما، في ولاية العهد وتحكمه في ملف السياسة الخارجية.
— حاجة السعودية الحقيقية إلى تنفيذ إصلاحات أساسية سواء داخلية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.
وبحسب المجلة، فإن المخاطر الثلاثة على السياسة السعودية الجديدة خلال عام 2018، جاءت على النحو التالي:
أولا: الحلف الأوروبي الأمريكي:
وقالت المجلة إن الحلف الأوروبي الأمريكي مع السعودية في الحرب المزعومة على “الإرهاب”؛ يمكن أن يكون بمثابة خطر بالغ على الشرق الأوسط، لأن لكل من الأطراف المشاركة في الحلف وجهة نظر مختلف عن التهديدات في الشرق الأوسط. وذكرت أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ينظرون إلى الحرب على الإرهاب، بأنها تركز على ملاحقة الأفكار الجهادية والإرهاب، ولكن بالنسبة للسعودية، فهي ترى أن التهديد يتركز تقريبا على التأثير الإيراني.
وزعم التقرير أن السعودية لا تظهر حرصا مماثلا على مكافحة التطرف بنفس الصورة التي ترغب بها الولايات المتحدة وأوروبا.
ثانيا: فشل المبادرات
وقال التقرير إن القرارات والمبادرات الرئيسية محمد بن سلمان، فشلت فشلا ذريعا. وذكرت أن السعودية لم تتمكن من توطيد التحالف العربي، وفشلت كافة محاولاتها لتصعيد المواجهة مع قطر ولبنان وإيران. وزاد عدد أعدائها بصورة كبيرة، خاصة مع استمرار الحرب في اليمن.
وأضافت “أويل برايس” أنه بفضل دعم الولايات المتحدة وإسرائيل، بات يشعر السعوديون بالشجاعة في القيام بحركات دبلوماسية محفوفة بالمخاطر تستهدف إيران بشكل خاص.
ووصفت أن التحالف السعودي الإسرائيلي، لا يمكن أن يوصف بالشراكة، لأنه تحالف “غير موحد وغير منسق”، لأن الهدف الوحيد له هو مواجهة “الشيعة والإخوان المسلمين” في المنطقة. وتابعت قائلة إن “القيادة السعودية جريئة في القرارات، التي يمكن أن تكسب دعما داخليا وخارجيا، لكنها لا تحاول تغيير النبرة مع إسرائيل، بسبب المشاعر المعادية لإسرائيل بقوة في المملكة والدول العربية”.
ثالثا: التحديات الداخلية
اتخذ ولي العهد السعودي عددا من القرارات الجريئة، التي تتجاوز تطلعات السياسة الخارجية الجديدة في السعودية، لكن الأزمة أنه يتخللها عدد من أوجه القصور في السياسات الداخلية والقرارات الجريئة داخليا، مثل حملة مكافحة الفساد، التي يمكن أن تتسبب في زعزعة الاستقرار في البلاد.
واختتمت المجلة تقريرها، بالقول: “قرارات وإجراءات وسياسات بن سلمان الجريئة، قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المملكة بصورة كبيرة، أو اندلاع احتجاجات جماهيرية، أو حتى اندلاع ثورة داخل القصر الملكي، لأول مرة في التاريخ السعودي”.