متابعات: عنفوان ثوري في البحرين.. والسؤال: ماذا عن التقاطة “المعارضات السياسيّة”؟
البحرين اليوم – (خاص)
متابعات..
قراءة في ما وراء الخبر
تستمر الفعالياتُ الشعبيّة والثوريّة في البحرين مع اقترابِ الأيام نحو شهر فبراير، حيث يُحيي البحرانيون في الرابع عشر منه الذكرى السنويّة من الثورة، في ظلّ معطيات جديدة على المستوى المحلي والإقليمي والدّولي.
الشهيد الشيخ نمر النمر هو عنوان الفعاليات التعبويّة للذكرى، فيما اختارت القوى الثوريّة الشيخ الشهيد ليكون شعار العصيان المدنيّ الذي يجري، عادةً، تنفيذه في يوم ذكرى الثورة، وهو اختيارٌ كرّس من خلاله المواطنون والنشطاء المعادلة المصيريّة بين البحرين والمنطقة الشرقيّة، لاسيما وأنّ النظامين الخليفي والسعوديّ عزّزا من موقعهما المشترك في استهداف الثّورة، وخاصة خلال العامين الماضيين، والذي وصلَ ذروته مع الالتحاق الخليفيّ المطلق بآل سعود على مستوى سياسية العدوان والقتل عبر الإعدامات.
بحسبِ الوقائع الميدانيّة، فإن السّاحات لم تتوقف عن تدشين المشاريع الثوريّة، وصولاً إلى 14 فبراير. وكما في الأعوام الماضية، تسابقت القوى الثوريّة والمجموعاتُ الناشطة في البلدات بإعلان البرامج والتحشيد لها، وهو ما يؤشر على “سلامة” القاعدة الشعبيّة وعدم تأثرها بحروب القمع التي شنها الخليفيون، وخاصة في الفترة الأخيرة من العام 2015م.
في الموقف الرسمي، يحاول النظام أن يُظهِر “قوّة” مصطنعة، رغم ضيق الخناق الذي عزّزه الوضع الاقتصاديّ المتأزم في ظل انحدار أسعار النفط، وانسحاب ذلك على رمزيةِ “البطش” الخليفيّ الذي أخذ شكلا “الانتقام” العبثي، وليس القمع من أجل تحقيق أهداف أمنيّة أو سياسيّة واضحة.
معارضون بحرانيون لا يترددون في اعتبار الوضع الراهن “إيجابياً” لجهةِ مرور الثورة البحرانيّة “الآمن” ونجاحها في مواجهة أشدّ الحروب التي شُنّت عليها، لاسيما مع تضعضع آل سعود وانكشاف “سوئهم” على مستوى الرأي العام، إلا أنّ التوظيف العملاني لهذا المعطى الإيجابيّ لا زال رهن قدرة المعارضات البحرانيّة على التلاقي مع عنفوان الشّارع الثوري، وهو أمر لازال غير متوفر – في الأفق المنظور – بالنظر إلى تشبث المعارضات بسقوفها السياسيّة التي تنطوي على القبول – في نهاية المطاف – بالأمر الواقع، والتحرّك في “دائرة الاستبداد” المغلقة.