متابعات: شهر مارس في البحرين.. شهداءُ حاضرون.. واحتلالٌ تحت الأقدام
البحرين اليوم – (خاص)
متابعات
ما وراء الخبر
في 6 مارس 1996 استُشهد حسن طاهر السميع.
وفي 6 مارس 1999 مات عيسى الخليفة، وجاء حمد على رأس الحكم في البحرين.
لا رابط بين الحدثين إلا التّاريخ. أمّا اليوم، 6 مارس 2016م، فلا يحتفظ المواطنون إلا برحيلِ الشّهيد الذي يعود ليظهر في عينيّ ابن عمّه الشّاب عباس السّميع (المحكوم بالإعدام)، فيما يحمل التاريخُ ذكرياتٍ “سيئة” عن الحاكم السّابق، ويوم رحيله. حيث جاء ابنه، حمد، ليبدأ العهد “الأكثر سواداً” في تاريخ البحرين وأهلها.
مارس/ البحرين، يحتفظ بانتفاضة 1965م. ولكن الاحتلال البريطانيّ الذي انتفضَ ضدّه أهل البلاد آنذاك؛ تكرّر في مارس 2011 عبر القبيلة التي عاتبَ حاكمُها الحالي، حمد، البريطانيين لأنهم “رحلوا” من البلاد، وذكّرهم بأن والده، عيسى، لم يكن ليعتبر وجودهم “احتلالاً”. لهذا السّبب، يستذكر شهرُ مارس “خزياً” لعيسى الخليفة الذي احتفى بالاستعمار، وهو يتذكر خزياً آخر لابنه، حمد، الذي استنجد بالقوات العسكريّة، وأعطاها راية احتلال البحرين، لتُوقِع الفظائع بحقّ السّكان، وحتى اليوم.
المواطنون يخرجون مساء اليوم الأحد في تظاهراتٍ تحت شعار “احتلالكم تحت أقدامنا”، حيث تنطلق فعالياتُ ذكرى الاحتلال السعوديّ للبلاد.
في هذه التظاهرات يحتشد المواطنون لرفْع الشعارات ضد “الاحتلال”، ولترتفع الأصوات بالشعار الأصيل: “يسقط حمد”.
يجتمع اليوم الأهالي عند روضات الشّهداء. يقرؤن آيات الرّحمة على أرواحهم، ويمجّدون ذكرياتهم التي تحلق في كلّ الزّوايا والقلوب. لا أحد منهم ينطق باسم عيسى الخليفة، أو يُمرِّر ذكراه على الخواطر والكلمات. الذكرى اليوم هي للشّهداء، ولأرواحهم الثّائرة ضد “الاستبداد” و”الاحتلال”.
القوى الثورية تُقيم غداً الاثنين، 7 مارس، معرضاً للصّور.
في المعرض، ستجول الأنظارُ على مخازي آل خليفة وآل سعود. وهي مخازٍ ستُعيد التذكير بأن شهر مارس كان تكثيفاً للعار “التاريخيّ” الذي تشارك في صناعته السعوديّون والخليفيّون، وبغطاء بريطانيّ متجدّد. وبين هذه المخازي، سيلتمع بريقُ الدّماءِ الطاهرةِ التي مزّقت هذا العارَ، وأحيت الأمل بدفنه في “مزبلة التاريخ”.
إنها المزبلة التي يختصرُ معالمَها الأكاديمي البحراني عبد الهادي خلف بهذه التدوينة: “حالة حمد وربعه حالة. لم يحصلوا على رئاسة الفيفا، وبعْبَص لهم وزير إعلامهم، وأعلنت “مودي” (للتصنيف الإئتماني) أن قيمة سندات بنكهم المركزي وصكوكه في مستوى قيمة الزبالة”.